افتتاحية السراج: بلد على شفا..
الجمعة, 17 فبراير 2012 11:59

هذه هي خلاصة القراءة المتفائلة لما آلت إليه بلادنا بعد قرابة أربع سنوات عجاف من حكم النظام الحالي؛ تحول الاقتصاد إلى شركة خصوصية توزع إكرامياتها بمقتضى القرابة والصداقة والتبعية، ويتلقى زعماء العصابة الراعية لها العمولات يمنة ويسرة.

واختنقت الحريات في عمايات دخان مسيلات الدموع، وديست الحرية وسط زنازين لا تخلو من عابر  زائر، أو "ضيف مقيم"، تطيل العدالة المختطفة مدة إقامته أو تقصرها. سجن الصحافة والحقوقيون والطلاب المناضلون، وسِيمَ الخَسْفَ كلُّ من هَمَّ بقول لا.

استقرت "الرصاصة القاضية" في صدر العدالة، وبُوِّئ مناصبَها العليا من لا يحسنون غير التبعية العمياء، ومن يتمسحون بأهداب من سكن القصر، ومن مر به، ومن لقي ساكنه، وجيران المحظيين لدى ساكنة القصر.
أما الجيش فيواجه حكما نافذا بالإعدام على أيدي جماعات العنف، دون أن يرِفَّ جفن لمن زجُّوا به في أتون حرب لا ناقة فيها لوطن ولا جمل!.

سُخِرَ من الدستور والمؤسسات المنسوبة إليه، برلمانا ومجلسا، تمديدا، وتأجيلا، وتعطيلا، حذف منه، وأضيفت إليه مواد لا ليُعمل بها، بل لتُسجل أن يدا خرقاء مرت من هنا، وهذا أثر قراراتها التي تحولها أيدي الإمعات، وأصوات الإمعات إلى دستور!!.

ونُزِعَ فيما نزع هيبة الدستور والدولة، والقوانين والمؤسسات، وكرامة الشعب،،، هذه هي القراءة المتفائلة.. أما المتشائمة فدَفَنت بلدنا وساكنته في غيابات الجحيم، منذ حكَمَهُ من ليسوا لذلك أهلا، ولا بذلوا في سبيله ضَنًى ولا سهروا وجه ليلة للتفكير في مستقبله. اللهم فَرَجَكَ القريبَ.
 

افتتاحية السراج: بلد على شفا..

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox