حين يصبح البرلماني خصما لناخبيه |
الأحد, 10 يونيو 2012 10:08 |
يبدو أن النائب المحترم القاسم ولد بلالي – رغم تجربته الطويلة في المعارك العبثية – لم يدرك بعد قيمة الوقت الذي يضيعه في مقارعة " خصم " ليس لديه ما يخسره ولا ما يغنم منه ، وبالطبع لا يفكر في الفرار من القنابل الصوتية التي يطلقها سيادته من حين لآخر ، لأنها لا تخيفه ، كما لا يضيره إن صار مثقال الحجر بدينار ، وسيظل على استعداد أن يلقم كل (.....) حجرين لا حجرا واحدا ، إن فغر فاه في وجهه ، لأنه حين يصبح البرلماني خصما لناخبيه تنقلب الموازين وتصبح كل " الأسلحة " مشروعة ، ولم يعد من حق في الشكوى لمن " دهن " يده وأدخلها في خلية نمل . بعد الحملة الشرسة التي شنها قبل أشهر النائب القاسم ولد بلالي على ضحايا سجون البوليساريو السابقين والمنضوين تحت لواء جمعية ذاكرة وعدالة ، وبعدما تميزت به تلك الحملة من محاولات التشهير بالضحايا ونعتهم بالخيانة والعمالة لدولة أجنبية ، ها هو يعود اليوم وبدون مناسبة ليجتر نفس الألفاظ التي كان يلوكها قبل أشهر تحت قبة البرلمان ، فخلال مقابلته الأخيرة مع إحدى المحطات الإذاعية المحلية ، وأثناء رده على متصل سأله عن رأيه في قانون الترحال السياسي ، ولما ذا ينعت هو بأنه نائب " الرابوني " ، وجد ولد بلالي الفرصة سانحة للهجوم من جديد على جمعية ذاكرة وعدالة ، حيث قال من ضمن رده على المتصل أنه لا يهتم لمن هم وراء هذه النعوت ، وأن هناك جمعية أقوى منهم تظاهرت أمام البرلمان ضده وهي ممولة من طرف دولة أجنبية حسب تعبيره ، وهنا بيت القصيد ، إذ لم يعد لدى البرلماني المحترم ما يجتره في هذه القضية سوى العزف على وتر " التمويلات الخارجية " ، لكنه نسي المثل الشعبي ( عيب الحمير بأدْبر ) الذي ينطبق على أقواله ، لذلك فإننا نذكره بأننا لازلنا موجودين ، ونذكره مرة أخرى بأنه ليس فينا من تؤجر له المنازل الفاخرة ولأقاربه على حساب معاناة النساء والأطفال الصحراويين في مخيمات اللجوء ، وأن المغرب الذي يحلو له نعتنا بالعمالة له هو نفسه المغرب الذي كنا نقاتل ونناضل ضده ، يوم كان سيادة النائب كحاطب ليل لا يعرف ما يمسك ولا ما يدع ، وكان يتقلب – وليس في الساهرين – متمنيا في تقلبه أن يجد قشة تحميه من قوة التيار الذي عرف بالسباحة ضده . كما أن هذا المغرب الذي يراد لنا أن نراه " بعبعا " هو نفسه المغرب الذي كان من المفترض أن نكون ممتنين له ، كونه لم يطالب بمتابعتنا كمرتزقة مثلما حاول النائب المحترم أن يصفنا حين أصر أننا تخلينا عن جنسيتنا حين كانت موريتانيا تنزف دما . والمغرب كذلك هو نفسه المغرب الذي كان يمكننا أن " نتمول منه " دون الحاجة إلى معارك " وجع الدماغ " مع نائب " الرابوني " الذي نمتن له بالرغم من كل شيء على إخراجه موضوع المواجهة معنا من تحت قبة البرلمان ، خاصة أنه هدد خلال مقابلته مع المحطة الإذاعية بأنه سيقاضي في المستقبل كل من ينبس ببنت شفة في حقه ، وهو يعرف – كما نحن نعرف أيضا – أنه لم يترك لنا فرصة للسكوت عن تهجمه علينا دون وجه حق ، وليس لدنا ما نلقمه لأحد سوى الحجارة . في مقابلته تلك شدد ولد بلالي – كما فعل في السابق – على أنه ذهب وسيذهب إلى " الرابوني " ، وسيعود بكل شيء من هناك ، ونحن لا نعيب عليه هذا الأمر ، لأننا سبقناه إلى تلك الرحلة وعدنا بأشياء مثلما يعود هو " بكل شيء "، وليس ثمة اختلاف بيننا وبينه سوى في الظروف التي ذهب كل منا فيها ، وفي الأشياء التي عاد بها كل طرف ، ففي الظروف التي توجهنا فيها إلى " الرابوني " كان كل رأس المال الذي يمكن الحصول عليه هو رصاصة يسكت أزيزها كل الأصوات البائسة في سوق المضاربات بالمواقف من أجل الحصول على نصيب من عرق نساء وأطفال يقفون منذ عقود تحت سماء " لحمادة " الحارقة . أما سيادة النائب المحترم فقد بدأ رحلة الشتاء والصيف إلى " الرابوني " بعد أن أيقن أن تلك الرصاصة صارت عجينة ، وصارت رزا ، وصارت عدسا ، وصارت زيتا ، ثم صارت عملة صعبة . وعن الأشياء التي عدنا بها فهي جراح غائرة يبدو أن سيادة النائب يجد متعة في نكئها كل مرة كلما لم يجد ما يرضي به رفاقه الذين هم جلادونا ، ومن المؤسف حقا أنه لم يستطع أن يفهم أن إسكاتنا دونه غول له سبعة أرواح . محمد فال ولد القاضي |