altتواجه العدالة الموريتانية اختبارا صعبا في أيام النحس هذه، فنجل الرئيس متهم، مطلق السراح، بمحاولة قتل عن سبق إصرار وترصد، والمناضلون الحقوقيون يمثلون دوريا أمام قاض بمحكمة العيون في قضية استرقاق هي الرابعة في أقل من عام، والحديث عن إساءة معاملة الطلاب واحتجازهم من دون علم النيابة العامة ما يزال صداه يتردد، وصور الحقوقيين وهم عراة تملأ صفحات الإنترنت.

وفي السجون سياسيون يحتال عليهم بتهم الاختلاس، ليسوا كلهم معارضين، لكن لهم ذنوبا تتعلق بالولاء، والطاعة العمياء.

إن العدالة الموريتانية وهي مدمنة على السقوط في اختبارات الاستقلالية والمهنية تواجه اليوم اختبارها الأصعب، والذي يبدو أنها قررت أن تودع ورقته بيضاء.

فأنَّى لها أن ترفع برفض الظلم رأسا، أو تسلك إلى العدالة طريقا، وقد اختير لإدارتها الأقل خبرة، والأسرع إلى الانصياع هرولة، وجربت فيها أكثر الأوامر بعدا عن العقل، والرشد والتدبير الحكيم.

إن عدالة موريتانيا لا يمكن أن تنصف رقيقا وهي مسترقة، ولا أن تجازي ابن الرئيس على فعلته لو ثبتت عليه، ورصاصة أبيه قد استقرت في صدرها أولا، ومنعت من العلاج، لا يمكن أن تكسو المناضلين العراة وهي مخرقة الثياب، ولا أن تفك أسر الطلاب والسياسيين وهي عانية مغلولة.

يومية السراج العدد 1198 بتاريخ الإثنين 23-01-2012