انقلاب اللحظة التاريخية!
الثلاثاء, 16 أكتوبر 2012 12:02

 

  الشيخ ولد لحبيببقلم الشيخ ولد لحبيب      صحفي وباحث أكاديمي

من كان يقف عند اليد اليمنى للرئيس عزيز، يمتلك الآن كل المفاتيح التي عجزت اليد الجنرالية عن تشغيلها منذ يوم 14 أكتوبر.
ساعات قليلة في ميزان البعض وأشهر في تحليلي، ستكون كافية ليفصح من استولى على السلطة في بلدي بعد إصابة الرئيس الجنرال عن انقلابه عليه.
من الواضح أن رسالة هذا الانقلاب المجسد "للتغيير في ظل الاستقرار" قد وصلت لجميع من يهمهم الأمر ولو بشكل غير مباشر: الرئيس الجنرال عزيز كان يعرف عندما استقل الطائرة الفرنسية أنه أصبح في "سجن طبي عسكري" حتى إشعار جديد، المعارضة والموالاة بدأت كلتاهما في محاولة تهيئة مواردهما، للإعلان المرتقب عن فترة موريتانية جديدة من لعبة الوصول لكرسي الحكم، الشعب بدأ في غالبيته يقتنع أنه من المحال رجوع الرئيس الجنرال عزيز لحكمه.

اليد اليمنى للرئيس الجنرال عزيز لم تعد قادرة الآن على توقيع قرارات مثيرة للجدل وصانعة للاحتقان، وجالبة للأزمات كعادة قرارات رئيسنا المستشفى في بلاد النور.
من كان يقف على يمينه هو من أسكن تلك اليد عن التصرف، وجعلها ترضخ لواقع إصابتها، وهو من يهيئ نفسه للتحكم في ناصية الأمور .
المسألة الوحيدة التي يمكن أن تفجر كل هذا التنسيق والتوقع المتسلسل المنطقي، هو أن يتدخل أحد الجنرالات في التاريخ على طريقة " تروتوسكي" ليغيره بعنف، هل يبدو الاحتمال وارد؟؟؟.
منذ أيام مسيرة الرحيل الأولى التي قامت بها المعارضة بدأ يبرز للمراقبين تيارين في مجلس الأمن الجنرالي: تيار يضم فيمن يضم الرئيس الجنرال عزيز والجنرال مسغارو ،وآخر يضم فيمن يضم الجنرال غزواني والجنرال بكرن، وبدا من الواضح أن ثمة اختلافا ( حتى لا نقول خلافا) بين منهجية الفريقين في إدارة التعامل مع المعارضين ، وبدا في أفق ذلك الاختلاف أن للرئيس الجنرال عزيز أشباه ، في طريقته العصبية و المتسرعة والعاطفية العنيفة.
وإذا أخذنا في الاعتبار تلك الاختلافات، و كون الانقلاب الذي حصل لن يمكن لمنفذيه إعلانه لعدة اعتبارات دستورية ودولية و إقليمية، فيمكننا القول إن البلد مرشح أكثر من أي وقت مضى لصراع إرادات، ربما يتطور إلى صراع أمراء حرب حول الاستئثار بالسلطة و مغانمها، وحول طريقة إعلان المرحلة الانتقالية والضمانات التي ستقدم للسياسيين المدنيين، وحول ما إذا كان الرجوع للثكنة والالتزام بها واردا، أم ينبغي الرجوع لسيناريو تهيئة وإنجاح رئيس مدني ، على طريقة إنجاح الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله والحكم من وراءه.
وحدها الفرصة التاريخية التي تلوح للمعارضة الآن من جديد، يمكنها أن تغير كل شيئ وتضع العسكر في أغمادهم.
عندما لا تضيع المعارضة بتفرقها في المواقف وتضارب مصالحها البراغماتية هذه اللحظة، وعندما تضغط على الانقلابيين لكي يعلنوا سريعا للناس حالة الرئيس الجنرال، ومدى عجزه عن مواصلة مهامه، وعندما تضغط وتستغل ضعف الموقف القانوني للجنرالات، لكي تجبرهم على الحياد في أي انتخابات قادمة....عندها فقط يمكن لسفينة الوطن أن تنجو من العودة 111 سنة إلى الوراء...، عندها يمكن لنا أن ننجو من عهد "السيبة" الذي يلوح في أفقنا السياسي دون أن يفصح عن كوارثه حتى اللحظة.
pechike@gmail.com

 

انقلاب اللحظة التاريخية!

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox