الأساتذة صخرة النضال |
الثلاثاء, 09 أكتوبر 2012 15:48 |
بقلم: سيد محمد بياتتتساقط أوراق الوزارة التي تضغط بها على الأساتذة الواحدة تلو الأخرى، فبعد التهديد والترغيب وقطع الرواتب استخدمت الوزارة آخر ورقة لديها وهي تحويل هؤلاء الأساتذة المزعجين الذين رفضوا التخلي عن مطالبهم ولم يجد معهم أي ضغط ولا مراوغة. فقد أصبح هؤلاء يشكلون صداعا مزمنا للوزارة يكشفون سوأتها ويبينون كذبها ومراوغتها وفشلها فلم يبق أمام الوزارة غير ورقة واحدة ما كان ليلجأ إليها من عنده ذرة من الحكمة أو النظرفي العواقب أو تقدير الأساتذة حق قدرهم لقد لجأت إلى تحويل أكثر من مائة من قيادات الإضرابات عن مدنهم التي عرفوها وعرفتهم وخدموها وكونوا أجيالها .. لقد ارادت أن تنتزع هؤلاء من أحضان آبائهم وأمهاتهم وأطفالهم دون أدنى ذرة من الانسانية وقد أقدمت الوزارة على هذه الخطوة بعد وعد بتحقيق مطلبين كانا مطلبي الاضراب الأخير. المطلب الأول : علاوة التحفيز التي صودق عليها أخيرا 20 الف أوقية بعد أن وعد رئيس الجمهورية بها 50 ألفا قبل 3 سنوات المطلب الثاني : زيادة الأجور التي أمر رئيس الدولة بدراسة إمكانيتها وهو ما يبدو أن الوزارة استفادت منه وقدمته بين يدي إجرائها الأخير. فكأنها تقدم رشوة للأساتذة بهذين الوعدين مقابل إطلاق يدها للبطش بقيادات الإضراب والحقيقة أن هذه التنازلات ما زالت وعودا سبقتها وعود أخرى لم تتحقق. والوزارة إذ تقدم على هذه الخطوة الفجة يبدو أنها لم تنظر إلى أبعد من أنفها أو أنها تنظر للأساتذة باحتقار وازدراء. ألم يعلم السيد الوزير أن الأساتذة بشر لهم مشاعر ولهم نخوة وتضامن. ألم يعلم السيد الوزير أن هؤلاء لهم زملاء حتى ولو لم يكونوا شاركوا في الإضراب فإنهم لن يقبلوا أن يمارس هذا الأسلوب التعسفي ضد زملائهم، وقديما قال الشاعر العربي: لا يسلم ابن حرة زميله حتى يموت أو يرى سبيله إن الأستاذ قد لا يوافق زميله في الإضراب أو في دواعيه لكن أي أستاذ لا يقبل بإهانة الاساتذة والتعدي عليهم بهذه الطريقة وليس لهم ذنب إلا أنهم استخدموا حقهم القانوني في الإضراب، وقصة الثيران الثلاثة يصعب تطبيقها على مربي الأجيال قال الشاعر : يا أقرع ابن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع هل تريد وزارة التهذيب أن تعطي نموذجا في التعسف لكل العمال في مختلف القطاعات الذين يمارسون حقهم في الإضراب إن الأستاذ يقبل أن يكون نموذجا للمجتمع في الوعي والنضال والتفاني في العمل، لكنه لا يقبل أن يكون نموذجا للخنوع وهضم الحقوق. إن احتجاجات وإضرابات شاملة ومقاطعة للدروس في المؤسسات التي حول منها هؤلاء المناضلون تنتظر السيد الوزير عندما تبدأ السنة الدراسية فعليا. إن الأستاذ لن يقبل أن يدخل قسمه صاغرا مطأطئا رأسه وقد ألقي بزملاء له ذات اليمين وذات الشمال. زملاء لم يعرفهم إلا نموذجا في الانضباط والجد والتفاني في العمل والتضحية في سبيل المهنة.
|