وزير الداخلية محمد ولد ابيليلبعد وقت يسير من وصف وزير الداخلية محمد ولد ابيليل النواب بـ"اللصوص" وصف وزير الإعلام حمدي ولد المحجوب النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين بـ"الفاشل".

لا يتصور أن تأتي هذه المقولات الجارحة في حق ممثلي الأمة مصادفة، فالوزيران، يمثلان جهة سياسية تتحمل المسؤولية السياسية عن أقوالهما.
  إن التفوه بألفاظ ساقطة في حق ممثلي الشعب وتحت قبة سلطته التشريعية ينم عن جهل مفرط بالعلاقة التي تربط عضوا في الحكومة بنائب برلماني تحت قبة البرلمان. وينم عن فلسفة متأصلة في احتقار كلما يمت إلى الشرعية الانتخابية والشعبية بصلة قربى.

على السادة الوزراء أن يفرقوا بين الحديث عن معارضة سياسية تخوض مع الحكومة التي يمثلون معارك في ساحات مختلفة، يجوز فيها الحديث على "سليقة الوزراء" و"بما تيسر" وبين خطاب شخص يحمل صفة "نائب" وفي مكان يحمل اسم "برلمان" فالفشل في الردود عن أسئلة محرجة، أو "استفسارات شرسة" غير مبرر للخروج عن اللياقة واحتقار قرار أمة أعطى حصانة لمن يمثلها في أم المؤسسات الدستورية.
 
إن التفكير في صورة الوزير لدى سيده، والتوثب لتسجيل الأهداف في المباريات الكلامية أمام الشاشات، سلوك سيئ في الأساس، أما إذا اقترن بإساءة للآخرين، وكان الآخرون نوابا يمثلون الشعب تحت قبة برلمانه، فتلك مصيبة.

ومع هذا فنحن ونوابنا محظوظون لأن رئيسنا لا يدخل البرلمان، وإلا لأنصفنا وزراء يصدرون عن توجيهات صاحب الفخامة، أيما إنصاف.