الأحد, 29 أبريل 2012 16:27 |
altكان برام في الماضي نموذجا للتطرف والوقاحة ومسكونا بالأحقاد والضغينة التي فاقت كل الحدود وتجاوزت منطق التصور وكان سعيه لإثارة الفتن والتفرقة واضحا وجليا مع أن كل الأوساط تدرك جيدا أنه يزايد ويبالغ من أجل تحقيق مكاسب مادية ومعنوية لنفسه ومكانته في أوساط شرائح المجتمع التي يتظاهر بالدفاع عنها ويتبنى قضاياها...
غير أن ما أقدم عليه هذا المعتوه من تحد صارخ وأفعال شنيعة محرمة جعل المجتمع كله يعتقد بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الشخص مجنون يتصرف خارج أي منطق عقلاني، فإحراق أمهات الكتب الدينية لأعظم مذهب إسلامي عرف بالوسطية والاعتدال وتغليب مصالح الإنسان والحياة وترجيح الخيارات الأسلم ولأدعى لإشاعة روح السلام والمحبة والوئام
، فمثل هذا التصرف البشع المنكر لا يمكن أن يخدم أي قضية من قضايا العدالة والحرية والمساواة ولا يمكن لأي إنسان أو حركة أو مجموعة تتصرف على هذا النحو أن تطمع في المصداقية والقبول في أي بلد على وجه المعمورة، إذ يفترض بكل حركة ترفع شعارها أن تتوخى القبول وأن تنفتح على المنطق والعقلانية لتحظى بمستوى من القبول يؤهلها لأن تكون طرفا في الحوار والمشاركة، ويبدو أن هذا المعتوه الطائش قد زلت قدمه ليكتب بيده القذرة شهادة وفاة حركته التي ولدت ميتة أصلا.
ومما لا شك فيه أن غالبية الشعب الموريتاني تعتقد أن بشاعة الاسترقاق وآثاره الفظيعة التي لا تزال ماثلة في مجتمعنا لم تجد عبر التاريخ من أساء إليها ولأهلها أكثر من برام وحركته الشريرة..
لقد كنا قبل أن يتجاوز برام كل الحدود ندرك أن الذي وسوس له ولعب بعقله –إن كان له عقل- لابد أن يكون جهة حاقدة على الدين والأمة والوطن ومثل هذه الجهات معروفة ومؤامراتها لم تعد خافية على أحد وبصيرة الشعب والإرادة الوطنية الجماعية ستظل بالمرصاد لكل أنواع التآمر والخيانة وعلى المجتمع أن يسير في الاتجاه الصحيح لمعالجة قضاياه العالقة من آثار الرق والتمييز وغياب العدالة والمساواة وعدته الأولى في ذلك شرع الله وعدالة هذا الدين الحنيف الذي تساوى في استهدافه كل ما هو صهيوني استعماري يستطيع أن يتلاعب بعقول السفهاء أمثال برام ومن يناصرونه.
bidani@maktoob.com
|