عطش جكني إلى متي؟ |
الثلاثاء, 29 مايو 2012 20:31 |
الشيخ التراد ولد الشيخ الحسين تعيش ساكنة جكنى منذ فترة ليست بالقصيرة حالة من العطش الشديد تفاقمت واتخذت منحى خطيرا في الآونة الأخيرة، نتيجة لسوء التسيير والتلاعب الممنهج بهؤلاء المساكين الذين ازداد صراخهم من شدة العطش، وعندما صرخوا قيل لهم أن ذلك الصراخ لا يعدو كونه صدى لأصوات معارضة بائسة يائسة تعمل وفق أجندات خارجية، وأن موريتانيا ترفل في الخيرات وأن جداول المياه العذبة الرقراقة تملأ الأرجاء وأن السيطرة على الحالة الوحيدة والشاذة في جكنى مسألة وقت. وقع الوعد الذي تبين لاحقا أنه وعيد، وقع على الجميع وقوع المطر إلا أن المطر هذه المرة لم يكن متبوعا بالصبا، كانت أول خطوة لإنجاز الوعد هي إرسال مولد متهالك يعوض أحد المولدات الذي تعطل بفعل فاعل بما في الكلمة من معنى، حيث إنه وهو مرفوع يبدو ممنوعا من الصرف، إذ لولا الرفع لما وصل إلى إدارة عصب الحياة في هذه المدينة ولو لم يكن ممنوعا من الصرف، لصرفته المشاكل المتلاحقة التي كان هو سببها الرئيس. أمر هذا الفاعل عامله بتشغيل المولد فرد عليه العامل بأن المولد بحاجة إلى الزيت فأمره بتشغيله دون زيت مما تسبب في تعطله نهائيا، استبدل لاحقا بالمولد المتهالك الذي تأكد أنه كان معطلا أصلا بمجرد تركيبه ليستبدل هو الآخر ولكن هذه المرة بآخر جيد، إلا أنه في الوقت الذي كنا ننتظر تخفيف الأزمة جاءت مشكلة أخرى أكدت الإهمال واللامبالاة والتحايل، تمثلت هذه المشكلة في الأنابيب الضيقة جدا والتي تبين أنها غير صالحة عندما ركبت للربط بين الآبار. فهل من الإنسانية تعريض حياة الآلاف للخطر من أجل إبرام صفقة مشبوهة مع هذا التاجر أو ذاك؟ وهل من الإنصاف أن تسحب المياه الجوفية العذبة مئات الكيلومترات إلى المناطق الأخرى الأقل كثافة سكانية ويضن على أهل جكنى بثلاثين كيلومتر المسافة بينهم وبحيرة المبروك؟ ماذا تنتظرين من هؤلاء يا حكومة موريتانيا الغنية التي بلغت نسبة النمو فيها خمسة في المائة؟ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
|