ردوا للممكن اعتباره وكرامته
الأربعاء, 20 أكتوبر 2010 17:43

الشيخ خالد مهنا-رئيس الحركة الإسلامية في أم الفحم والضواحيالشيخ خالد مهنا-رئيس الحركة الإسلامية في أم الفحم والضواحيكما يأخذ الشتاء وقته الكافي لتحضير الأرض،ويأخذ الصيف وقته لإنضاج الثمر.. ويأخذ الربيع وقته لإنجاز الديكورات الجميلة التي وعد بها الأرض، فإن الأمور الحياتية كذلك يجب أن تأخذ أوقاتها كي تتحقق على أرض الواقع، والمهم إيمان الإنسان أن بمقدوره التغلب على المستحيل إذا اجتمعت إرادته على طرده ومحوه، وشطبه، وحذفه من قاموس الحياة الزاخر بقصص وحكايات انتصار الممكن على المستحيل..


انتصار الإرادة على العجز والقوة على الضعف ، والشموخ على الذلة، والأنفة والزهو على ألانكسار والتبعية..
وها نحن نجد في كل محاور حياتنا محاولات جادة للملمة الثياب، وتجميع الحقائب والعدة وليس من اللياقة، ولا من شهامة الرجولة والفتوة في شيء أن نرمي إمكاناتنا الزاخرة هي وحقائب الأمل من النافذة، بدعوى العجز وأن عقد الإيجار بيننا وبين شروق الشمس وإطلالة الفجر وبزوغ الأقمار قد انتهى، وأن علينا إخلاء المأجور فوراً..
هذا التراجع منافياً لكل الأصول والأعراف والقيم النضاليه.. بل هو الإنحراف عن الجادة..
نعم إنجاز الممكن ممكن وإنجاز المهمه صعبٌ ومعقدٌ، ولكن لا مكان فيه للخنوع والاستسلام بذريعة أنه مستحيل ومهمة الممكن في هذا الزمن الصعب أن يلاحق المستحيل..
ويكون جهاز الرصد لتعقب محاور ضعفه وإلتقاط كل الذبذبات والإهتزازات والإنفجارات التي تحدث داخل أرض المستحيل..
أن جهاز الممكن العصبي يجب أن يظل 24 ساعة في حالة استنفار ورقابة، بحيث ليستوعب كل حركة تحدث داخل أرض المستحيل الهشة، كما تتحسس الخيول بقرب سقوط المطر قبل سقوطه، وكما تتحسس بعض دواب الأرض حركة الزلازل والبراكين قبل وقوعها فتستنفر وتنفخ في البوق..
وهوائيات الممكن هذه تسمح له بأن يسمع أسرع من غيره واقوى من غيره، وبهذا المعنى يأخذ الممكن في زمان إنتهاء النبوة مدلولاته ومشتقاته ومرادفاته..
أنا لست مُنجماً ، ولا أملك مفاتيح الغيب، ولا اعرف الأسرار المستقبليه من طريق الجن، ولكنني كمتفائل ومؤمن بالممكن، والمُستطاع، وكمثالي محلق، ومستشرف على المستقبل... أحاول قدر الإمكان أن أسبق الأخرين من العجزة ، والمثبطين وأولي الهمم الراكدة بثانية، او بجزء من أجزاء الثانية في إكتشاف حقائق خور وضعف المستحيل ومكامن الداء فيه وأقدمها لمن يبحث عن الحقيقة على طبق من ذهب... وقد ألتقى الممكن بالمستحيل ذات يوم فقال له اين تقيم؟ فقال المستحيل في يبت العجزة.
نعم نفتقر اليوم لأشياء كثيرة..
نفتقر للكرامة.. جرحوها نكاية بنا.
سنين من الأعمار ـ وقد يكون يومنا ألذي نجود فيه كسنة- بنينا الأشواق وحلقنا بها واصطدم البعض بصخرة الواقع صارخاً : أه ما أشقاني.. بنيت على دخان ورمل!!!
أه بماذا قصرت.. العطر الذي قدمته كان أجمل عطر.. فأين طيبي وكحلي لا أرى له أثراً في الوجود؟
رياض وجنان كثيرة بنيناها بأيدينا فأين طائرها؟
قال لِي الممكن لا تُعد هذه الجُمل الركيكة مرة أخرى، قد أضحكتني..
أنت لم تكن ممكناً بل لاعباً في السيرك ..
مهرجاً بألف وجه مستعار.... ألف دور تتقن... كفى.. كفى... كنت تمثل، وانت ما زلت فوق المسرح المضاء تستثير شفقتي بالجمل الفارغة.. بالعبارات الجوفاء.. بالحروف التي لم تؤمن بها.. فقُل غيرها..
انت لم تكن تريد الإنتصار على المستحيل، بل أردت بالشاشات والكلمات ألبحث عن محظية جديدة.. عن نزوة جديده.. عن رغبة طائشة..
لو كنت ممكناً لما اشتكيت ولا تأوهت بل آنت مدعي، وملاحقة المستحيل هواية من هواياتك.. اندفاعة من اندفاعاتك كدستها بالمئات فوق عقلك الباطني... حنطتهن كالحشرات في جدران صالاتك فمتى تفهم أنك لست الممكن؟
نفتقر اليوم للحرية بل لأقلها بعد أن اصبحنا رهناء كل المحابس وقابعون في قلب الحصار..
محاصرون نحن في أرضنا ورأينا ومنازلنا وأجهزة التنصت تتعقبنا كظلنا صباح مساء، وزوار الفجر لم يعودوا زواراَ فقد باتوا يتسللون لهدم بيوتنا كما تتسلل الصراصير مواسير المياه لتفاجئ كل الديار والمخادع بعد كل حمام صباحي... ودويلاتنا العربية بدل أن تضع قضايانا وهمومنا اليومية في رأس سلم أولوياتها تتناحر كالديكة وأصحاب الرأي غارقون حتى الرقبة في أنانيتهم وفرديتهم ونرجسيتهم وعبادة ذاتهم ..
بل والموجع للقلب أن وجعنا وألمنا أضحى بين قوم داحس والغبراء يتسكع ليلاً ونهاراً على أرصفة شتائمهم..
ورغم القيد والجوع والتشريد والحصار فإن بمقدور الممكن إعادة الاعتبار والمكانة لنفسه المثلومة بعد أن اثار المستحيل إشاعة مغرضه ضده، يدعي فيها أن الممكن طفل بلا نسب.. ليس له جذور أو هوية أو مكان امن..
نعم بمقدور الممكن ان يحشر أنفه في الشأن السياسي ويطلق الرصاص على تجار مخدرات المستحيل من تجار الوطنية وسماسرتها، ومقاويلها ومتعهديها، ووكلائها مِمن خفضوا الرؤوس
"للواقعية!!"... نعم بمقدور الممكن أن يصرخ في وجه البشاعة والقمع، والظلم، ويخترع لغة استثنائية تتقن التفاهم مع المستحيل وتنتصر عليه..
أن حياتنا ستظل بخير طالما الممكن يعيش معنا... يدب بيننا...يمشي في دورة دمنا... وطالما بقينا نعطيه من ايقاعات نبضنا وتفجر شبابنا، وقد تكون الرحلة متعبة وشاقة وقد تحرم الكثيرين النوم، ولكن من قال أن غلبة المستحيل تأتي بسهولة..
حالنا يسلب منا راحتنا، وحين نستقرأ أوضاعنا يتمثل لنا المستقبل كأنه وحش ضاري، وأساود ملتفة، هذا ينشب أظافره، وذاك يحدد أنيابه وحتى ليخيل لنا أن المستقبل ازقة موحشة مهجورة تسكنها العفاريت أو هي مساكن الجن، ومأوى الغيلان..
وعند هذا النظرة التشاؤمية يقف إمتدادنا، وتصغر بل تضمحل أفاقنا، وتضعف همتنا، ونترفع عن السمو والتحليق والرِفعة، ونكثر من شتم النفوس والواقع وتحقيره، بل وأكثرنا عندما ينكمشون ويتضاءلون يرتضوا أن يجلسوا في مدارج الطرق وعلى فواه الدروب جلسة البؤساء المساكين الذين لا حيلة لهم يبصبصون برؤوسهم..
أو ما علم هؤلاء أن المحن التي نتجرعها هي للمستقبل البحر الزاخر الذي يستقي منه غيرنا الجداول والغدران؟؟..
فيا أيها المُمتَحَن: كن عالي الهمة، ولا يكن نظرك لوظيفتك المستقبلية نظراً يبعث في قلبك الوجل والخوف والرهبة والهيبة فتتضاءل وتتصاغر، وتمحى أثارك من الوجود كما يفعل الجبان المستطير حينما يسمع قصة من قصص المحاربين القدامى، أو خرافة من خرافات عالم الديناصورات والأشباح، وحذار أن يتملكك اليأس ويملك اليأس عليك قوتك وشجاعتك وذكاؤك فتستسلم إستسلام العاجز الضعيف وتنتظر من الآخرين أن يأتوك بسلم تصعد فيه الى قبة الأفلاك من غير أخذ بالأسباب..
يا طلاب الممكن، ويا كتائب صناعته،انتم لا تحتاجون في بلوغكم الغاية ودحر المستحيل إلا أن تكون نفوسكم عالية، وهممكم فولاذيه، وآمالكم أوسع من رقعة الأرض، فلا يقعدنكم عن بلوغ غاياتكم ما يهمس به المستحيل في آذانكم من تبخيس لوزنكم وقيمتكم وقوتكم..
واعلموا أن الممكن لن يزور قلباَ مشغولاَ بهوامش، ولن يزور الممكن باب وطن وأمة وقلوب أبنائها مقسمة" بين تصفيف الطرة"،وصقل الغُرة، وحسن القوام، وحمال الهندام، وطول الهيام بالكأسين، كأس المدام، وكأس الهيام بالشهوات

***

آه ما أشد شوقنا للغلبة والتمكين في الأرض!!
آه كم اشتقت الى قلبي الهارب مني!!
كم أشتقت الى ضحكته البريئة!!
ومع شوقي البالغ ليوم آت.. فإن المطلوب منا جميعاً أن نتحرك لا كرجال الكترونيين يتحركون على بطارية كي نحقق وجودنا.. وشكراً لأنكم قبلتم أن تطيروا معنا فوق الجغرافية..
نعم في هذه المرحلة الحرجة من حياتنا كم نحن بحاجة لنتسامر نحن والممكن على ضعاف نهر الصنوبر وضوء القمريتفرج علينا.. وكلما ادلهمت علينا الخطوب والأزمات والمحن نغني مواويل لمولد شمعتنا.. نبعث الدفئ في السنابل.. نزرع الصحاري واحات من بذور الشمس عل الرياح العاتية تشتد فلا تقحم،ولعلنا بتفاؤلنا نعطي الأرض العطشى قطرة.
نتخطى وحشة الليل العصيب ليطل الصبح على موت جرح.... ميلاد زهرة، وهكذا تبعث في الأموات بذرة، فأين الحالمون ليعانقوا فجره؟



ردوا للممكن اعتباره وكرامته

ردوا للممكن اعتباره وكرامته

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox