الاثنين, 28 مايو 2012 14:34 |
تأثرت كغيري بالكلمة الباكية التي أدلت بها السيدة الفاضلة مريم منت بوقطاية دفاع عن ابنها الذي قضت عدالة " مجلس التأديب " في جامعة نواكشوط بإيقاف مساره التعليمي، دون وجه حق سوى أنه لا يروق لامبراطور كلية الطب سيدي أحمد ولد مكيه.رفعت السيدة الفاضلة مريم منت بوقطاية شكواها إلى الله تعالى، ولم تشتم رئيسا ولا وزيرا ولا مسؤولا، ولكنها اكفت بمد أيد الضراعة إلى البارئ ولنيخيب الله دعاءها أبدا.
ربما أنا أكثر من غيري أعرف الطالب المطرود اسلم ولد ابراهيم، أعرفه منذ كان صبيا لا يتجاوز عمره بضع سنوات .. طفلا صغيرا يدرج في حلة من البراءة والطفولة ، لم يكن أبدا طفلا نزقا ولا مشاغبا، أبدا .. كان محبوبا ولا يزال من قبل جميع جيرانه، لا يتذكر أي أحد كلمة نابية ولا موقفا مشينا أداه الشاب الوقور أسلمو ولد ابراهيم... طيلة السنوات التي تنيف على 17 سنة، عرفت فيها هذا الشاب الوقور، لا يزال كما كان شابا يشعر الشباب أنه من جيلهم تميزا ونشاطا وحيوية ومرحا وإبداعا، ويشعر الكبار أنه منهم وقارا وحسن مظهر ومسابقة إلى أبواب الخير ورياض المساجد. كان اسلمو أو " جيكو" قديما كما يلقبه لداته وهم يتراكضون خلف كرة القدم، لاعبا مميزا ماهرا يتقن تسديد الضربات الإيجابية، تماما كان يتقن التفوق الدراسي والتميز الأخلاقي والإيجابية في الحياة.
اسلمو – ولا أزكي على الله أحدا – شاب نشأ ولا يزال بحمد لله في طاعة الله تعالى، نعرفه جميعا من المبادرين إلى المسجد بل قد يكون أول من يدخله، وأكثر من ذلك قد يكون في بعض الأحيان مؤذن مسجد الحي، فيدعو بصوته الرباني الوقور إلى هدى ويدل عليه.
اسلمو لمن لا يعرفه – ولست منهم – شاب فاضل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، شاب يستحق التكريم، وللتكريم أنماط مختلفة، فليس مجرد نوط يعلقه عميد مغرور على منكب من يرضى عنه، وليس وظيفة ولا منحة تهدى لأستاذ متملق،ولكنه حب تقذفه الأخلاق وحسن السيرة في قلوب الناس فيظل ينمو ويزدهر ويزداد وأحسب أن اسلمو ممن حيز لهم هذا النصيب وقدر لهم هذا الحب.
أقول لأخي الحبيب اسلمو ولغيره من الطلاب المطرودين : لقد طرودكم ، لأنكم مناضلون من أجل قضية عادلة، وفوق ذلك لأنكم أكرم من أن تساقوا كالخراف إلى مجزرة الاستبداد. ستجدون عند لله العوض وعند الناس القبول، أما عميدكم الذي تقوى بطغيانه
على ضعفكم إلا من عزائم صارمة، وباستناده على سلطة الاستبداد العزيزية، أمام استنادكم إلى قناعة راسخة بعدالة مطالبكم، وشرعية نضالكم النقابي، فلن يكون أحسن مصيرا من غيره من الاستبداديين، كيف وخلفه دعوات شاب تقي
وأم حزينة. أشعر بالحزن الشديد ليس عليكم، ولكن على الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يزرع له أنصاره في كل بيت دعوة مظلوم، أو حنق مضطهد أو خيبة موعود بإصلاح بات من أبرز سماته : طرد الأتقياء النجباء من أمثال اسلمو ولد
ابراهيم ورفاقه.
أشعر بالحزن لأجله .. فكل الذين تفننوا في سياسة الطرد والإبعاد ..آلت بهم الأحوال إلى الإبعاد في المنافي أو المشافي أو السجون...
ولدي نداء لكل الخيرين، لكل القوى الوطنية المؤمنة بأن لا ندع هؤلاء الأخيار يواجهوه مصير الطرد الظالم، لننتظم جميعا في عمل وطني من أجل حمايتهم والحفاظ على مستقبلهم الدراسي، ضمن تصور عام يؤمن للطلاب حقهم النقابي وحقوقهم في الدراسة وتحسين ظروفها..
وأنا وفاء لحق الأخوة والجوار .. ولحقوق التضامن مع أخ مظلوم ..أكتب هذه الكلمات وأعرف أن هؤلاء الخيرة المطرودين يستحقون علينا الكثير، فهم اليوم أشراف الناس وسادتها ولو أنهم استعطفوا المجلس التأديبي لبادر برفع
الطرد عنهم، وتقديمهم في الإعلام الرسمي تائبين مستغفرين، بل قد يغدق عليهم بعض الهدايا والعطايا، لكنهم اختاروا الحرية، وقديما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يعجبني الرجل إذا سيم خسفا أن يقول بملئ فيه : لا
محمد سالم ولد محمدو
|