في كل بقعة من البلد اليوم عطش، ناس يرفعون لافتاتهم يطالبون بين الحين والآخر بقطرات مياه تروي ظمأ الصادي، وتنهي أزمة عطش امتدت امتداد هذا الوطن الفسيح.

قبل سنوات قليلة رفع العزيز راية التدشين وأعلن"ترمسة"مدينة جديدة تحبى إليها خيرات كل شيء،  ثم انقلب راجعا إلى نواكشوط وانفض الجمع الملتئم، بعد أن أغرقتهم طائرة الرئيس في الغبار، ثم انقشع الغبار عن عطش ماحق مهلك.
ولو طال العطش استنجد الناس بالرئيس فلم يجدوا منه أذنا صاغية ولا قلبا واعيا، ثم ارتفع الصراخ:..عطش في الركيز حتى وقف الركيز على جناحه يجاور الماء فيعطش، ويبح الصدى ولكن لا مجيب.
عطش في اعوينات ازبل، ثم في انتارشه، ثم مكطع لحجار،ثم في كرو، ثم في الدفعة ثم النعمة، وحتى في العاصمة نواكشوط..إلخ..عطش في كل موريتانيا..موريتانيا عطشاء إلى ماء يسقي الناس ويطهر البلد من الفساد.

هل يمكن بعد أن وصل الناس للقمر أ ن نعتبر بئرا ارتوازية إنجازا عظيما يتم التفاخر به، ولكن السؤال الأدهى: أليس من العار أن ترتفع المطالبة بالري في عصر العولمة وتصدير الكهرباء...