السبت, 13 نوفمبر 2010 16:10 |
المرحوم عبد الرحمن ولد محمد أحمدفي مساء يوم عرفة من العام الماضي تلقيتُ اتصالاً هاتفيا من أحد الإخوة يخبرني بتلك الفاجعة، وهي نبأ وفاة أخي وصديقي عبد الرحمن ولد محمد احمد. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وفي ذكري وفاته الأولي أريد أن اكتب هذه الشهادة في حقه, ففي حديث مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، انتم شهداء الله في الأرض، انتم شهداء الله في الأرض، انتم شهداء الله في الأرض).
عرفت الأخ عبد الرحمن مثالاً للشاب الخلوق المؤدب،الهادئ, المهذب, اللطيف, الذي يحافظ على الصلاة مع الجماعة، وصوم الاثنين والخميس, بشوشاً، تشع في وجهه ابتسامة لطيفة لا تفارق محياه تشعرك بالطمأنينة وأنك موضع ترحيب, انطباع ستجده عند كل من عرفه لأنه باختصار سجية الرجل، محبوباً بين أهله وزملائه، لا يتوانى في تقديم المساعدة والخدمة لكل من يلقاه.
ولا أقول إلا كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عبد الرحمن لمحزونون) أكتب هذه الكلمات وأنا أستحضر البشارة النبوية العظيمة التي أرجو الله الكريم أن يهبها لأخي عبد الرحمن - رحمه الله - روي البخاري عن أبي الأسود قال: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرت بهم جنازة فأثنى على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبت، ثم مر بالثالثة فأثنى على صاحبها شراً، فقال وجبت، فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة) فقلنا: وثلاثة؟ قال: (وثلاثة) فقلنا: واثنان؟ قال: (واثنان) ثم لم نسأله عن الواحد. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - وهذا الحديث على عمومه، وأن من مات من المسلمين فألهم الله تعالى الناس الثناء عليه بخير كان دليلاً على أنه من أهل الجنة، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة، وبهذا تظهر فائدة الثناء، اسأل الله عز وجل أن يغفر له، وأن يوسع له في قبره، وأن يبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأن يعيذه من عذاب القبر وأن يخلف عليه شبابه في الجنة، وأن يجازيه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، وأن يلهمنا الصبر والسلوان، و إنا لله وإنا إليه راجعون. اعمر ولد محمد ناجم
|