افتتاحية السراج: برلمان الإهانتًيْن |
الخميس, 08 مارس 2012 11:19 |
عاشت الجمعية الوطنية، خلال الأيام الماضية، فصلا جديدا من فصول إهانة الشعب الموريتاني وإرادته، وممثليه، على أيدي هَمَجٍ تَسَمَّى بالأغلبية، ورعاع تسللوا على حين غفلة من التاريخ والضمير إلى قبة التشريع، سُنَّت لذلك القوانينُ، واستَصْرَخَ الملأُ نفيرَ الغوغاء، لتُهين تحت قبة البرلمان من وضع فيه جزء من الشعب الموريتاني ثقته. كانت الأغلبية تعد عتادها القانوني، وأوامرها الرادعة فيما شباب موريتانيا النضير يرمي وِرْدها المَسُوقَ، بالبيض عند مداخل البرلمان. تذكرت الأغلبية حين كشفت عن سوأتها بحضرة الشهود كل شيء إلا الوطن والقانون والدستور والشرعية والديمقراطية، ونسيت كل شيء إلا البطون والجيوب وحصص الحبوب، نسيت أن من تدعي تمثيلهم يرشقونها بالبيض، ويعترضون سياراتها بأجسامهم الغضة. نسيت أن الوطن الذي تدعي مفترية الانتماء إليه على شفا الزوال، نسيت أنها ستضطر قريبا أو بعيدا، لتعديل، أو تعطيل، تعديلاتها يوم تسيطر بِضعُ دبابات على القصر والإذاعة والتلفزيون، وستسمي الانقلاب تصحيحا، أو تغييرا، أو "تصليحا" على لغة ميكانيكي جديد ذي تهور وطموح، ورصاص.!!
ما لم يفكر به المجتمعون بأوامر القصر هو الفرق بين من يهين الناس مقودا إلى ذلك ببطنه، وبين من يهينه الأحرارُ بمحض إرادتهم، وبشوقهم إلى الحرية، وبإرادتهم الحريةَ، إنهم لا يفقهون. |