الجمعة, 19 أكتوبر 2012 17:06 |
بقلم محمد فاضل ولد محمد الإمام كانت الساعات الأولى لمساء السبت توحي أن كل شيء على ما يرام قبل أن تسري شائعات أن موكب رئيس الجمهورية تعرض لإطلاق نار أصيب فيه الرئيس نفسه.. تضاربت المعلومات ووصلت حد التناقض أحيانا .. حالة من الغياب التام للحقيقة لازال المواطن الموريتاني يعيشها رغم دخول الحادث أسبوعه الثاني ، روايات ثلاث لما حدث لازالت تتصارع على إقناع المتتبع للحدث ـ والكل متتبع له ـ
روايات تتعدد .. وحيرة تعززت
الرواية الأولى تتحدث عن هجوم نفذه مسلحون كانوا يستلقون سيارة تسير في الاتجاه المعاكس لاتجاه الموكب الرأسي ، ويعزز هذه الرواية حديث الرئيس ـ حسب بعض المصادر الإعلامية ـ للسيد قائد الأركان قزواني أنه تعرض لهجوم من قبل مسلحين ثلاث يستقلون سيارة مرسيدس زرقاء اللون مصدرا الأوامر لتطويق المنطقة حتى لا يفلت المهاجمون.
أما الرواية الثانية فهي تعرض موكب السيد الرئيس لهجوم مباغت من قبل إحدى الوحدات العسكرية التي كانت تقيم في المنطقة ولتي اشت في سيارات الموكب لسبب نوعها وسرعتها المفرطة ، وقد تعززت هذه الرواية بنسبة الهجوم ـ الغلط ـ إلى الملازم في سلاح الجو الحاج ولد احميده الذي نشرت مواقع عدة صوره وتحدثت إلى والدته في بيتها.
الرواية الثالثة ولتي بدأت للبروز في اليومين الأخيرين تتحدث عن إطلاق النار على السيد رئيس الجمهورية داخل أحد البيوت المجاورة للمستشفى العسكري ، هجوم لم يكن من طرف عساكر متمردين ولا من قبل مسلحين انتهزوا فرصة وجود ’’الصيد الثمين ’’ في لحظة تحرر من الحماية المشددة ، بل كان من فتاة دفعتها الغيرة إلى إطلاق رصاصات جعلت الرئيس في حيرة من أمره قبل أن تجعل أمة بأسرها في في حيرة وترقب لم تشهد لهما مثيل من قبل
تعددت الروايات المصاب واحد..
الروايات الثلاث تكاد تجمع على أمر في غاية الأهمية وهي أن الرئيس حضر إلى المستشفى العسكري بمفرده يقودسيارته بنفسه ، مما يعني أنه كان حريصا على أن يكون وحده في مكان يختفي فيه حتى عن عيون حرسه ، ومن المؤكد أنه كان يتمنى أن يدخل إلى المستشفى ويخرج دون أن يتسرب أمره، لكن جرت الأقدار بما لا تشتهي نفس السيد الرئيس.
كيف اختفت الأدلة ؟
إذا صحت إحدى الروايتين الأوليين أن الرئيس تعرض لنيران صديقة أو عدوة ، فإنه يجعلنا نتساءل أين السيارة التي أصيبت واخترقها الرصاص ليستقر في أحشاء رئيس الجمهورية ، إنها ـ في نظري ـ كانت وسيلة كافية بمقدور الحكومة أن تقدمها للرأي العام ، تساؤل آخر يبرز بقوة من كان مع الرئيس في سيارته ، كيف استقرت كل هذه الرصاصات في جسد الرئيس دون أن تصيب مرافقه أو مرافقيه رغم أنهما في سيارة واحدة ، خصوصا إذا تحدثنا عن إطلاق نار عشوائي كان يستهدف السيارة بمن فيها ؟؟؟
كيف غيب الرفيق الذي ـ بلا شك ـ عنده الخبر
اليقين ، ثم أين الشاهد الذي أعترف عليه الرئيس المصاب فهو معروف باسمه ولقبه وموقعه ، أم أنه أريد له أن يغيب حتى يقوم الرئيس من مضجعه وتحبك المسرحية بدقة لتورى فيما بعد ـ إن عاد الرئيس لقصره المحبوب.
أسئلة ضمن أخرى كثيرة تجول في خواطر الموريتانيين وغيرهم من المهتمين بالحدث ، وبما أن الحكومة تخلت عن مهمتها في توضيح الحقيقة وبالطرق الاعتيادية فإنه ليس أمامنا غير تحليل ما يرد من أخبار غير دقيقة ، ولعل أقرب الروايات للمنطق هي الرواية الأخيرة (فرضية الفتاة ) يعزز ذلك التكتم الشديد على تفاصيل الحادث وغياب تحقيق أو التعهد به على الأقل ، إذ كيف لا يقوم وكيل الجمهورية بمعاينة الحادث وفتح تحقيق لكشف ملابساته ، وكيف ركنت الحكومة إلى كل هذا الصمت وتجاهل أعلامها الحادث وكأنه حادث تعرض له أحد عصابات المخدرات في كمبوديا ، وكيف غاب ديوان الريس ولماذا لا نرى متحدثا باسم الرآسة يتابع حالة الريس الصحية ويقدمها بشكل منتظم للإعلام ؟؟ إنها تساؤلات لا تدع مجالا للاعتقاد أن هناك لغز محير لتلك الرصاصات اللعينة ، ستترك جرحا غائرا في الجهاز الهضمي لذهن المواطن بعد أن عجز عن هضم ما يدور من أحداث حوله بعد إصابة رئيسه في جهازه الهضمي.
محمد فاضل محمد الإمام
|