السبت, 26 مايو 2012 13:17 |
بقلم: محمد فاضل ولد الشيخ أبو بكر | الكويت كثيرا ما تساءلت هذا السؤال وأنا أتأسف لحال الأمة التي تقاد بعقول وأفكار وقوانين غريبة ودخيلة علي جسمها وهي منها براء فأحاول أن أجد تفسيرا لذالك ولومن فقه الواقع وإكراهاته إلا أنني أجد نفسي حائرا عاجزا عن فهم ما لا يمكن فهمه وقبول ما لا يمكن قبوله.
وهو ذالك الضعف والهوان والتأخر والتشرذم الواقع، للأمة اليوم والذي يوحي بأنها مازالت تحت عباءة الاستعمار والتبعية العمياء، وما ذاك إلا بسبب حكامها الطغاة الجائرين المستبدين الظلمة الذين سخروا كل طاقات البلاد في قمع الشعوب وإذلالها وتجويعها وتخويفها ؛ من أجل بقائهم على تلك الكراسي المغصوبة وإرضاء لأسيادهم الخونة
ولكننا نجد نورا قد لاح في الأفق وفجرا جديدا قد تكشفت ملامحه يبشر أن عهدا قديما مظلما تطوى صفحاته إلى غير رجعة ، وأن بعثا جديدا مشرقا بدأ يتشكلمتمثلا في هذه الثورات المباركة العفوية النابعة من الضمائر الحية والقلوب النيرة الغيورة علي بلدانها وشعوبها ،الحريصة علي حاضرهاومستقبلها المطالبة بإعادة o مجدها وقوتها واستقلالها في جومن الحرية والعدالة والمساواة ، بعيدا عن الظلم والاستبداد والقمع .
وبلدنا موريتانيا قد عانى أكثر من أي بلد آخر ظلم الحكام واستحواذهم علي كافة خيرات البلد ، وتسخيرها في حاجاتهم الخاصة وشراء العمائر والأسواق وإيداعها في البنوك في الداخل والخارج ، وليس الجنرال الحالي إلا خلفا لسلف قد استهان بالشعب واستمرأ ذالك وامتهن سرقة المال العام وغصبه والتسول باسم الشعب ، وسيلة للثراء العاجل المكشوف o ولم يجد الشعب من تلك الأموال إلا تسخيرها في قمعه وتخويفه و شراء ذمم من يمكن شراؤه وإسكاته بكل وسيلة مشروعة أو غير مشروعة.
وليس قمع المظاهرات والهجوم على الوقفات الاحتجاجية بالقوة المفرطة واعتقال المناضلين الشرفاء وعسكرة الجامعة والتهجم على العلماء والدعاة والأحزاب السياسية والهيئات المدنية والنقابات إلا حلقة من حلقات هذا النظام الجائر المستبد الذي لا يرقب في هذا الشعب إلاًّ ولا ذمة.
وإن دل هذا التخبط على شيء فإنما يدل على أن هذا النظام أصبح مفلسا عاجزا وأيامه قليلة معدودة ؛ لأنه بتصرفه الطائش وغير الحضاري وعجزه عن توفير أبسط الحقوق المكفولة دوليا ، في حق التظاهر والاحتجاج السلمي إنما يعجل بإسقاط نفسه بنفسهوالظاهر أن هذا الجنرال للأسف بطيء الفهم أو مكابر أو أحمق وربما يكون قد اجتمع فيه كل ذالك (لحسن حظنا). ،ألا تراه يهرول وراء كل طاغية قد سلت من الحبال ورفع نعشه ويئس منه أقرب مقربيه ،وتبرأ منه أسياده وتنكر له أصدقاؤه ومحبوه ،ألا تراه يتهجم علي العلماء والدعاة ويسخر منهم،ويكيد لهم ،ألا تراه يوقف العمل الخيري ويعرقله ويقف في وجهه ،ألا تراه يستخف بالشعب ويعده الوعود الكاذبة ،
ألا تراه يسجن الأبرياء ويتهم ظلما وبهتانا.
أليست هذه هي طريق من سبقه من الحكام المغرورين بطول أمدهم وامتصاصهم لدماء شعبنا القنوع الأبي ،
أليست هذه طريق أستاذه وملهمه المقبور الذي اجتمع العالم على بغضه وتمسك هو به إلي ما بعد مماته "القذافي
ألم يكن زين العابدين ومبارك وعلي عبد الله، أشد منه ملكا وأطول فترة وأحكم قبضة ،أين أولائك ألم يكن هذا كافيا لأخذ العبرة والانتباه وأن عصر الظلام قد ولي.
أم أن جنرالنا لا ينطبق عليه ما انطبق على نظرائه الذي أصبحوا في خبر كان غير مأسوف عليهم.
أم أن شعبنا ليس كبقية الشعوب له الحق في أن يحكم بلده بنفسه ويولي عليه من يصلح لذالك باختيارهليس الأمر كما يزعم الجنرال وزمرته أنهم بقمعهم وقبضتهم الحديدية يمكن أن يفلتوا من العقاب أو يوقفوا عجلة التاريخ كلا بل سيفشلون كما فشلوا في أبسط وعودهم الانتخابية الكاذبةإذن فهذا النظام أصبح منتهي الصلاحية وعليه أن يرحل إلى حيث ينبغي أن يكون !.
نعم إن شعبنا الأبي عليه أن يستبشر بعهد جديد وتغيير قريب هو يصنعه عن طريق ثورته المباركة المشروعة . ولتحقيق ذالك الهدف النبيل ينبغي العمل علي عدة مسارات
منها:
١- تفعيل الثورة وتغذيتها ومواصلتها حتىإسقاط النظام
٢- سلمية الثورة و الابتعاد عن كل ما يثير الشغب والفوضى٣- جماهيرية الثورة ، والتنظيم والتخطيط المحكم، بعيدا عن الأحزاب السياسية وأهدافها المختلفة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
|