افتتاحية السراج : طبول الحرب من جديد |
الخميس, 28 يونيو 2012 15:16 |
سيكتب التاريخ - ضمن ما سيتكتب - عن هذه المرحلة القاتمة من تاريخنا أنها كانت مرحلة استفزاز واستهداف وأحيانا تخريب العلاقة مع الجوار؛ فهانحن اليوم في حالة توتر غير مسبوقة مع أغلب جيراننا بفعل التمادي في سياسات غريبة، والتورط في مسارات خاطئة قاد إليها خليط من الجهل والغرور وسوء التدبير. في مالي تورطنا حتى الأذقان فيما يعانيه هذا البلد الشقيق المسالم وهناك اليوم بركان غاضب ضدنا بفعل أيادينا التائهة التي شجعت الانفصال وسوقت الانقلاب فحصدنا نحن والإقليم والعالم دولة مشتتة الأوصال غارقة في العنف والاقتتال. مع السنغال نصر إصرارا غير مسبوق على تصعيد مجاني، نطرد العشرات من مواطنيها دون سابق إنذار ونفرض عليهم بشكل مرتجل ومتعسف إقامات وأتوات لو أنهم عاملونا بالمثل وطبقوا نفس الخطوات على عشرات الآلاف من مواطنينا المقيمين هناك لكانت أزمة غير مسبوقة لكنهم لم يفعلوا إدراكا منهم ربما أن النظام يريد جرهم لأزمة يصدر بها أزمته الداخلية ويستقوى على المطالبين برحيله. من قبل تسببت مواقف نظامنا الغبية في استهداف عشرات الآلاف من مواطنيينا في ساحل العاج وليبيا يوم اختار النظام الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ مع اغباغبو والقذافي ضد شعبيهما الثائرين – كل بطريقته – ضد التسلط والاستبداد.. عاد مواطنونا الضحايا من ليبيا وساحل العاج بطريقة احتفالية وسجلت العودة في سجل الإنجازات غير المسبوقة لكن هؤلاء يعيشون اليوم أوضاعا صعبة تشهد عليهم اعتصاماتهم واحتجاجاتهم المستمرة. لانملك اليوم إلا أن نشكر المتبقي من نظام الحكم في مالي.. ونستسمح من الشعب المالي ما تورط فيه نظامنا ضدهم من خطايا ونشكر السنغال التي فرقت بين الشعب ونظامه في تعاطيها مع استفزازات نظامنا المنتمي بأصالة لجيل الراحلين بن على القذافي اغباغبو، مبارك .. اللهم ألحقه بهم وهيأ لموريتانيا حكما عادلا يحقق السعادة لأهلها.. ويعيد جسور الأخوة مع جيراننا الطيبين |