ملتمس تأييد ل.... |
الثلاثاء, 01 مايو 2012 09:32 |
كريم الدين ولد محمد بعد طول تفكير في عناء المسير المترجل خلف قافلة المسرعين الكثر من الكتاب الذين سالت أقلامهم حول حادثة محرقة كتب الفقه التي أقدم عليها زعيم حركة "إيرا" المتطرفة قررت أخيرا أن أمتطي بدوري حبر قلمي الجاف علني ألتحق بركب السائرين ولو بعد تجاوزهم خط الوصول... كتبت مقالا تحدثت من خلاله بأسلوب رمزي عن تلك المحرقة ومواقف أهل السياسة في بلادنا –معارضة وموالاة- من هذا العمل المنكر والشنيع محاولا مقارنة تلك المواقف بما سبقها من مواقف لساستنا حول قضايا المجتمع الحساسة كانتشار الفساد والبطالة وحتمية التغيير وسبله المثلى في مفاهيم المعارضة والموالاة، ولعل رمزية المقال وبناءه المرتجف حالا بينه وبين النشر فقد مضى يوم وليلة على إرسال المقال لثلاثة من أكثر المواقع الإلكترونية الوطنية انتشارا ولا زلت أترقب ظهور المقال دون جدوى، ولا أدري حتى الآن هل صادرته مخابرات الجنرال أثناء عملية الإرسال بالبريد الإلكتروني وفيها من الخبث ما هو أعظم، أم أن المتشددين من أهل السياسة رأوا في المقال عبارات نابية لا تليق بأمثالهم من الساسة الوطنيين فقرروا مصادرته وهو تحت النشر...! على كل حال ما يهم الآن هو أنني هذه المرة قررت التعاقد مع قلم جديد وذلك لغرض خاص ألا وهو كتابة ملتمس تأييد ومساندة لسيادة رئيس الجمهورية أثمن من خلاله موقفه الشجاع مما أقدم عليه المدعو برام ولد أعبيدي فقد وقف الرئيس بشجاعة في صف المسلمين ولاذ عن حرمة مقدساتهم من خلال نصرته لمذهب أهل السنة والجماعة، كما أود أن أشيد كذلك بالدور الرائد الذي قام به سيادة الرئيس والذي لم يقتصر على نصرته لمذهب الحق وحسب بل تجاوز ذلك لما هو أهم وينم فعلا عن وطنيته وغيرته وإخلاصه لشعبه حين قام بتخدير عامة البؤساء والمساكين وشغلهم بهذه القضية الكبيرة والمهمة عن واقع التعاسة والبؤس الذي يعيشونه بشكل يومي ومنحهم إجازة غير معوضة عن آلام القسوة والحرمان التي طالما اعتبروها جزء لا يتجزأ من يومياتهم التعيسة...! من جهة أخرى لا يفوتني خلال هذا الملتمس أن أبارك في جهود بطانة الرئيس وحاشيته الخبيثة التي قاموا بها في سبيل القفز بعقول المواطن البسيط إلى ساحات الجهاد ضد المرتدين وأعوانهم من اليهود والنصارى وفعلا كانوا بارعين كعادتهم في كل ما له علاقة بدعم مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة شعب مضلل مسكين...! لقد شاهدنا في الأمس القريب الكثير من التظاهرات المطبلة والمساندة لكل رئيس سواء تعلق الأمر بالمحاولات الانقلابية الفاشلة أو الاحتفاء بأخرى توصف بأنها تصحيحية ومباركة، ولعل القاسم المشترك بين تظاهرات الأمس واليوم لا يقتصر فقط على تشابه في الأوجه المشاركة بل يمتد ليشمل الأساليب الترويجية التي أبدع فيها فقهاء الشاشة -حفظهم الله- وصحافة الماكياج -قبحهم الله- حتى كأن شريط الأحداث يعود من جديد بالصوت والصورة لا بل وبالأخطاء الفنية المتكررة التي عودتنا عليها التلفزة الوطنية خلال عمليات التقسيط والعرض البطيء لكلمات الرئيس عديم الثقافة رديء الخطابة ومن تلك الناحية كغيرها فالتشابه سمة الرؤساء المتعاقبين في بلادنا وللأسف...! على هامش هذا الملتمس القصير وبأسلوب واضح وبعيدا عن غموض البيانات السياسية الموجه، أود أن أتساءل مع القارئ الكريم والمواطن البسيط عن جدوائية المهاترات والاتهامات المتبادلة بين أطراف سياسية ذات مآرب مختلفة وكل منها يحاول توظيف هذه القضية لخدمته الخاصة، فبالنظر للظرفية التي تعيشها البلاد كان الأنسب برأيي خاصة بالنسبة لمن يعترفون بتأزم تلك الوضعية عدم إعطاء هذا الزخم الكبير لقضية سطحية وساذجة كهذه، فمن المعلوم ضرورة أنه لا يختلف اثنان على استنكار هذا الفعل وإدانته والمطالبة بمحاسبة صاحب هذا التصرف الأحمق الذي دفعه جهله وتطرفه العنصري لمثل هذه الفعلة الشنعاء في انتظار معرفة باقي الدوافع ومن ساهم في جعل هذا الفاسد ينجر وراء غباءه وغطرسته ليصل إلى الاستهزاء علنا بمشاعر عامة أهل البلد... لست ممن يرجحون كفة المؤامرة في كل شيء ومع ذلك فإني أعتقد بأن تداعيات الأحداث تنبئ أن هناك سيناريو محكم وخبيث للأمن ولرجال الجنرال عزيز في هذه المسرحية وإلا فلماذا لم يتم اعتقال برام أثناء خطبته الطويلة بحجة أنه أقام صلاة الجمعة في العراء وهي بدعة مستنكرة كما جاء في فقه الشاشة..؟ أو على الأقل لم لا يتم اعتقال برام قبل أن تنسف رياح الرياض رماد أمهات المذهب المالكي..؟ ليحاكم وينال ما يستحق جراء فعلته الشنيعة وينتهي الأمر ويشتغل الساسة والعامة فيما يقدم سفينة البلد المتأخرة عن الركب بزمن طويل..؟ أو بعبارة أخرى لماذا لا نستغل المصاريف التي صرفت في المسيرات ونوجهها نحو إطعام الجياع وما أكثرهم، ونترك للرئيس وقته المهم ليصرفه في التفكير في حلول مشاكلنا العالقة...؟ باختصار شديد إن المسألة برأيي لا تعدو كونها لعبة جديدة يحاول اللاعبون من خلالها جذب اهتمام أكبر قدر ممكن من المتفرجين عن قضايا الفساد وانتشار الفقر والبطالة وفشل سياسات النظام وحكومته على مختلف الأصعدة بعد أن لم يعد هناك من يستمع لحوار الأطرشان -الأغلبية والمعارضة- فجاءت لعبة المكر والخديعة الكبرى باستغلال وتوجيه عواطف الناس بعد جريمة الاعتداء على مقدساتهم... لست تواصليا –وما ضر التواصليين كوني لست منهم- ولكني لا استسيغ الاتهامات التي وجهتها جهات معينة لحزب تواصل وللشيخ الددو بوقوفهما وراء فعلة برام النكراء، لأن هذا الكلام في منتهى السفالة واللعب بعقول العامة من الناس ولعله استهداف للإسلاميين الذين اختاروا أخيرا خيار التصعيد ضد نظام الجنرال عزيز الذي أهلك الحرث والنسل، ومع ذلك فإني لا أخفي استغرابي من بيان حزب تواصل حول هذه القضية وتضمينهم لموقفهم التقليدي من بعض نصوص المالكية وما أقدم عليه برام في بيان واحد فهذا أمر لم أفهمه حتى الآن ولعله من قصور فهمي الشخصي...! أخيرا وفي نهاية هذا الملتمس تقبلوا يا برام أسمى آيات الشكر والتقدير والاحترام من أخيكم رئيس الجمهورية الجنرال محمد ولد عبد العزيز على ما أسديتم لنا ولنظامنا من خدمة ومساعدة...! |