اللاجئون الفلسطينيون يزحفون نحو الأقصى
الأحد, 13 مارس 2011 11:45

السراج ـ في مايو من عام 2008 وفي الذكرى الستين للنكبة اتصلت امرأة إسرائيلية بالتلفزيون الإسرائيلي وهي مرعوبة وتقول بأنها خائفة من اقتحام العرب للحدود، فما كان من الصحفي الإسرائيلي إلا أن طمأنها بقوله""إننا محاطون بأنظمة صديقة".. تلك هي المعادلة الأمنية لإسرائيل وتبدل معطيات تلك المعادلة هو الحافز الذي دفع ملايين الفلسطينيين المهجرين للتنادي على صفحات الفيس بوك مطالبين بـ"يوم العودة" بل مقررين أن يعودوا ولو على أسرة النعوش..

 

 

موعد الزحف

حدد لحد الساعة الزمان بيوم 15مايو2011 وما تزال التعليقات والإضافات تملأ واجهات الصفحات الافتراضية بمكان الانطلاق وطبيعة الزحف، أحد المدونين اقترح الخطة التالية" نستطيع أن نحشد الملايين للزحف على ثماني جبهات لإرباك العدو وتشتيت تركيزه هذه الجبهات هي :قطاع غزة-الضفة الغربية - فلسطينيي الداخل - لاجئو لبنان من الحدود اللبنانية -لاجئو سوريا من الحدود السورية - لاجئو الأردن من الحدود الأردنية -لاجئو أوروبا من البحر عبر مئات السفن - يستطيع النشطاء الدوليون أن يتضامنوا مع الشعب الفلسطيني من جبهة سيناء أيضاً".

 

متغيرات مفرحة

اسرائيل فقدت "كنزها الاستيراتيجي" أي نظام مبارك حسب ما سماه بنيامين بن أليعازر وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي ذات مرة في تصريح شهير...واللاجئون ركبوا الموجة المائجة الهائجة في العالم العربي يحدوهم هتاف الحنين وتناديهم بساتين ومنائر الوطن الحبيب.

 

سقوط شرطي الحدود المصري"حسني مبارك" ونظامه "الصديق" وتقدم منجزات الثورة العربية الحالية في دول"الأنظمة الصديقة"المحيطة بإسرائيل متغيرات استلهمها الفلسطينيون وأيقظت دفين الشوق في نفوس شباب ولد قسرا خارج الوطن، وشيب طالما استبدت بهم ذكريات حفرتها الأيام في ذواكرهم نقوشا تستعصي على النسيان.. ذكريات يمتزج فيها الأنين بالحنين..الألم بالأمل..إذ تذكرهم كل موجة نزوح بمذبحة تحفر تاريخها في الذاكرة بالدم والأنين.."دير ياسين" عنوان مذبحة وتاريخ نزوح..

 

مفاتيح العودة

كثيرون لا يعرفون عن اللاجئين الفلسطينيين إلا أنهم فقراء خرجوا بلا زاد وبيوت واطئة السقوف متواضعة الأثاث..لكن قليلين من يعرفون أن أولئك اللاجئين لم ينسوا الوطن لحظة واحدة وأن كل أسرة ما تزال تحمل مفتاح منزلها يرثه أب عن جد وتحفظ أوراق ملكيتها للأرض والزرع..مفاتيح أطلقوا عليها اسم"مفاتيح العودة" وكأنهم يريدون للغة أن تحفظ دفئ العلاقة بينهم وقطع الحديد.

 

وأكبر من ذلك أنهم ما يزالون يحتفظون بذكريات لحياة آمنة، أيام كانوا يقطفون الزيتون ويشهدون صلاة الجماعة في رحاب المسجد الأقصى..وذكريات أليمة ليوم النزوح يوم هجرتهم عصابات "الهاجانا" اليهودية و"زعماء الورق" العرب دون أن يتمكنوا من طبع قبلة وداع على خد طفل ينزف وأم تلفظ آخر نفس بين مئات أكلهم الرصاص ومزقتهم الدبابات من أجل إنشاء وطن لن يكون لشعب كتب عليه التيه.

 

الهجرة القسرية

يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين حسب آخر إحصاءات منظمة غوث اللاجئين بأكثر من 8ملايين لاجئ يتوزعون حول العالم وتتمركز أغلبيتهم في لبنان وسورية، وحسب تقارير أخرى فإنهم يمثلون أكثر من44%من مجمل الشعب الفلسطيني ويعيشون في مخيماتهم أوضاعا مادية صعبة ومزرية لكنهم ما يزالون يحلمون بالوطن ويحملون مفاتيح المنازل والصناديق في إشارة رمزية لحتمية العودة إليها ولو بعد حين.

 

ظل ملف اللاجئين الفلسطينيين مثار جدل كبير وقدمت فيه مفاوضات السلام تنازلات فاضحة وظل الكيان الإسرائيلي يرفض عودة هؤلاء لأرضهم وظل اللاجئون يرفضون أي ورقة تفاوض لا تعترف بحقهم في العودة لمرابع سكنتهم قبل أن يسكنوها ومسجد هو جزء من عقيدة ضاربة الجذور في النفس والتاريخ مرددين كلمة أصبحت شعار جيل ومبدأ أمة "أقصانا لا هيكلهم".

 

نشرة الاخبار

أحد الشباب الفلسطينيين المتظاهرين على الفيس بوك اختار أن يتصور مسار الأحداث وعناوين الأخبار التي يحلم أن تواكب يوم الزحف المرتقب فكتب على صفحته هذا الكلمات، "عاجل... سقطت اسرائيل!!! ثوار من الأردن ومصر وسوريا وتونس ولبنان ينظمون مظاهرات على الحدود الفلسطينية ويعلنون انتفاضة فلسطينية ثالثة...الأردن تحرك مدفعياتها على طول الحدود و تشتبك على طول الجبهة.. الجنوب اللبناني يشتعل بصواريخ في السماء تهبط على رؤوس الإسرائيليين…فصائل المقاومة تنبذ الخلافات في الضفة و تطلق صواريخها نحو المستعمرات والاستشهاديون يتسربون إلى داخل إسرائيل…سوريا تهاجم هضبة الجولان و تسترجعها و تحطم الأنف المتغطرس للجيش الإسرائيلى"..

 

الحلم الكبير للشعب العربي يجسده هذا المدون في عالمه الافتراضي ليحفز القادمين للوطن في يوم الزحف، هبة تأتي على وقع هدير الشعب الرافض لأنظمة لا تمثل هويته الحضارية ولا مشاعره القومية في إشارة دالة على أن الشعب العربي المسلم لحمة واحدة وأن الانظمة من طينة أخرى.

اللاجئون الفلسطينيون يزحفون نحو الأقصى

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox