تواصل ولم للشمل /بقلم عبد الله السيد
الأربعاء, 07 نوفمبر 2012 12:32

عبد الله السيدعبد الله السيدالتجربة التي نخوضها حاليا على مستوى مبادرة لم شمل الساحة الإسلامية في موريتانيا تجربة رائدة:ذلك أن مسعاها الأوحد هو إزاحة أجواء التنافر بين ساحة التصوف السني بطرقه التزكوية المشهورة التي سلكها علماء أجلاء في هذه البلاد وأوساط إسلامية حسنة النوايا خطفتها الأحكام المسبقة وأثرت عليها الدعايات المغرضة التي يبثها من يريدون للساحة أن تبقى متناحرة.

وبتوفيق من الله كنا نحن التيجانيين الوسطيين من مختلف طوائف الطريقة ومن أبناء بيوتاتها العريقة،من يحمل لواء هذه المبادرة مدركين جسامة المهمة وحساسية الحقل الممغنط الذي سنعمل فيه ومؤمنين في الوقت ذاته بسلامة صدور مختلف الأطراف.

ويشكل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الذي يضم مناضلين قدامى من الطرفين،والذي تتأسس رؤيته الفكرية على الثوابت المشتركة،الإطار الجامع المانع والخيمة المحايدة التي يجب أن يلتقي فيها الطرفان في إطار من التناصف والأخوة وتضامم الجهود لتحقيق هدفي الإصلاح والتنمية على أساس مرجعية إسلامية يوسعها العلم ويقيدها الورع.

ولم نجد في حواراتنا مع شيوخ الطرق ولا  في لقاءاتنا مع إخوتنا الإسلاميين أي عقبات فالكل مستعد ليفهم الآخر وليصحح نظرته للآخر وليعمل يدا في يد مع الآخر بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا.

واتضح ذلك جليا في لقاءات حضرها آخر الأسبوع الماضي المئات من مناضلي الحزب (شبانا وشيبا،دعاة ومثقفين،مريدين وشيوخا)،من مختلف الأطراف بمدينة الركيز وبقرية باب الفتح ،كما اتضح جليا في لقاءات جرت قبل ذلك في نواكشوط،حيث تلاشت الأوهام ومحيت الفوارق واتضحت الوحدة بين الجميع سلوكا وعقائد وأهدافا.

وظهر جليا أن خيار الانضمام لحزب "تواصل" خيار استيراتيجي للجميع أفرادا ومجموعات ،وهو فوق كل ذلك خدمة عليا للوطن وللأمة بأكملها.

وقد تأكد من خلال تفحص نتائج حملة الانتساب لحزب "تواصل" على مستوى ولاية الترارزة التي اكتملت آخر الأسبوع الماضي ،توسعا كبيرا للحزب نحو الجزء الشمالي لمقاطعة الركيز ونحو الجزءين الشرقي والغربي لمقاطعة أبي تلميت وذلك في عمق ساكنة طرقية ساد فيها الاقتناع بأن الساحة الإسلامية يجب أن تتوحد في إطار حزب التجمع.

وسيكون المؤتمر الثاني للحزب المقرر بإذن الله ،في العشرين من كانون الأول ديسمبر المقبل مؤتمرا تاريخيا لكونه ينعقد في إطار من وحدة الساحة الإسلامية في موريتانيا بشقيها الصوفي وغير الصوفي وبدون فوارق وسيتيح الفرصة لإقرار برنامج موسع لتحقيق أهداف الأمة بجهود يقويها الإجماع ويحميها الاجتماع.

وستكون التجربة الموريتانية إذا ما صقلت وتوطدت مثالا يحتذى به في البلدان الأخرى التي تحكمها أحزاب إسلامية وتوجد فيها جماعات متصوفة..

ولنا نحن الموريتانيين في المجتمع التركي مثال واضح: فحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا والذي يحقق نجاحات كبرى داخليا وخارجيا، يتأسس على خلفية صوفية قوامها مدارس التزكية التركية التي حافظت بالاعتدال والزهد ،على الدين إسلاما وإيمانا وإحسانا،في وجه الهجمة العلمانية الأتاتوركية وعواصفها.

 فقد شكلت الطريقة النورسية ( نسبة إلى مؤسسها بديع الزمان سعيد النورسي) ،منهجا للتكامل والتضامن الاجتماعي، جعلها من أكثر الجماعات الصوفية الإسلامية تأثيراَ في الحياة السياسية التركية.

 إن التجربة الصوفية التركية مثال معاصر وواضح على نجاح ورشد وربانية التصوف، وهذا كفيل بكنس كل الوحول والعقبات أمام لم الشمل في الساحات الإسلامية الأخرى.

ومن المعتاد أن تواجه مبادرة كمبادرة لم الشمل معيقات وحملات من عدة جهات تحاول إطفاء نور الله بالأفواه ،لكن ذلك كله لن يثنينا عن هذا الهدف النبيل فنحن نعتمد على قوله تعالى"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".

 

 

تواصل ولم للشمل /بقلم عبد الله السيد

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox