تقرير عن حملة "تحشيش " الحزب الحاكم في برينة |
الأربعاء, 16 مايو 2012 15:38 |
السيد الرئيس.. أولا أتمنى أنكم ستقرأون هذا التقرير الأول من نوعه .. لأنه يضع بين يديكم .. نوعا من الحقيقة.. ويقدم لكم رؤية مختلفة تتعلق بمهمة بعثتكم إلى بلدية برينه..
في يوم 6 مايو 2012 جمعتني الصدفة في قريتي برينه.. -تلك القرية الهادئة الهنيئة- ببعثة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.. ضمن حملة تحسيس للمواطنين.. ومن حسن حظي أني لست من مناضلي حزبكم.. لكن حينما يتعلق الأمر بقريتي أصبح مناضلا لأجلها.. ولأجلها حضرت استقبال بعثتكم.. وكما هو مألوف عند الحزب الحاكم في العهود السابقة من تاريخ الديموقراطية .. وصل موكب البعثة.. إلى حيث مكان استقباله، لم يفاجئني العدد الكثير من السيارات.. وبعض الوجوه العابرة للصحراء، فهي نفس الوجوه لم تتغير.. بذاتها وأسمائها وصفاتها.. ظلت تقوم بنفس الدور.. بدى الاستقبال شعبيا في منزل العمدة.. لا تختفي منه مظاهر التكلف.. وصل وفد حزبكم في أبهة وروتين عهدناها من المسؤلين الكبار .. وكأنهم في سياحة مدفوعة الثمن مقدما ومؤخرا.. ميزت قيادة الوفد عن غيرها في طريقة السلام وفي رتابة التعاطي مع المستقبلين.. كلفت نفسي أن أعرف أسماء وصفات قيادة البعثة.. وكغيري من الحضور عرفت أنها أسماء وشخصيات لا يعرفها منا أحد ولا تعرفه ولا يرى عليهم أثر السفر.. وواحدة أخرى من ضمنهم لم أعرف سر مرافقتها لهم دون محرم.. وتلك ميزة تساعد على فشل المهمة.. بعد أن حضر أعيان القرية ووجوه من البلدية.. دُعينا إلى جلسة مع الوفد.. أخبرني أحد فقهاء حزبكم أن مهمة الوفد تتعلق بثلاث نقاط:
أولا: أن الوفد جاء للاطلاع على مشاكل وهموم المواطنين والاطمئنان على سير عملية (أمل 2012).
ثانيا: تحصين المواطنين ضد هجوم المعارضة ودعوتها المرعبة لكم برحيل النظام..
ثالثا: التحضير والتحسيس للانتخابات القادمة..
وحول هذه النقاط الثلاث يتركز هذا التقرير..
أولا: الاطلاع على مشاكل المواطن ومتابعة أمل 2012: لقد حرص وفدكم على أن يظهر في لقائه معنا وكأنه بشير بقرب ولوجنا لأرقى الخدمات.. وأنه المستمع الواعي لمشاكلنا القادر على رفعها لبساط ولي الأمر.. ولكن كان جليا وواضحا من كلامهم أنهم مخضرمون في لعب مثل هذا الأدوار .. ويحسنون الضحك على عقول المواطن البسيط.. فبعد أن استمع الوفد لكلمات ثلاث ترحب بوفدكم تحترز من أن تعكر صفو "الخاطر".. وبعد ان ارتفعت أصابع الراغبين في الحديث.. أعلن أحد المنتخبين أن قد رفعت الجلسة.. وأن الحمد لله رب العلمين..!! حرصا منه على راحة بعثة حزبكم.. وفي كلمة جوابية لرئيس وفدكم.. أمر أن نكتب كل مشاكلنا ونبعث بها.. هنا تساءلت من يكتب لمن؟.. ومن سيقرأ ..؟
سيدي الرئيس: فهمت أن سادتنا والمتحدثين أمام وفدكم لم يريدو أن يفقد ضيوفكم حق الإكرام.. فتجنبوا سرد مشاكلنا لأنها نفسها مشاكل الوطن الواسع الذي تلعبون بساحاته.. ولا تحتاج إلى تفصيل لا يزيدها إلا عمقا.. كما أنهم بفضل من الله لم يطنبوا في الثناء على حزبكم ولا على النظام.
أما بشأن متابعة وفدكم لسير برنامج سمتيتموه (أمل 2012) وطبقتموه "ألما" لسنة 2012 فلمزيد علمكم ما وزع البرنامج غير الغبن والشحناء وسرقة الحقوق.. وما زرعتم به غير الألم وما حصدنا منه إلا فقدان الأمل فيكم..
ثانيا: تحصين المواطنين ضد هجوم المعارضة ودعوتها المرعبة لرحيل النظام: أبشركم أن حزبكم فشل في تحقيق هدفه .. فلا المواطنون هنا من أنصار المعارضة آمنوا بكلام البعثة.. فلم تزدهم أحاديث وفدكم فهما لخطاب الحزب ولا زادتهم محبة في قيادتكم.. بل زادتهم إيمانا مع إيمانهم بأن المعارضة تخون الوطن إن لم تتمكن من انتشاله من براثن فوضى تنذر بما هو أسوأ إن لم يستمع ويفهم الرئيس عبارة: ارحل.. تماما كما فهمها الرئيس التونسي بن علي.. ونرجو أن يفهمها بأقل تكلفة.
فكلمات خطاب وفدكم جاءت خافتة باهتة تتضمن وعودا وأحلاما ومنجزات لا تدعمها أدلة مادية ولا معنوية على الأرض..
كما أن تشكلة وفد حزبكم لن يكتب لها أن تساهم في إقناع المواطن البسيط لأننا نراهم رجالا مقربين من النظام كنا نعهدهم دوما ممن شغلهم تلميع صورة النظام.. وألهتهم مصالحهم الشخصية ومنعتهم من إدراك واستيعاب مشاكلنا.
ثالثا: التحضير والتحسيس للعملية الانتخابية:
سيدي الرئيس.. أبشركم أن سكان مقاطعة الركيز من أكثر السكان وعيا واهتماما بالحالة المدنية وهو ما انعكس على النمو الديموغرافي.. فاستحقت المقاطعة نائبا ثالثا.. سيكون شوكة في العين .. حتى وإن كان البعض لا يروق له وجوده فمنع المقاطعة من حقها..
ولبلديتنا ان تتبجح أن لها عمدة سيفرض نفسه عليكم بمنجزاته وقدراته فكسب رضى الناخبين كأفضل مرشح.. فلن يحتاج لتزكية من حزبكم ولمقاطعتنا أن تتبجح بنائبيها فإن لهما من الأخلاق والحضور داخل المنابر ما يجعل لهما حظا من القبول حتى وإن تم فرضهما كرها من طرف الحزب على الناخبين..
سيدي الرئيس: إن لمقاطعتنا أن تفتخر على وفدكم بأن لنا أرضنا. ولنا زرعنا.. ولنا أصواتنا.. فخذوا كل شيء واتركوا لنا أصواتنا وخياراتنا.. فليس لدى حزبكم قواعد ولا قوائم انتخابية بيننا..
هذا تقرير مختصر وقعته باسمي حتى لا يصنف ضمن "مناشير" مجهولة المصدر.. ووجهته لكم عبر الشبكة حتى لا يصنف أنه كلام "جبدية"
محمد عبد الله ولد فتى |