حتى لا يجنح المركب ...
الأحد, 07 أكتوبر 2012 12:25

 

ليس من باب الإرجاف أن نُذكر بإرهاصات أوبئة داهمة تلوح في الأفق؛ حمي الوادي المتصدع، الحمى القلاعية، داء الكلب ..وحتى إذا ضربنا صفحا عن الإسهاب في التفاصيل فلابد أن يتذكر الجميع أن أغلب أمراض القرن وجوائحه والتي فتكت بالإنسان هي حيوانية بامتياز، لذا نعتقد جازمين أنه في سياق ما يشهده البلد من تحديات بارزة للجانب البيطري كرافد أساسي وفاعل مؤثر ومباشر في الصحة العامة، فإن نظرة تشخيصية لوضعيته تؤكد معاناته المزمنة في نقص كادره البشري الحاد ووسائله المادية الفنية واللوجستية؛ وبالتالي عجزه أمام التحديات.

فلكم أن تتصوروا أن النشاط الوحيد الذي يقوم به القطاع بعد سبات حَوْلِيِّ هو لقاح تحت جلدي - وفي ذلك فليتنافس المتنافسون: دكاترة، ممرضون، مُؤطَّرون، أدعياء القطاع والمتطفلون عليه ..!!

ولتتصوروا كذالك أننا في عصر تكنولوجيا التنمية الحيوانية وصناعة الدواجن، في حين أن الوزارة مازالت غارقة في ماضويتها حتى النخاع؛ مجرد وزارة تنمية ريفية  !!

نذكر بأنه في الوارد المتراكم من النقد والتحليل فإننا نشخص وضعا فحسب ولا نشخصنه؛ فلا نشك في خبرة الوزير ولا طاقمه ولا في القامات البيطرية السامقة التي تُسيِّر القطاع، إلا أن تبعية البيطرة القسرية للزراعة تدفعها للتقزم فالاندثار .

فنتمنى من رئيس الجمهورية أن يُنظِم منتديات خاصة بالقطاع يشارك فيها الفاعلون ليخرج الجميع برؤية ناضجة تنتشل  القطاع من كارثية انهياره العمودي وتشظيه الأفقي .

ويقينا فإن في استقلال البيطرة عن الزراعة الحلَّ الشافي لكل التحديات والمعضلات .

حتى لا يجنح المركب ...

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox