بين التجارة والإمارة برزخ لا يبغيان، وبين البغي والعدالة والمواطنة ما بين السماء والأرض، وبين السماء والأرض في هذا القطر  القصي من بلاد المسلين شعب سئم الظلم وطال عليه أمده، وتوالت سنون العزيز..ولما تلح للسنين اليوسيفيات لائحة.

هو في غبرائه وسوء ما يكلفه الظلم والسطو عليه الظالمون فرح بأن للظلم صولة ثم ينتهي وأن الطغيان إلى زوال.
يعلم أن المال مال الله وأن العدل من صفات الله، ويرى سلطة تحتبى بأسماء كتبت عليها طررا من"التشريع" وطرزتها بقوادم من"البيادق" تحميها وترد عنها صولة الشعب إذا ما غضب.
لا الشعب يهتم بصراع التجار والأمراء، والأحابيل التي ينصبها الساسة بين الحين والآخر ليقعوا في شركها من لان عوده أو من ران عليه غبار اللاوطنية.
الشعب في فقره وهدوئه في بسمات صغاره في مدامعه المكلومة نار تتأجج ينفخ تحتها كل ظالم استودعه الله الناس فشق عليهم بأسعاره المرتفعة وضرائبه المتواصلة، وغبنه ومحسوبيته وفساده، فهم وإن تعالت صيحات المنافقين يرددون مع الرسول صلى الله عليه وسلم:"اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه".
اللهم إن الشعب يشكو مشقة عيشه، وضعف حالته..فإلى من تكله؟..وعليك من أمره التكلان.