يبعث خطاب وزير الدولة للتهذيب المتهافت اليوم أمام البرلمان على القرف، وينبئ عن سخرية مفرطة واستخفاف وقح بعقول المتابعين؛ برلمانيين حاضرين، وأساتذة تصدح حناجرهم أمام البرلمان مطالبين بأرزاق قطعت، وأمهات طردت فلذات أكبادهن قبيل ختام السنة الجامعية، يتابعون الجلسة، وشهودا يسجلون التاريخ الحي.

عندما يطالب وزير الدولة للتهذيب أحمد ولد باهيه بالتوشيح فهو يقول كلاما لم يفكر فيه من قبل، ربما مدفوعا بنشوة إنجاز لم يحققه، أو مزهوا بمكانة صنعها لنفسه وفي نفسه فقط، دون أن نجد لها ترجمة في أشد القطاعات الحكومية حساسية بالنسبة لمستقبل البلد وحاضره، تولى إدارته منذ انبلاج "فجر موريتانيا الجديدة".

يريد ولد باهيه أن توشحه أمهات الطلاب المطرودين عدْوا بغير حق لأنهم رفضوا السكوت على الظلم، وأبوا أن يعطوا الدونية من نفوسهم وقد خلقهم الله أحرارا شرفاء.

أم يريد أن توشحه جامعة عاثت الشرطة فيها فسادا وجاست خلال قاعاتها الغالية، ودنست أقدام المخبرين قداسة العلم بها على عهده؟

ربما يريد أن يوشحه طلاب المحاظر وقد ذهبت نفسه حسرات أن يعاد فتح المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بعد أن ظن أنه أحكم التدبير لإماتته على مهل!

لا بل يريد أن يكرمه الأساتذة وقد انقطعت أرزاقهم على يديه، وتضاغى أطفالهم من المسغبة لأنهم لم ينصاعوا لرغبته في السكوت وانتظار مجهول بروقه الخُلًّب. إنك تتذاكى سيادة الوزير، أو يغيب عنك بعض ما جنت يداك، فلا تنتظر توشيحا واحدا عند ساعة الحقيقة، وإن غدا لناظره قريب.