altكشفت محاكمة المدير الأسبق لشركة سونمكس المهندس مولاي العربي ولد مولاي امحمد عُوَارَ عدالة تَحْكُمُها البِزَّاتُ العسكرية وعَرَّتْ سوْأة أدعياء القضاء حين يقودهم الجنرالات من الخلف.

لقد أجهد المسكين المتشح ببدلة سوداء، الجالس على ما كان يوما أعوادا لمنصة محكمة نَفْسَهُ في البحث بين أكوام الورق عما يمكن أن يكون سؤالا لرجل تعلو قَسَماتِه وضاءةُ الوَقَارِ ويُزيِّن الطُّهْرُ مَبْسَمَه، وعبثا حاول الرجل المدفوع بصرامة الأوامر، فما في تسيير رَبِيب العفة ونظافة اليد ما يشوب، فعاد يريد أن يُحَمِّلَ ولد مولاي محمد جُنَحَ مَن سَيَّروا الشركة من بعده!.

سيعود القاضي إلى أوراقه، ثم يعود من بعد الأوراق إلى شهود الزور، ثم من بعد شهود الزور إلى من زور الأوراق، وزور الشهود، وأصدر الأوامر بتزوير الأحكام، ثم لن يجد القاضي المحكومُ عليه ما يشكل سندا لحكم أُعِد على عجل، وبأيدي مخرجين غير مهَرَةٍ. 
 
لا تحزن يا مولاي، إنهم لا يحاكمون تسييرك، ولا أداءك المهني الرائع الشفاف، إنهم يحاكمون القيم التي تحمل، عفة، ونزاهة وصدقا، وإخلاصا للوطن وتعلقا بمصالحه، وأمانة، فهي ما يشكل خطرا عليهم.