كلمة للحقيقة والتاريخ بين الإسلاميين وخصومهم
الثلاثاء, 08 مايو 2012 15:36

 

altaltهالتني هذه الأيام تلك الجلجلة الإعلامية و الحملة الدعاية الهوجاء التي تدور رحاها على التيار الإسلامي عموما و التواصليين خصوصا، وسهام الشائعات التي ما تنفك تتوالى عليهم وفي غمرة هذا الضجيج أحسست بقيمة هذا التيار أكثر من أي وقت مضى 

وذلك حين اكتشفت أن هذا التخليط و التلفيق و الحملة الإعلامية المنظمة ضد الإسلاميين تدل على أهمية هذه الجماعة {الإصلاحيين} و عظيم دورهم الذي هو:

- القيام بأمانة الدين بالحفاظ على الهوية الإسلامية المركوزة في الوجدان العام والعقل الجمعي للشعب  التي يستهلمها من وحي التاريخ ومعطيات الجغرافيا  وشواهد التراث المجيد، وكذلك الحفاظ على النشأة الصالحة لأجيال المستقبل، بانتشال الشباب من رطانة التغريب و الانحلال و الميوعة بعدما كان نهبا للجريمة والكحول و أوكار الدعارة والإعلام الهابط  وذلك بفضل الجهود الدعوية المحمودة.

كما نأوا بالشباب المتدين عن منزلقات التكفير والغلو و التطرف باحتواء طاقاته و ميوله العاطفية في العمل المثمر و العطاء المبدع ضمن المشروع الاسلامي الهادئ، وترشيد دور المرأة ومكانتها الاجتماعية بتمكينها من المساهمة الواعية في المجالات العامة مساهمة تضمن لها تنمية قدراتها الذاتية والأداء المتميز في ساحة العطاء الفكري و السياسي و الإداري و حتى النقابي، لكنها مساهمة متوازنة مع الوظيفة الإجتاعية الطبيعية التي جبلها الله عليها والمتمثلة في الرعاية الأسرية لأبنائها الذين تخدم المجتمع بهم أكبر خدمة حين تصنع منهم رجالا عظماء وقادة متميزين على المستوى المطلوب بفضل تربيتها الصالحة لهم، بدل استغلال جهات اخرى لهم استغلالا في منتهى الابتذال كالمتاجرة بالجسد في الإعلانات الترويجية و الإباحية المهينة للكرامة الإنسانية لا لشيئ سوى الكسب المالي الغادر فقط.


- و القيام بأمانة الوطن بالحرص على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي في إطار الأخوة الإسلامية الأصيلة في الفكر الإسلامي أصالة القرآن الكريم و السنة النبوية المشرفة، ونزع فتيل الشحن العنصري المشبع بالكراهية الطائشة الذى كاد دعاة القوميات من مختلف الأطراف أن يشعلوا به أحقادا عمياء تنسف السلم الأهلي.

ومحاولة تأطير القضايا الحقوقية العادلة في الإطار الوطني الواعي الذي لا يعالج الخطأ الشنيع بخطإ أشنع منه و وضع القضية كلها في الميزان الشرعي الصحيح بعيدا عن الجمود و التقليد و النظرة النمطية السائدة و الحسابات السياسية المغرضة من أي طرف كان. 
- و القيام بأمانة الإنسان بانتزاع حقوقه وكرامته من المستبدين الطغاة الذي ضجت السماوات والأرض من ظلمهم و شقي العباد والبلاد بفسادهم وتململ الوجود من وجودهم، وذلك بتمكين الإنسان من تطلعاته المشروعة وكافة حرياته الطبيعية التي يكفلها الشرع والقانون و العقل و المنطق و تؤكدها حتى قوانين الفيزياء  وزقزقة الطيور في وكانتها  ورفرفة الأنسام في أفيائها، الشيئ الذي حدا بالاسلاميين ضمن منسقية المعارضة مع حلفائهم من القوى السياسية الأخرى إلى المطالبة بإنهاء الحكم العسكري في البلد و أن تكون الدولة مدنية تحكمها المؤسسات الدستورية يسود القانون فيها على الجميع ويفصل فيها بين السلطات، ويتداول فيها على السلطة سلميا انتخابيا مع حياد الإدارة جهارا نهارا دون انقلابات ليلة تسرق فيها السلطة و الناس نيام.....   يا ساتر يا رب.

و هو  الموقف الذي يدفع الإسلامييون الآن ثمنه بتعرضهم لحملة الأراجيف و الأكاذيب التي تطلق عليهم على مدار الدقيقة أو قل على مدار الثانية، ولكن ذلك لا يضيرهم شيئا و لا يأبهون له بل هم مطمئنون بأنهم على حق وصواب لأنهم قد استفتوا قلوبهم و البر ما اطمئنت إليه النفس،

ومن قيامهم بأمانة الإنسان رعاية الفقراء والمساكين المنسيين الذين لا يطوفون على الناس فتردهم اللقمة و اللقمتان، الخاملين الذين لا يمتهنون التكسب السياسي كبعض الأطر المعروفين ببيعهم لعقولهم و قلوبهم التي لا يفقهون بها و ألسنتهم وأيديهم و أرجلهم التي ستشهد عليهم يوم لا ينفعهم مال ولا بنون.

إلى غير ذلك من العمل الإسلامي الذي مبدءه الإيمان و الصدق و الجدية والاستعداد، بكل هذا أشهد به بين يدي الملك الديان يوم يقوم الناس لرب العالمين

 ولو شئت لسقت من الأمثلة و الوقائع و الأحداث الموثقة ما ينطق بصدق كتابي هذا حرفا حرفا و لسان حالي :

ليست مبالغة ما قلت أو دجلا   بل وصفهم فوق طوقي إنهم عبر

إن غمط هذا التيار الإسلامي حقه و التشويش عليه هو جناية كبرى في حق الإنسانية، لأن الخاسر الأول في ذلك هو الوطن و المجتمع اللذان يجنيان ثمار جهود هذه الجماعة الطيبة الميمونة التي يكاد يستحيل وجود بديل عنها يسد مسدها، ومن كان حالهم كما ذكرت فإن تشويههم وعدم ذكر أثرهم الطيب في المجتمع و البلد والدور الحضاري الرائع الذي لا يماري فيه أي شخص منصف محايد، يدل على مدى التخبط الذي يصيب خصومهم الحائرين الذين لا يعرفون كيف يواجهون المنهج الفكري و العمل النبيل للآخر إلا بالغمز و اللمز و إطلاق الشائعات الكاذبة و التفسيرات المتناقضة واتهام النوايا الفاضلة و الدوافع السامية، ولا يدل فقط على تخبط خصومهم بل يدل كذلك على إفلاس في الخطاب السياسي وضحالة في الإستراتيجية المناوئة للمشروع الإسلامي وتهافت في أسلوب النقد الهادف

لأن السباب المقدع هو نهاية آخر مسكة من عقل و رزانة وبداية الهيجان و الجنون، لكن الحكمة السليمة هي : واصل دربك وانس صراخ الحاقدين  و أعطهم فرصة للإعتراف بالحقيقة إن أردوا أو لم يتمكنوا سابقا من معرفتها لمانع من الموانع الافتراضية، و إلا فإن الشمس لا تنتظر أحدا ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله و كل زارع سيجني ما زرع و الله من ورائهم محيط،.

و الخير أبقي وإن طال الزمان به    و الشر عقباه شؤم  سيئ الوخم    

 

 

 

كلمة للحقيقة والتاريخ بين الإسلاميين وخصومهم

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox