اغتيال الأحلام |
الاثنين, 11 يونيو 2012 15:30 |
هي صورة من مآسي بلد نكباته تترا، يخرج الناس مطالبين بحرياتهم وحقهم في العيش الكريم فتقتلهم الشرطة أو تقتل بسببهم آخرين بدم بارد. وبجرة قلم تزال آثار الجريمة. ما الذي يدفع شرطتنا لاستخدام كميات قاتلة من مسيلات الدموع في مواجهة متظاهرين سلميين؟ ما الذي يدفعها لتوسيع رقعة القمع؟ أوَ ليس في البلد لص يسرق أرزاق الناس؟ أو مجرم يعتدي على حرمات عباد الله؟ لقد آن لشرطة موريتانيا أن تعرف أن الدم الذي يجري في عروق أفرادها هو نفسه الذي يجري في عروق من تقمعهم؟ أوَ ما درى الشرطي الذي يضغط على الزناد أن لولد المعلى أمًّا تتألم ألم أمه، وأختا كانت تنتظر من يعود إليها، وأطفالا يَتَضَاغَوْن إلى من يَرُبُّهُمْ ؟ لقد كان لولد المعلى، وغيره ممن انتزعهم الرصاص من بين ذويهم، قتلا في مظاهرات، أو إسلاما لعدو مفترس، أو استسلاما لجوع مقعد وعَوَزٍ مهلك، أحلام وطن حاضن، لقد كان لهؤلاء رغبة في العيش الكريم، لقد حلموا أن يتذوقوا طعم العافية، وأن يهنأوا بفسحة من الرخاء. لكن يدا غادرة اغتالتهم وجردتهم من أحلامهم وحرمتهم نعمة مواصلة الطريق الذي اختاروه، كما اغتالت حلم الوطن بأن يكون، غدرا وظلما وإفسادا في الأرض. |