altلاشيء يحول دون استخدام البعض للممنوع والمباح لبعث أمل مفقود في خطاب متقادم و متآكل يعاد ترقيعه  وترميمه وتجميله بين الفنية والأخرى ،خطاب متناقض ومتنافر الجمل والكلمات يعكس بحق مدى اختلاف المدارس الأيديولوجية لهذا القطب الذي يتباكى أغلبه على مناصب فقدها أو صفقات خسرها،خطاب فاتر يوضح تباين وتعارض أهداف حملته الجاهزون لتقديم البلد هدية لمجهول الفتن والفوضى، سبيلا لوصول السلطة ولو بطريقة غير شرعية كما اعتادوا وتعودوا على دعم الانقلابيين والتحريض على الأحكام التي لا تقدم لهم الرشاوى والهبات والعطايا والقرابين السياسية التي منها يقتاتون وعليها يعتمدون .

لا غرابة في تلويح هؤلاء بالملفات الكبرى والعزف على الأوتار المرتخية والدعوة غير الصادقة للحرية والمساواة والوحدة... شعارات ترفع ليست من أجل الشعب بل إنها للعرض والمساومة في سوق لوثته هذه الأيادي الممدودة تحت الطاولات ومن وراء الكواليس لأخذ الثمن من داخل أو الخارج حسب الأجندات ،إنها مناورات مكشوفة ملها الشعب وعاشها ، فلول أنظمة الفساد السابقة – طبعا استثناء للفاصلة الديمقراطية" سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله"- الذي وقف السواد الأعظم من هذه الطبقة الرافضة اليوم للحوار الوطني ونتائجه  ضده آنذاك ولديها نفس الشعار ( لا عفوا إنها –الطبقة- في تلك الفترة لم تستورد شعار الرحيل )  فهي طبقة من المفسدين  أو الناقمين على الزعيم الوطني مسعود ولد بلخير نتيجة لثباته وتميزه وتشبثه بالمبادئ الديمقراطية و تفانيه في جلب المنفعة ودرء المفسدة وحب السلم والمبادرات من أجل السلام، قد تكون مواصفاته هذه تشكل مصدر ازعاج وإحراج لقيادات سياسية ،فهو رجل ليس كالآخرين لقد انتزع من  الجميع الاعتراف له بالدرجات العلا من المواطنة والنضج السياسي والثبات على المواقف التي تخدم الاستقرار والتعايش السلمي .

ولكن قمة الخطإ والغرور ومنتهى الصبا والمشاكسة،التطاول والمزايدة على رمز ومرجعية مدرسة النضال الزعيم الوطني مسعود ولد بلخير من طرف فتى في عنفوان المراهقة السياسية حديث العهد بالمعارضة من مدرسة المواقف المتذبذبة، عديم التجربة ابن لأحد أركان نظام الفساد المتفق عليه وصل لمقعد نائب برلماني دون عناء و بأموال الشعب الموريتاني التي تم الاستحواذ عليها أياما كان بيتهم من أيادي الحكم البائد. ليته لم يتفوه بكلمة فلا تاريخ ولا تجربة تشفع له غير تلك التي سيبقى عارها نقطة سوداء في تاريخ الديمقراطية ،حيث كان أول المنتخبين انقلب على الشرعية وعبث بالدستور وهو نائب برلماني معارض وأحد أعضاء كتلة زعيم المعارضة الديمقراطية سابقا والانقلابية لاحقا والثورية حاليا عجبا له يرمي بالحجارة وبيته  زجاجي .

 لقد روجتم للفوضى واستخدمتم الممنوع والمباح من القول والعمل لمحاكاة الثورة و دعوتم لها سرا وعلانية وبذلتم الجهد والأموال لاستنساخ الربيع التونسي أو المصري أو الليبي .

 ألا توافق يابن أمين أن التخلف الديمقراطي ينطبق جملة وتفصيلا على الممارسات غير الدستورية التي تروجون لها العنف ،التحريض، تغذية الخلافات العرقية،الدعوات العلنية والسرية للانقلابات،تأطير وتنظيم وتمويل أعمال الشغب والعصيان المدني ؟

ألا توافق أن الطريق الشرعي الوحيد الموصل للسلطة هو اصوات الشعب وعن طريق صناديق الاقتراع وأن ماسوى ذلك خروج بين على القانون والنظم والأعراف الديمقراطية؟ .

؟ألا توافق أن دور المؤسسات السياسية هو نشر الثقافة المدنية والديمقراطية لترسيخ قيم المواطنة بدل الدعاية والترويج للفتن والاقتتال ؟.

 ألا توافق أن مقل الحجة وضعيفها وعديم الأدلة وضعيف البراهين هو عادة من يلجأ للتجريح واستخدام الألفاظ و العبارات الخشنة والمتحجرة دون مراعاة أي ضوابط أخلاقية ،كل ذلك لغرض شد الإنتباه ،ولكنك السيد النائب لست في مستوى و لا على مستوى التصدي لعاتيات وهامات وقمم النضال ورموز الدفاع عن القضايا العادلة ،فكلامك هذا يضرك أكثر مما ينفعك ولن يضر رمز الوحدة ونموذج النضال الهادئ مسعود ولد بلخير قيد أنملة ،فأنت بالنسبة له كالطائر الذي ينزل على شجر البوباب "التيدوم"