حقائق وسط بحر من الشائعات |
الاثنين, 05 نوفمبر 2012 15:00 |
بقلم : أحمد عيسي ولد يسلم
الأمر غير المبرر في هذه الحملة هو "استغلال" مروجي الشائعات للإعلام بشكل أصبحت معه معظم الصحافة المستقلة متواطئة ومشاركة –عن قصد أو عن غير قصد- في جريمة أقل ما يمكن توصف به "تهديد الأمن والسكينة العموميين"، ولم يستطع أكثر المتحمسين لحرية الإعلام أن يستسيغ لجوء بعض المؤسسات الصحفية الكبيرة إلى "مصادر عليمة، مطلعة، رسمية، مأذونة، متطابقة، مقربة، أو حتى عائلية فضلت جميعها عدم الكشف عن هويتها"، ونسبة أخبار مصيرية بالنسبة لموريتانيا إلى مصادر كهذه، دون التقيد بأبسط قواعد العمل المهني!..
- أثبتت القوات المسلحة وقوات الأمن، تشبثها بالمصلحة العليا للبلد، وأكدت لمن كان لديه أدنى شك، حرص قادتها ومنتسبيها على القيم الجمهورية، وكانت الكارثة أن بعض التشكيلات السياسية (أحزاب ديمقراطية!) شجعت تلميحا وتصريحا، وأحيانا "إلحاحا"، على القيام بتغيير غير دستوري، ورغم كل ذلك ظلت المؤسسة العسكرية والأمنية تؤدي دورها بحرفية وانضباط. - حسب علمي، لا وجود لصراعات شخصية - على الأقل في الوقت الراهن- بين كبار المسؤولين، سواء تعلق الأمر بالوزير الأول وأعضاء حكومته، أو قادة المؤسسات الأمنية والعسكرية أو مدير ديوان الرئيس أو السفير الموريتاني في باريس أو غيرهم، فالصلاحيات محددة بالقانون، ولا يمكن أن يتصور عاقل قيام أي شخص باستغلال غياب الرئيس لتصفية الحسابات الشخصية، فهذا الأمر سيودى بمن قام به لا محالة؛ - للأمانة لم يقم أي من مقربي الوزير الأول بنشر شائعات عن نقل بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، كما لم يشارك أي من المحسوبين عليه في هذه الحملة، بل العكس تماما، حيث لاحظ الجميع استماتة وسطه السياسي والاجتماعي في التصدي للشائعات؛ - لا مصلحة لكبار المسؤولين سواء عسكريين أو أمنيين أو مدنيين في نشر الإشاعات، فالمثل الموريتاني يقول : "أهل اتويميرت متعارفين" ومن المعروف أن طبيعة المجتمع لا تسمح لأي كان بإخفاء أفعاله، خاصة في ظل وجود نخبة لا يتجاوز أفرادها المئات، وخلاصة القول في مروجي هذه الشائعات حديث الرسول الكريم "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"؛ - تسود مختلف مؤسسات الدولة ، مدنية كانت أو عسكرية أو أمنية، حالة من الانسجام والتناغم والتنسيق، تمنع الجميع من السقوط في متاهات التآمر وإطلاق الشائعات، لذلك أقول جازما، أن كل ما نسمعه ونقرؤه يوميا يصدر من بعض من مردوا على "النفاق السياسي"، وقد أعمتهم مواقفهم عن إبصار الحقائق وطفقوا يمكرون، ويرجفون في المدينة، ل"يخرجوا منها أهلها"، قال تعالى : " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا " صدق الله العظيم (الأحزاب - الآية 60). حفظ الله موريتانيا.
|