افتتاحية السراج : عسكرنا والسباحة عكس التيار |
الخميس, 05 يوليو 2012 16:52 |
تتداول صحف غربية؛ أمريكية وفرنسية منذ أسابيع معلومات عن قاعدة عسكرية ينوي الأمريكيون تشييدها في موريتانيا لمراقبة الوضع في مالي عن قرب والتحضير في وقت لاحق ربما لتدخل عسكري غربي في الصحراء الكبرى ويتحدث الموريتانيون منذ سنوات عن قرائن على وجود عسكري فرنسي مكثف شمال موريتانيا وشرقها في ضواحي أطار وولاتة. يأتي الكشف عن هذه الأنباء في وقت يتجه فيه العالم والمنطقة للتحرر من الهيمنة والتخلص من القواعد العسكرية الأجنبية؛ تنهي السنغال جنوبا وجود قاعدة عسكرية فرنسية عمرها عشرات السنين فنفتح نحن لها الأبواب ونحتفي بها، وتضيق بوركينا افاسو ذرعا بالوجود الأمريكي فنهلل له، لنمكن الفرنسيين والأمريكيين من تشييد قواعد التنصت ومن الوجود على الأرض، بل نقدم لهم عروضا مغرية باستعدادنا للزج بجنودنا في حروب الوكالة أو حروب الوكالات لنجعل أمننا وحياة جنودنا في رهن أجندات ومصالح قوى أخرى مقابل أن يبقى العسكر في الحكم سنوات قادمة مستندين على الدعم الأمريكي والفرنسي. إنه السيناريو نفسه الذى طبقه العقيد ولد الطايع عندما أحس تفاقم الغضب الشعبي عليه، بعد تورطه في جرائم كثيرة اندمج في الأجندة الخارجية وقدم التنازلات تلو التنازلات لمن حسبهم حصنه المنيع لكن ذلك لم يغن عنه شيئا من غضبة الشعب التي أطاحت به في نهاية المطاف.. يكرر عسكرنا اليوم السيناريو نفسه بأداء أردأ وضمن سياق مختلف وعلى وقع نغمات مختلفة؛ يعاد السيناريو والعسكر يرفعون الراية البيضاء في مصر رغم كل الدعم الذي يحظون به، والشعوب تستعيد حريتها جنوبا وشمالا.. وشعب موريتانيا السباق في الثورة على العسكر يبدي تصميما أوضح على إنجاز المهمة التاريخية مهمة تحرير موريتانيا من حكم العسكر واستعادة ثورتنا التي سرقوها في أغسطس 2005. |