منذ أن انطلق صوت المدفعية على الحدود المالية الموريتانية خلال الأسابيع المنصرمة وسحب الموت تلوح في أفق الكون وتمطر تلك الأراضي بشلال من الدماء القانية البرئية بالدرجة الأولى والتي قد لا تعرف الحدود ولا التوقف عند نقطة محدودة من التراب.

سيظل سيل الدماء يزحف ويمر مع الريح مر السحاب"الأحمر"-لا قدر الله- ما دام الحكم والمنطق للمدفع والرصاص.
لغة الرصاص فصيحة وواثقة لكنها ليست بليغة ولن تكون فصيحة ولا صحيحة في المنطق والحيز الجغرافي، إذ لا عبرة بالرصاص ولا بلغته ما دام يتكلم كي يستحق أرواح المواطنين الأبرياء دون أي جريرة.
عندما يصل الأمر إلى حد لغة الرصاص ويكون الحكم للمدفع فإن الطريق إلى الحل لا بد وأن يبقى مسدودا أمام الجميع حتى يعود وتعود الأوضاع إلى طبيعة يمكن معها الجلوس على طاولة واحدة للحوار من أجل الحفاظ على الإنسان نفسه وحياته ومستقبله.
...إنها سحابة الموت القاتمة التي تنذر بانفجار بركان الدماء الهادرة والتي قد تجتاح الحدود وتطمس الهوية وتنقض المواثيق والعهود الحقوقية الإنسانية.
..إذا استمر الأمر على هذه الحال سينبعث الموت الحقيقي من الشمال المزدحم بإشارات الموت الحمراء، وسيهز الكون هدير الدماء القانية..ولات ساعة مندم.
رغم كل شيء ستخرج فرنسا من لهيب الحرب المستعرة مهما كان الأمر ومهما كان حجم التضحيات، وستبقى الشعوب المسكينة المعذبة، المنهوكة المتعبة بعاتيات الزمن وموبقات الحرب هي الضحية في النهاية..هي المستهدفة في النهاية..هي المنبوذة المحرومة المستضعفة في النهاية..وإن غدا لناظره قريب!!.

شيخن ولد البان