جامعة موريتانيا وسياسة الاجتثاث
الاثنين, 04 يونيو 2012 18:54

 

آه !! ماذا سأكتب ، أم هل ستطاوعني الكلمات ؟ ، وأنا أحترق أسى وألما ، وقلبي يتقلب علي جمر الغضا من عبد الله ولد اطول عمروعبد الله ولد اطول عمروقسوة الطغاة وجفوة المستبدين ؛ حين أتاني الناعي بأن مجلس الحيف والتعسف قرر طرد وإقصاء كل مناضلي ومناضلات الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا ، إلا قليلا منهم تمت ملاحقته أمنيا ، تنغيصا على حياته النضالية ومسيرته الدراسية .

نعم ، كل هذا وأكثر ضمن سياسات أمنية تنتهجها إدارة الجامعة لاستئصال شأفة كل من سولت له نفسه أن يرفع صوته أو يصدح بحنجرته في وجه الفاسدين العابثين بحقوق الطلاب المتاجرين بقضيتهم .

صحيح أن هذا الحديث يستوجب بعض التفصيل، لا الاكتفاء بالإجمال والاختصار، غير أن المقام لا يتسع لذالك والمقال لا يسعفه الوقت لخوض التفصيلات الجزئية والدقيقة. فلم تعد هذه السياسات الأمنية خافية على أحد ، لاسيما الطلاب الذين أصبحت هذه الحقيقة عندهم جلية كالشمس في رابعة النهار وكالكوب الدري، فلا مجال فيها للشك أو الريبة ، فالدلائل والبراهين كثيرة ومتواترة، سواء المكشوف منها أو المستور؛ لأن هذه الإدارة القمعية ببساطة ما عاد الذي يدور في أروقتها مخفيا أو مستورا ، حيث المستور في اعتقادهم مكشوف بإرادتنا .

ترى ما ذنب هؤلاء الطلبة الذين ذهبوا ضحية لعنجهية وغطرسة إدارة الجامعة؟!

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم قالوا: بملء أفواههم لا لعسكرة الجامعة!

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم قالوا:نعم لتطوير نظام L M Dومواءمته مع الحداثة لا أن يظل ملفوفا في ثوب النظام القديم.

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم صدحوا بحناجرهم نعم لزيادة المنح وتعميمها.

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم قالوا:بصوت جهوري لا لتكميم الأفواه ومصادرة الآراء، نعم لفضاء جامعي حر.

ـ ما كان ذنب هؤلاء إلا أنهم آلوا على أنفسهم أن يناضلوا بكل عزم واجتهاد عن الحق الطلابي ، وأنهم لن يباعوا بالمزاد ، نضالهم لن يستكين.

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم عزفوا لحن النضال في أنشودتهم الرائدةـ على قيثارة الواقع والممكن، إذ أنشدوا

من حقنا مطعمــــــــــنا         ونقلنا من حقـنــــــــا

منحتنا حق لنـــــــــــا           حل لنا أن لا نليــــن

حتى نرى حقوقـنــــا           مصانة كالخيريــــن

أهدافنا واضــحـــــة            جـامعــة عصـريـة

حـديثة علمـيــة             تنير درب السالكيـن

في نهجها سائرة           على منهاج المتقيـن 

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم أرادوا أن يؤسسوا لوعي نقابي طلابي جاد وواع وطموح، ينبذ السلبية وراء ظهره وينشد الإيجابية عند كل طالب جامعي وأكاديمي.

ـ ما كان ذنب هؤلاء الطلاب إلا أنهم بذلوا أوقاتهم وجهودهم ونفوسهم من أجل سعادة الآخر، سعيا في حاجته وأخذا بيده إلى سبيل الرشاد.

والحقيقة أن ذنب هؤلاء الطلاب هو أنهم وجدوا في الأصــل!

لاشك أن معظم طلاب الجامعة مابين جاهل لقيمة الوعي النضالي ومتجاهل لجدوائية العمل النقابي وإنجازاته ، ومابين من لا يهتم أصلا بأي شيء أو عميل ودمية في يد إدارة الجامعة تحركها كما تشاء وتلغي بها أنى تشاء.

وفي النهاية ، رغم كل العوائق والمتاريس التي يضعها العابثون بالحقوق الطلابية ، وكل الخطط التي يدبرها بليل اللاهثون وراء مطامعهم الشخصية الآنية والضيقة ، رغم كل هذا ستنتصر الإرادة الطلابية ، وتفشل القبضة الأمنية ، وتنهار كل السياسات الارتجالية الإجتثاثية التي تحاول أن تستأصل كل قلب ينبض وجارحة تحس في الجامعة.

                                                                      عبد الله ولد إطول عمرو

جامعة موريتانيا وسياسة الاجتثاث

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox