الحارق المحترق |
الأربعاء, 09 مايو 2012 09:50 |
هنالك سيناريوهات تُحاك وجبهات تفتح .. هنالك خطط قذرة لأهداف خاصة وقصيرة الأمد! إن تهديد وحدة البلد، وضرب بعض طبقاته ببعض من أجل الاحتفاظ بالسطلة لسواد عيون فرد (مجرد فرد) أمر خطير وغريب.. والأغرب هو استغلال مجموعات عريضة مختلفة المستويات والوعي، بسذاجة أو تساذج في سلوكيات وتصرفات ـ إن لم تكن مؤامرات ـ واضحة الضرر بينة التهديد للوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والاستقرار في البلد!
لقد قال عزيز في عز صفائه ونشوته بالنصر أسبوع انقلابه الأول أن ما قام به "ليس انقلابا وإنما ردة فعل" وأردف: " لقد قلت لسيدي أن يرجع عن قراره (بالإقالة) أو سيسيل الدم"!! كان ذلك في مقابلته مع محمد كريشان، يمكن الرجوع إليها..
إن أي ردة فعل مهما كانت خطورتها على الوطن وعلى مؤسساته واستقراره مقبولة بالنسبة للرجل .. انقلاب، حصار، هزة سياسية كادت تؤدي بالبلد إلى الانحدار إلى العنف، وتشويه صورة البلد خارجيا، وتردي وضعه الاقتصادي.. الخ كل ذلك بسبب إقالة ضابط من الخدمة بعد تجاوز صلاحياته واعتباره نفسه فوق القانون وفوق الجميع (كم من الضباط الأكفاء الميدانيين أقيلوا بدون سبب ولم يحركوا ساكنا! وأقرب مثال هو قائد الأركان السابق عبد الرحمن ولد ببكر).
هل من الحكمة والعقل أن نتوقع ممن يقول هذه الكلام ويفعل هذا الفعل من أجل منصب قائد الحرس أن يتورع عن أي فعل آخر أو أي كلام من أجل أهم منصب في الدولة (مقعد الرئاسة)؟
ـ لقد بدأ هؤلاء بالزنوج وشنوا عليهم حملات هوجاء وشرسة (ارجعوا إلى مقالاتهم وبياناتهم وتصريحاتهم حول لا تلمس جنسيتي) بسبب أن بعض المواطنين طالبوا بحقهم في الحصول على أوراق مدنية، وبعدم اتباع معايير من شأنها أن تقصي البعض بطرق غير قانونية ولا أخلاقية ولا نزيهة.
ـ وثلثوا بإحياء تجزئة المجزء بدعاوى قبيلة وقروية و"مجموعاتية" ترحيبا بالرئيس وتفاني في الولاء الزائف (لأنه سبق منهم وبشكل أكثر عمقا وأطول أمدا لغيره وسيتحول مع أي قادم).
بل إنهم اليوم يستغلون الدين والأئمة والفقهاء، وكتب المالكية والعقيدة الأشعرية والطريقة الجنيدية ... للتجييش وإثارة الفتنة. ومن شاء فليستمع لمداخلات مستمعي إذاعة القرآن، حيث يدافعون عن العبودية (أقصد في موريتانيا بشكلها الحالي) بكل فجاجة غير متورعين عن التكفير والسب والشتم عبر الأثير.
وآخر استغلالهم للدين والعرق والطبقية استقبال عزيز نفسه لأئمة من شريحة معينة، في سابقة من نوعها للتجنيد وقد أتى ذلك بنتيجة عكسية (قام عزيز أيضا قبل حرق الكتب باستقبال منشق عن إيرا وتشجيعه، كما يقوم مدير ديوانه باستقبال المنشقين أو "المتشاققين" عن النقابات الطلابية التي لا تدور في فلك القصر. الاستقبالات إذن ليست نصرة للمالكية ولا للدين بل خدمة فقط للكرسي).
إن من هدد بإراقة الدماء بسبب وظيفة عادية لن يتورع عن تفكيك وطن بسبب مقعد الرئاسة، فهل يهب العقلاء لحماية موريتانيا ووحدتها قبل فوات الأوان؟ |