حادثة "ولد عبدالعزيز".. هل أخطأ النُشطاء!
السبت, 20 أكتوبر 2012 12:27

بقلم: فيصل أبو كويكبقلم: فيصل أبو كويكفي وقتٍ قد سبق حادثة إطلاق النار على الرئيس الموريتاني "محمد ولد عبد العزيز" بنحو عدة ساعات؛ تنبأت مجموعة ضيقة من النُشطاء الموريتانيين عبر إضافات ضمن صفحات حساباتهم على الفيسبوك بعبارات توحي بحدوث انقلاب من نوع آخر.

ولم يُبين أحد أولئك النُشطاء شكل ذلك الانقلاب، حيث قال الناشط المدعو "بدر الشنقيطي" عبر حسابه في يوم الجمعة 12-10-2012 أي قبل حادثة إطلاق النار بيوم: (في هذه الأيام تروادني نفسي بأن هناك إذاعة ستبث خبراً عاجلاً تعود على سماعه الموريتانيون، لكنه هذه المرة بنكهة خاصة، وفي وقت عصيب ! إنه انقلاب جديد ! ليس كأي انقلاب سابق.. لا تسألوني متى وأين وما هو المصدر! فقط انتظروا وستأتيكم الأيام القادمة).
تواصلت مع ذلك الناشط عبر حسابه ونفى أن يكون متآمرا كما تمنى "لولد عبد العزيز" الشفاء وقال: دعوت له في صلاتي الآن.. وسأكون أول المصوتين لولايته الثانية إن رأيت فيه خيراً ورجوعاً إلى الحق.. فمن يهد الله فهو المهتد، وأوضح أن ما أضافه ذلك اليوم بقرب وقوع انقلاب لم يكن سوى مُجرد إحساس عابر في ليلة عابرة عن بلده الذي شهد سبعة انقلابات عسكرية متتالية كان آخرها للرئيس الحالي.
كما أورد أحد النشطاء ويُدعى "محمد حيدرة" أيضاً عبر صفحته في يوم الجمعة الذي سبق حادثة إطلاق النار قولاً موجهاً لذات الرئيس "ولد عبد العزيز" يقول: (سيدي الرئيس .. من دخل من الباب خرج من الباب، ومن دخل من النافذة خرج من النافذة، ومن انقلب على غيره، انقلب عليه غيره ! وما يغني حذرٌ من قدر.. وإذا جاء القدر ذهب السمع و البصر! تعدد الرؤساء و المصير واحد ! طال الزمن أم قصر).
ولكن بعد عدة ساعات من تلك الإضافات التي لاقت رواجاً و تم تداولها بين نُشطاء الشبكات الاجتماعية ظهرت أنباء في صباح يوم السبت 13-10-2012 عن حادثة إطلاق النار على موكب الرئيس بما يُواكب تلك التنبؤات.
وبعد وقوع الحادثة واصل النُشطاء بث إضافات بما يتعلق بكلاسيكيات أي انقلاب في موريتانيا بلد الانقلابات، حيث يتم قطع بث التلفزيون والإذاعة لنقل البيان الأول لأي انقلاب وقع سابقاً فهذا ديدن الانقلابات العسكرية في "البيان الأول"؛ فقد انتشرت شائعة عن توقف بث "الإذاعة الموريتانية" بما يُشبه "المخاض العسكري" لكن سُرعان ما تم نفي ذلك، وقد ظلت حيثيات انقلاب كلاسيكي تتدحرج بين النُشطاء لقراءة صعود الزعيم الجديد.
لكن ظهور الرئيس "ولد عبد العزيز" أمام كاميرات التلفزيون 14- 10-2012 مثّل خطوةَ في قطع الشك بما تم تداوله في الفيسبوك.
إن ما قد آثارني في أمر النُشطاء هو تنبؤهم بأمر حدوث أمر طارئ ولذلك تناولته في هذا المقال، فنادراً ما يُثير النُشطاء تنبؤات ذات فترات قريبة جداً مما قد يقع، لكن بالنهاية فقد ألغت تلك التنبؤات بعضها بعضاً كونها تحدثت عن انقلاب من تلك التي تعود عليها الموريتانيين.
لكن ما حدث يُعد أمراً جديداً، حيث لم تشهد الساحة السياسية في موريتانيا محاولات لإطلاق نار، فهل يكون بالتالي الخطأ هو خطأ النُشطاء؟ بالطبع لا؛ فالحالة في بلاد الانقلابات لن تخرج من التنبؤ بالمزيد منها كل فترة!.

حادثة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox