تحليل السراج: رسائل ولد بلخير هل وصلت ؟ |
الخميس, 01 نوفمبر 2012 13:04 |
توقع البعض إعلانا عن قبول رئيس الجمهورية بمبادرة رئيس الجمعية الوطنية، وربما تمنى مقربون من الرئيس أن تكون الرسالة إعلانا قويا واضحا جازما أن الرئيس بخير وأنه سيعود قريبا، لكن المؤتمر الصحفي عقد وكانت الرسالة مختلفة مما يطرح التساؤل ما هي الرسائل التي أراد ولد بلخير إيصالها ؟ أنا هنا.. يهم ولد بلخير إذا في هذه الظرفية التى يعرف فيها البلد حالة غير مسبوقة من الغموض أن يظهر في الصورة وأن ينفرد بمعلومات تبث لأول مرة عن وضع الرئيس بعد أيام من شائعات قوية أطاحت بالنظام وقتلت الرئيس ونصبت رئيسا جديدا، وتمثل فرصة الإعلان عن لقاء الرئيس فرصة – من وجهة نظر ولد بلخير وفريقه – لأخذ شاهد من خارج النظام ومع السبب الذاتي السابق الدافع للمؤتمر الصحفي يبقى من غير المستبعد أن يكون ولد عبدالعزيز نفسه قد طلب من ولد بلخير أن يساعد في مواجهة " إعصار الشائعات" من خلال خرجة يؤكد فيها أن الرئيس حي يرزق وأنه يتماثل للشفاء، ولعل مما يعزز هذا الاحتمال أن أوساط الأغلبية ظلت تتحدث منذ أيام أن الرئيس سيظهر خلال أيام مع شخصية كانوا يقولون إنها فرنسية – تمويها ربما- كما أن احتفاء وسائل الإعلام الحكومية بالخرجة يؤكد أنه تمثل في العمق مساعدة للحكومة المتهمة من ولد بلخير قبل غيره بالمسؤولية عن الشائعات ما دام أنها حجبت عن الناس الحقيقة. .. جزء من الحل
وقد كان واضحا خلال الساعات التى تلت المؤتمر الصحفي أن الرسالة وصلت للمعسكر الداعم لولد عبدالعزيز حيث تواترت التعبيرات المهنئة على الخرجة الإعلامية الموفقة لرئيس الجمعية وفق تعبير أنصار الرئيس . مبادرتي حية.. أما الرسالة الرابعة فهي للمنسقية العائدة للشارع بشعار الوطن أولا وبإعلان عن فراغ دستوري والمطالبة بمرحلة انتقالية؛ فالظاهر أن ولد بلخير أحس أن الوقت تجاوز مبادرته التى عكف عليها أشهرا ونقحها وأوصلها للرئيس ساعات قبل إصابته الغامضة، فأراد بجهود مضنية أن يكلم الرئيس وأن يعلن ذلك للملأ عسى أن تقبل أحزاب المنسقية التنازل عن إعلان الفراغ والتحدث على أرضية " مبادرة مسعود" باختصار أحس مسعود أن ذلك ستعلن نهايته مساء اليوم ليس نظام ولد عبدالعزيز فقط وإنما أيضا كل المبادرات التى كانت تتأسس على حل يقوده ولد عبدالعزيز وضمن المساحة التي يقبل فحاول جاهدا أن يعرقل إعلان الوفاة هذا لكن من المشروع التساؤل هل فعلا وصل الطبيب قبل الموت.
يمكن القول بعد ساعات من نشر المؤتمر الصحفي للرئيس مسعود إن النسبة الأكبر من الرسائل التى أراد لم تصل إطلاقا أو لعلها لم تصل بالطريقة التى أراد؛ فالراواية التى قدم عن صحة الرئيس زادت الوضع غموضا خاصة أن العبارات التى اختار كانت بعيدة من الطمأنة ، وهو ما لم يرح الدوائر المقربة من الرئيس، أما المنسقية فالجزء الذى وصلها من الرسالة كان في منتهى السلبية توقيتا ومضمونا وهو ما يتوقع أن يعزز من مواقف الأطراف الأكثر راديكالية ضد العلاقة مع ولد بلخير، ربما يكون الجانب الوحيد الواصل من الرسالة هو أن مسعود وحلفه جزء من الصورة ولهم رأي ورواية حول وضع الرئيس وصحته كما لهم رأي ورؤية حول الخروج من الأزمة. |