للمرة الثانية في أقل من شهرين تقول الشعوب المسلمة كلمتها، باختيار الإسلاميين، حين يترك لها الاختيار، قالتها في المغرب فحملت الأمانة لحزب العدالة والتنمية، وهي تقولها اليوم في مصر فتعطي القوس لجماعة الإخوان المسلمين، ومن قبل قالتها في تونس فمنحت الصدارة لحركة النهضة، وستقولها غدا أو بعده، في ربع آخر من ربوع الوطن، حين تعطى خيارها.

رسالة الشعوب باتجاه الهوية واختيارها مقروءة في ثنايا هذه الانتخابات من غير تعسف،  والهوية، وتاريخ المظلومية، والشعارات الوضيئة، يمكن أن تصنع انتصارا انتخابيا، كاسحا، أو نسبيا، لكنها لا يمكن أن تديم سلطة أو تنجي من حساب.

إن على الإسلاميين، حين اختارتهم شعوبهم، أن يعطوها مع ومضة الكرامة لقمة العيش، ومع بريق الخطاب نور الإنجاز، ومع قلاع العزة بذور العيش الكريم.

وإلا ستلفظهم كما لفظت بهم، ويستبدل الله بمن أخلد إلى الأرض، من أضاف إلى نقاء الأمانة قوة الفعل الحي.. ثم لا يجد المنتشون اليوم إلا بكاء نساء على ملك لم يحافظوا عليه كالرجال.