الرق....ظاهرته ومعالجة
الأربعاء, 02 مايو 2012 14:04

 

altaltسبقت ظاهرة الاستعباد ظهور الاسلام في المجتمع الجاهلي وانتشرت بشكل لافت ،إذ كانت تتم تغذيتها بالنزعات القبلية والحروب ،وتفرضها قوة المستقوي على الناس بسلاحه وشجاعته ،أو شعره ولسانه.

فبعد ظهور الدولة الاسلامية ودخول الناس في دين الله أفواجا ،بدأ الوحي السماوي في تنزيل آيات محكمات لاختفاء ظاهرة الاسترقاق ،ووضع أحكام لفتح باب الحرية المطلقة في تصرفاتهم وحياتهم الشخصية.
 تناولت الشريعة الإسلامية موضوع الرق بقدر كبير من التفصيل ’ ففي القرآن والحديث ينظر إلى الرق على أساس أنه  استثنائي يمكن استخدامه في ظل ظروف معينة ومحدودة فقط للأطفال الأرقاء أو من غير المسلمين من أسرى الحرب فهؤلاء يمكن أن يصبحوا عبيد لكن يمنع تماما أن يكون أي طفل مسلم حديث الولادة عبدا لأي شخص كما أن الإسلام  وضع قانون العتق من العبودية ’ليكون واحدا من الأفعال الفاضلة وهو كذلك تكفير للذنوب وفقا للشريعة.
الأرقاء لعبوا أدوارا اجتماعية واقتصادية مختلفة من عمال إلى أمراء ,كما كان العبيد يعملون في الري والتعدين والرعي والجيش حتى أن بعض الحكام اعتمد على العبيد في المجالات العسكرية والإدارية إلى درجة أنهم أستولو على السلطة ومع ذلك لم يتعامل الناس مع العبيد وفقا للشريعة الإسلامية ففي بعض الحالات كانت حيات العبيد شديدة القسوة مما أدى إلى انتفاضات مثل ثورة الزنوج لم يكن عدد العبيد كافيا لتلبية الطلبات في المجتمع المسلم لأسباب متنوعة هذا ما أدى إلى استيراد أعداد ضخمة من العبيد فنتج عن ذلك معانات هائلة وخسارة في الأرواح بسبب القبض على العبيد ونقلهÙ
 … من دول  إسلامية إلى دول أخرى.
فالرق في الشريعة الإسلامية لم يكن مبنيا على عنصر عرقي أو لون ’لكن الحال لم يكن كهذا دائما في ممارسة العملية ’فمن المعلوم أن تجارة الرقيق كانت عند العرب مكثفة في مناطق غرب آسيا وشمال إفريقيا وشرقها وتكاثرت هذه المتاجرة في القرن العشرين وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى كان ذلك بسبب الضغوط التي مارستها الدول الغربية مثل أبريطانيا وفرنسا مع ذلك هناك من يمارس العبودية في الوقت الحاضر في الدول الإفريقية مثل أتشاد والنيجر وموريتانيا ومالي والسودان معللين ذلك بسبب عدم تحريم الإسلام للعبودية.
ففي بلدنا اليوم تكثر وسائل البحث عن الدعم المالي مما جعل البعض يبحث بطرق غير مقبولة إسلاميا تارة بالتذرع بالرق وتارة بحقوق الإنسان والحيوان أمور مذهلة ومخيفة في مجتمع مسلم على مذهب الإمام مالك ففي القرآن ذكرا لعبيد في أكثر من مرة وفي كل المذاهب فصلت العبودية.
فكل إنسان يمكنه البحث عن الرزق لكنه اذاكان مسلما وفي بلد مسلم لايمكنه الاعتداء على المقدسات الإسلامية لأن الأمر عندما يتعلق بالدين فهو خط أحمر ومن أراد أن يثير حفيظة المسلمين فليسب العلماء ويمزق الكتب الدينية بدون حياء وخجل ،فهذا التصرف إن دل على شيء إنما يدل على جهل خطير وأعمال همجية وحيوانية فهنالك مقدسات في الدين والحضارة لا يمكن تجاوزها من يتحدثون اليوم باسم العبودية هم باعة وهم لن يغيروا عقلية مجتمع مسلم تحكمه نظم التكافل الاجتماعي المتجذرة في مجتمعنا على مدى التاريخ.
ولم أجد تفسيرا لحرق أمهات الكتب في المذهب المالكي ،ومحاكمة التاريخ الماوضوي في شأن ظاهرة الاسترقاق أو الاستعباد ،إذ أن المؤلفين للكتب أخرجوا فتواهم في بيئات ووقائع تختلف اختلافا حقيقيا مع واقعنا وبئتنا، وحتى في المحيط الدولي.
إن حادثة محرقة الكتب التي أقدم عليها القيادي في حركة "إيرا" تعتبر تحديا لمقدسات وثوابت الشعب المسلم ،وطريقة الاحراق المعلن توضح بجلاء تواطأ بعض الجهات في الواقعة ،واستفادة الجهات الرقابية منها على المستوي الاعلامي ،وتجييش الأنفس بروايات غير مقنعة من ضرورة تطبيق الشريعة في الرجل ومن تصريحات في الرئاسة حول ضرورة محاكمته ،ففي الوقت الراهن تبدو مخططات لضرب المعارضة من الوراء وافشال انشطتها واشغال الناس بهذه الحادثة، كما تتدعي المعارضة استفادة النظام منها سياسيا وجماهيريا وحشدا وإعلاما.

الرق....ظاهرته  ومعالجة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox