هل سيستقبل القصر الرئاسي أمرا جديدا؟.دبلوماسيون غربيون يطوفون بين القوى السياسية المعارضة، وخرجات إعلامية حكومية وعسكرية تقدم صورة قاتمة وغير لائقة للرئيس الجنرال محمد ولد عبدالعزيز، وزوار موالون ومعارضون يزورون الرئيس على سرير المرض في بيرسي ويخرجون ما بين الباكي والمتأثر والقلق، وتسريبات إعلامية تحدد تواريخ لعودة الرئيس اتضح أنها غير دقيقة.. تلك هي أهم ملامح المشهد المرتبط بحالة الرئيس خلال الأيام الأخيرة فهل بقي بعد كل هذا ما يدفع للشك في أن التحضيرات الجارية هي في الواقع لتوديع الجنرال وليس لاستقباله ؟
استمرار إطلاق الرصاص ولد عبد العزيز على سرير بالمستشفى العسكري لم يتوقف إطلاق النار الغامض على الرئيس مساء السبت بعد أن تم نقله إلى المستشفى بل الواقع أن نيرانا صديقة عديدة واصلت التساقط على جسم الرجل المسجى في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس، ويمكن هنا الإشارة إلى عدد من الرصاصات الصديقة التى استمر إطلاقها خلال الأيام الماضية.
- رصاصة وزير الدفاع الفرنسي؛ وهي رصاصة جاءت مع الصورة المفزعة التى نشرتها الوكالة الموريتانية وزير الدفاع الفرنسي في لقاء مع عزيز في بيرسيللأنباء عن زيارة الوزير الفرنسي للرئيس الجنرال في بيرسي، فقد أوصلت تلك الصورة رسالة واضحة مفادها أن الرجل متعب جدا، معنوياته منهارة، وفرنسا التى تعتبر حليفه الأبرز لم تبعث لعيادتها سوى وزير دفاعها الذى يقول بعض المدونين إنه جاء أصلا لزيارة جنود فرنسيين جرحى قادمين من الجبهة الأفغانية. - رصاصة الحزب الحاكم؛ فقد أعلنت مصادر مقربة منه أن الرئيس سيعود يوم الأحد وقالت مصادر أخرى إنه ولد جعفر- مسؤول السياسات في حزب الدولةسيعود يوم الأربعاء وكادت المصادر الحزبية والحكومية تجمع على أنه سيعود قبل العيد وسيلقي خطابا رسميا، لقد أشاعت هذه الرواية حالة من الانتظار والطمأنينة سرعانما تحولا إلى رصاص صديق سيكون غالبا أكثر فتكا عندما يأتي العيد ولايأتي الرئيس. - رصاصة مديرية الاتصال أما الرصاصة الثالثة – وربما الأخطر – فهي تلك التي جاءت من مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان من خلال الخرجة الغريبة أو اللقاء الحصري كما احتفلت به التلفزة الحكومية، فقد قدمت تلك الخرجة صورة قاتمة للقائد الأعلى للقوات المسحلة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية حامي الدستور، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء حيث قدمته " سائرا في الليل على طريق غير معبد يستقل سيارة معتمة، يرفض التوقف للتفتيش، ويصر على ذلك رغم الطلقات التحذيرية. ما ذا يريد الدبلوماسيون الغربيون ؟ هل الملازم من أطلق النار ؟؟؟ الناس لا يصدقونليست هناك تفاصيل كثيرة حول ما يتداوله الدبلوماسيون الغربيون مع قادة منسقية المعارضة خلال اجتماعات متلاحقة أجراها كل من رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود والرئيس الدوري للمنسقية صالح ولد حننا ، وزعيم المعارضة أحمد ولد داداه مع سفراء فرنسا وإسبانبا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن الراشح من معلومات يقول إن الدبلوماسيين الغربيين قلقون على مستقبل البلد وأنهم يرغبون في سلوك معارض أكثر اتزانا وهما تعبيران دبلوماسيان يحملان رسالة واضحة لمن يهمهم الأمر أن مرحلة جديدة بدأت أوهي على وشك، ومما يلفت الانتياه أن هذه اللقاءات وفرت لمنسقية المعارضة مصدر معلومات السفير الفرنسي اول من اجرى لقاء مع المنسقيةموثوق به عن وضع الرئيس والظاهر أن المعلومات المقدمة من السفراء الغربيين تقول كلها عكس ما تقوله المعلومات الرسمية فهي تؤكد أن وضع الرئيس ما بين الصعب والحرج.
جوهر اتصالات الدبوماسيين الغربيين حتى ولو كان بعضها مرتبا سلفا كما تقول مصادر المنسقية وكان الغالب في الحديث خلالها عن الانتخابات ومطالب المنسقية بالرحيل التي يعتبرها الغربيون غير ديمقراطية وغير مبررة، لكن النتيجة المترتبة عليها في الجوهر هي تحضير الطرف الأكثر "راديكالية" في معارضة النظام لمرحلة جديدة بات واضحا أن الغربيين يريدونها " انتقالا آمنا للسلطة من صديق إلى صديق، أو من جهة صديقة إلى أخرى أكثر صداقة ". متى يسدل الستار ؟ هناك إذا أمر ما يتم التحضير له في نواكشوط على أكثر من " نار صديقة "، وبمشاركة أكثر من طرف تك هي الخلاصة التي يمكن لمن له أدنى حد من الثقة في عقله وفي قدرته على التحليل أن يطمئن إليه، ما هو ذلك الشيئ، من هي الأطراف الأساسية فيه متى سيسدل الستار على مسرحية " النيران الصديقة " أم أن برنامج العيد ربما يتسع لعروض جديدة ففي العيد مساحات أوسع للفرجة والتفرج ...؟
|