"فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي"
الاثنين, 15 أكتوبر 2012 16:50

 في هذه السنة سيكون الحج مختلفا عن السنوات السابقه لقد ملكنا الشجاعة لنقول إنه حصل تقصير في الماضي سنستفيد منه في المستقبل،وسيسير الحج وفقا لخطوات مدروسة بعناية وسنوفر الوسائل اللازمة لراحة الحجيج.

تلك هي توجيهات معاليه التى استلهما من وحي فخامته،الذي أعلن أنه سيصلح ما أفسده الآخرون وكانت أولى خطوات هذا الإصلاح هي تطهير بؤرة الفساد في الوزارة ومحاسبة المتسببين في معاناة ضيوف الرحمن ثم تجريدهم من مهامهم ،وثانيها: الإستعداد المبكر لموسم الحج، وتشكيل خلية نحل من أهل الكفاءة والخبرة يواصلون عمل الليل بالنهار يسهرون على توفير ما يلزم لراحة الحجيج وفقا لتوصيات السيد الرئيس الذي أمر وسائل الإعلام الحكومية بمواكبة هذا الإنجاز الموعود ،ولم تتأخر هذه الوسائل عن الإعلان عن حج مختلف يقضي فيه الحجاج تفثهم ويوفوا نذرهم ثم يشكرون رئيس الجمهورية عند العودة على جهوده الجبارة التى بذلها من أجل راحتهم ويشكرون معاليه والوفد المرافق لهم على ماشملهم به من عناية ورعاية من نية الإحرام إلى التحلل والعودة إلى أرض الوطن.

 هذا ما يطمح إليه معاليه فهو هدفه المنشود الذي يشغل باله وينغص عليه خشوعة في الصلوات المكتوبة ومن أجله وضع خطة فنية وموضوعية محكمة وشفافة وأرسل منسقة الخلية تلك إلى التلفزة الحكومية لشرح خطة النجاح المدروسة ولم ينس المبعوث أن يحمل معه جهاز الكومبيوتر (إنه يستخدمه) ليضعه أمام المشاهدين وفيه تفاصيل العملية وبه كافة الوثايق والعقود المبرمة مع الجهات المختصة بل لديه موقعهم الإلكتروني في شفافية لم نعهدها في السنوات السابقة.

 ولاشك  أن هذا سيغري الحجاج الميامين ليأتوا من كل فج عميق رجالا وركبانا إلى المسارعة إلى مكاتب الحج حيث توجد كل التسهيلات: مكاتب الطيران بجانب الجوازات وبجانبها مكاتب الصحة والمرشدين والأدلاء، الشيوخ وكبار السن الذين  لم يستوعبوا التقنيات الحديثة وما تنشره المواقع الإلكترونية يخبرهم الشباب بما أعدته اللجنة وما نشر في موقع الوزارة إنه حج مختلف هذا العام!

 اتجه الحجيج إلى محطتهم الأصعب في السنوات السابقة تمهيدا لمغادرة مختلفة، في هذه الأثناء رن هاتف مكتب ديوان رئيس الجمهورية مخاطبا معاليه توقف !.. هناك صفقة رابحة يجب ألا نخسر موسم الحج هذا العام

ما الفائدة من راحة الحجيج وكل عام نستقبلهم عائدين ويشكرون القيادة الوطنية على مابذلته من جهود لمجرد أنهم رأوا ميكروفون التلفزة الحكومية أمامهم ؟و معاليه يقول مخاطبا مدير الديوان : (افتراضي ) وماهي شروط هذه الصفقة وأركانها ؟ مدير الديوان شروطها وأركانها عند السيد الرئيس .. معاليه السمع والطاعة لولي الأمر في المنشط والمكره في الرضا والغضب .

 حقا يجب أن لا تفوت الفرصة .. إنه موقف سياسي للبيع تقدمت له الشقيقة السعودية سيقومون- كما اتفقوا مع السيد الرئيس  بنقل ألفي حاج مجانا خالصة له من دون الناس،أسرها الوزير في نفسه ولم يبدها للحجيج فالأصل بقاء ما كان على ما كان سيدفعون الثمن كما تعودوا ونربح الصفقة !!.

 اجتمعت خلية الحج من جديد بدعوة من معاليه وعرض أمامها مقتضيات الأوامر العليا وأخبرهم أن المطلوب تنفيذها بأرخص الأسعار

 كان  أحد الحاضرين على معرفة بالشركات الأرخص هناك فأرشد معاليه إلى شركة ناس السعودية ورغم أنها مختصة بالنقل الداخلي هناك وقد تواجه صعوبات في النقل الدولي إلا أنها تبقى المفضلة من منطلق الربح والخسارة الذي يصبوا إليه فخامته ويجنح إليه الحاضرون الذين ينتظرون حظهم من القسمة.

 انقشعت الغمامة عن معالية وتهللت أسارير وجه وأصدر أوامره إلى الخلية بالتنفيذ فورا بعد أن تحمل عنهم تحليل الصفقة لغة واصطلاحا وألمح إلى أنه لن يكون هناك حجب حرمان لأي من أفراد الخلية .

هناك في مباني المعهد الحجيج ينتظرون ... طال الإنتظار قليلا وكثرت التساؤلات عن موعد إقلاع الفوج الأول.

كان الجواب هو نفس التسجيل الصوتي الذي تعودوا عليه في السنوات الماضية إنها أسباب خارجة عن إرادتنا إنها أسباب فنية لا علاقة لها بالوزارة وسرعان ما تنتهي لتبدءوا  الرحلة الهنيئة ،وتراكمت الأفواج فوجا فوجا على الفوج الأول القابع في المطار..قبل أن يقلع الأخير على الراحلة دون الزاد واختل شرط من شروط الحج لن يجد معاليه صعوبة  في تبريره لأنه شرط وجوب وليس شرط صحة !

وبقي الفوج الثاني الثالث  في الإنتظار بين قلة الزاد وضعف الراحلة يتهدده الإحصار و هو الأسلم في زمن معاليه

.و الأنفع لإطعام البائس الفقير في عهد رئيس الفقراء.

زيدان شغالي ولد العربي

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox