شخصيات 2012 : ولد منصور : رحلة بين أشواك السياسة والفكر
الجمعة, 21 ديسمبر 2012 14:08

جميل منصور في نشاط ثقافي لنادي مصعب بن عمير يعتقد الدكتور محمد الحافظ ولد أكاه – وهو أستاذ لمعارف الشريعة في جامعة نوكشوط ومركز تكوين العلماء أن رئيس حزب تواصل محمد جميل منصور كان نعمة من الله تعالى على الحركة الإسلامية في موريتانيا، وأن مواهبه السياسية والخطابية والإدارية مكنت الحركة الإسلامية من تعويض كثير من خساراتها المتعاقبة.

استقبل ولد أكاه جميلا وهو عايد من برنامج الاتجاه المعاكس عندما قررت السلطة عدم إرسال ممثلها للمناظرة بأبيات شعرية من بينها:

في الله ينتصر الألى     لم يعر مسعاهم فتور

لما رأوك مجليا    في الدرب تختزل العصور

هابوا لقاك وأحجموا   عن صولة الأسد الهصور

فإذا احتسبت لبارئ   فسيان ظل أو حرور

وسيان إن شيك الطريق وإن تكلل بالزهور.

لكن الدكتور ولد أكاه، ليس الوحيد الذي عبر عن رأيه الشخصي في مسيرة رئيس حزب تواصل المنتهية ولايته محمد جميل منصور، فهنالك آخرون لا يشاركونه الرأي بل يرون في الرجل "مثالب كثيرة" حيث يتلقى الرجل بين الحين والآخر من الإعلام الموالي للسلطة، وبعض الخصوم الإيديولوجيين، انتقادات لاذعة وساخرة في أغلب الأحيان، فليس أكثر من تاجر دين متذبذب المواقف، شارك في حكومة مطبعة، وترشح منفردا فطعن الجبهة المعارضة في مقتل، وسارع إلى النظام فلما لم يتقبله عاد يدعو للثورة.

وبين الرأيين يبقى ولد منصور أحد أهم الأوجه السياسية للحركة الإسلامية في موريتانيا ووجهها السياسي "حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، كما أنه لحد الآن أحد أهم الأوجه السياسية في موريتانيا، ويزيد منتسبو حزب تواصل من الشعر بيتا فيقولون : وأحد أهم وجوه الفكر السياسي الإسلامي المعاصر.. إلى غير ذلك من الصفات الممجدة " للقوي الأمين " وفق أدبيات تواصل.

 

مغفري في المسجد

بحسب قادة مسنين من التيار الإسلامي في موريتانيا فإن ولد منصور كان عضوا في خلية سرية للإسلاميين سنة 1979، وظل الرجل يحافظ على عضويته في تلك الحركة إلى حين حلها في العام 1994، وإعلان قادته تخليهم عن العمل السري في مؤتمرهم " السري" سنة 1997.

قبل ذلك كان ولد منصور المولود سنة 1967 في إحدى ضواحي نواكشوط لأب يؤمن بتقاليد مغفرية عتيقة، وأم تنتمي إلى بيت فني عريق، ولأن التقاليد الثقافية لمجتمع الزوايا  تمجد " استعراب الزاوي" لكنها تنظر بعين النقيصة إلى " توبة العربي" فإن كثيرا من أبناء الأسر الزاوية لم يستوعبوا حديث ابن منصور في قضايا دينية وإيمانية، ظل كثير من هؤلاء يصدر التعليقات الغاضبة والساخرة والمستغربة في أحيان كثيرة لمنافحة الرجل عما يعتقد أنه " حتمية الحل الإسلامي".

ذات نقاش ساخن في مقر الجمعية الإسلامية استغرب شيخ مسن من إحدى أعرق  محاضن الزوايا استنهاض ولد منصور همم الشباب لنصرة "الشريعة" وقال " خالعني ذا الدين ال خايف اعليه اطفل من ... ) رد عليه جميل بسرعة " وخالعني أنا ذا الدين ال مخيوف اعليه من كهل ...) وابتلع الشيخ الإجابة في هدوء قاتل.

وواصل ولد منصور دراسته للشريعة الإسلامية حيث حصل على الإ جازة في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، كان موضوعها عن " الإسلام في خطاب حزب الشعب " وبدا جليا أن اهتمام الرجل بالجانب السياسي من الإسلام كان بارزا جدا في مسيرته الثقافية.

تولى رئيس " الجبهة الإسلامية " حينها الدكتور جمال ولد الحسن الإشراف على رسالة ولد منصور، كان ولد الحسن حينها رئيسا لإ طار توافقي حاول قادة التيار الإسلامي إنشاؤه، في خضم الخلافات المتصاعدة بينهم، لكن تلك الجهود لم تكلل بالنجاح، قبل أن يستنأنف الرجل علاقته الحركية من جديد بالصف الإسلامي خلال " المنفى الخليجي " منتصف التسعينيات

واصل الرجل دراساته العليا في المملكة المغربية وسجل لإطروحة دكتوراه عن الديمقراطية والإسلام ومجالات التلاغي والتلاقي.

كما نشط لاحقا ضمن الخلايا الشبابية للحركة الإسلامية ولجان الجمعية الثقافية الإسلامية، وكان أحد أبرز أوجه نادي مصعب بن عمير قبل أن تسحب السلطة ترخيصه.

عايش الرجل " أزمة اليسار الإسلامي " داخل التيار الإسلامي والنقاشات القوية بين الحداثيين وبين القيادات المحافظة، وينأى ولد منصور بنفسه عن تلك الأزمة، رغم أن كتب الغنوسي والترابي وعلي شريعتي وقبلهما مالك بن نبي كانت المعين الثر الذي استقى منه الرجل كثيرا من رؤاه الفكرية، وكانت هي أيضا نفس المصدر الأساسي لأفكار تيار" اليسار الإسلامي".

واصلت الحركة الإسلامية مسيرها، وانتهى المطاف بقادة اليسار الإسلامي وقادة التيار المحافظ خارج الصف الإسلامي، تشعبت بهم دروب الحياة، فمنهم من نشط لاحقا ضمن إسلاميي السلطة، ومنهم من ودع الإيديولوجيا وداع غير "وامق".

 

كان النظام الموريتاني خلال تلك الفترة نشطا جدا في اختراق الحركة الإسلامية التي ضجت في أعماقها الخلافات الجهوية والقبلية والمناطقية، وخلافات الأ ئمة والطلاب، وتيار المحافظة والانفتاح، ووفق قادة تاريخيين للحركة الإسلامية، فقد كانت أغلب تلك الخلافات بتنسيق وتنظيم من الاستخبارات الموريتانية.

لم يكن التيار قد حسم موقفه من السياسة بعد، ولا من الديمقراطية ولا العلاقات مع الآخر، كان هنالك حماس كبير تجاه الإسلام ذلك الإسلام الذي تتعد الرؤى حوله بين شيخ محظري أشعري مالكي متبع، وشاب سلفي وهابي، وحركي تنظيمي يقدم رجلا ويوخر أخرى بين حقل ألغام معرفية ومنهجية.

ثم جاءت السياسة والانفتاح الديمقراطي، وتقدم الأئمة والعلماء بحزب سياسي حمل اسم حزب الأمة، كان نصيب ولد منصور(الخريج العاطل عن العمل) في قيادته " الأمين العام المساعد".

ترأس الداعية الجماهيري محمد ولد سيدي يحيى الحزب المذكور الذي ضم أيضا الداعية المرحوم الشيخ عبد العزيز سي، وعددا كبيرا من قادة الإسلاميين من مختلف الطوائف، لكن ولد الطايع كان صريحا جدا في التعامل مع الملف وأخبر الإسلاميين بأنه غير مستعد للترخيص لهم بشكل نهائي.

غير أن ولد الطايع بدأ مفاوضات أخرى من تحت الطاولة، لاستجلاب الإسلاميين إلى حزبه الجديد، نجح في ذلك حيث انتقل أغلب القيادات إلى الحزب الجمهوري، وبقيت غالبية التيار الشبابي ومجموعات من العلماء في صف المعارضة، واعتزل ولد سيدي يحيى الحراك السياسي متخذا من صهوات المنابر قاذفات للخطب النارية تجاه النظام والتشكلة الثقافية والسياسية التي يرى أنها تتحكم فيه.

وبدأت الأزمة، وتوجه الإسلاميون من جديد إلى حزب اتحاد القوى الديمقراطية/ عهد جديد، بعد أن فشل المرشح التوافقي لجبهة "أفديك" أحمد ولد داداه في الوصول إلى السلطة، بسبب التزوير البشع كما تقول المعارضة،وتفرق المؤتلفون حوله شذرا مذرا.

مع بداية الانفتاح الديمقراطي أيضا أصدر ولد منصور جريدة الأمل "وسرعان ما سحب ترخيصها بسرعة لأنها " خالفت المادة 11 سيئة الصيت، وانتهى الأمل " في الأمل".

ثم جاءت اعتقالات 1994، واعتقل النظام كافة أطياف الصف الإسلامي، وقرأ الجميع اعترافات المكتوبة،  تمكن ولد منصور من الفرار من سجنه قبل بث تلك الاعترافات، وأًصدر بيانا باسم الحركة الإسلامية جدد فيه معارضته للنظام واعتبر أن تلك التصريحات كانت تحت التعذيب، كان من بين المعتقلين حينها رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم الآن في موريتانيا، لكن ذلك لم يمنع " التلفزة من بث " اعترافات قادة "حاسم" والجماعة الإسلامية، بل ونشر تلك الاعترافات مع صور أصحابها في جريدة الشعب، التي كان ولد منصور يعد فيها صفحة رمضانية نهاية الثمانينات.

كتب ولد منصور بخطه في الجريدة " إقرار

أنا ألموقع أسفله محمد جميل ولد منصور أقر بأني كنت عضوا قياديا في تنظيم سري يدعى الحركة الإسلامية في موريتانيا (حاسم ) وألتزم من الآن أن لا أشارك في أي تنظيم سري خارج على القوانين الموريتانية.
كتبه ووقعه وصرح به محمد جميل ولد منصو ر
10/10 /1994

أما في الاعتراف المسجل فقد تحدث عن تفاصيل أكثر، 

وأفرج عن الجميع وخرج الصف الإسلامي " خائفا " يترقب، فقد أغلق ولد الطايع كل الأبواب وصادر كل الرؤى ولم يدع غير المسبحين بحمده.

خلال تلك السنوات حافظ ولد منصور ورفاقه على حضور قوي داخل حزب " ولد داداه" قبل أن يهاجر لسنوات قليلة إلى اليمن رفقة مجموعة من أساتذة التيار الإسلامي ضمت على سبيل المثال " محمد بن المختار الشنقيطي، ومحمدن والحمد أبناء المختار الحسن، وجميل منصور" لكن العقلية السلفية في اليمن لم تستوعب النفس الأشعري عند أبناء المختار الحسن ولا التصور الحداثي للإسلام عند الشنقيطي وابن منصور، رغم ما قدمه الشيخ عبد المجيد الزنداني وطاقمه العلمي من احتضان كبير "للأساتذة الموريتانيين".

عاد ولد منصور إلى موريتانيا، لينشط من جديد في حزب اتحاد القوى الديمقراطية ولاحقا في حزب تكتل القوى الديمقراطية، ولينتخب لاحقا عمدة لبلدية عرفات بعد سنوات قليلة من إعلان النظام الموريتاني تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبين العمل البلدي ومواجهة التطبيع وزع الرجل وقته، قبل أن يقرر النظام في العام 2003 وضع حد لكل ذلك واعتقال الرجل وسحب حصانته الانتخابية بناء على فتوى قانونية من رئيس المحكمة حينها محفوظ ولد لمرابط الذي كان ثاني من تطبق ضده فتواه، فاعتقله ولد الطايع ضمن " التصفية القبلية " لعشيرة الرائد السابق صالح ولد حننا.

محمد جميل ولد منصور مع رفيقه الدكتور محمد محمود ولد سيديووجد "الإهرابي" جميل وفق مصطلح ساخر لأحد إسلاميي سجن " بيلة" فرصة للفرار من جديد، وبعد طريق وعر من نواكشوط إلى روصو إلى السنغال إلى مالي ومنها إلى بروكسل، استقر بالرجل المطاف في بروكسل لفترة غير طويلة، قبل أن يعود إلى نوكشوط ويجد نصيبه من الاعتقال.

لم يكن للتيار الإسلامي حينها من إطار للحديث غير المساجد، فقد غلقت أبواب السياسية والمجتمع المدني، فشن عليهم النظام الحرب الشعواء لإخراجهم منها وإدخالهم السجون، واعتبروا السجن مسجدا

كأن سجنكم والله يكلؤكم    منابر الذكر أو هو مسجد الشرفا.

ثم جاءت بعد ذلك صروف دهر حملت الحارس الشخصي للرئيس محمد ولد عبد العزيز على الإطاحة، وجلس اعل ولد محمد فال مكان الرئيس السابق، وأفرج عن عدد كبير من سجناء الإسلاميين كان أغلبهم من " تيارالإخوان المسلمين" على رأسهم الشيخ الددو، وعاد المنفيون إلى أرضهم، وبدأ حراك جديد، رفض النظام العسكري الجديد الترخيص لحزب " حمد" فطلب رئيسه الشيخ ولد حرمه من رفاقه الإسلاميين " السترة والسماح" وخرج الطرفان يتذكران أيام الود والصفاء، وإن إلى حين.

ثم جاءت تجرية الإصلاحيين الوسطيين، وهي إطار غير مرخص واستطاع الإسلاميون إقناع الأطراف السياسية بضرورة فرض الترشح المستقل للانتخابات، لكن النظام وجد فرصة مماثلة حيث صنع مستقليه الذين اكتسحوا البلديات والنيابيات، وكانوا سندا " للرئيس المؤتمن" سيدي ولد الشيخ عبد الله وسندا لمن أطاح به.

تولى ولد منصور رئاسة منسقية الإصلاحيين الوسطيين، وترشح للنيابيات حيث دخل البرلمان ليكون بذلك أحد أبرز " خطباء البرلمان".

تولى ولد منصور حملة مرشح الإسلاميين وحاتم صالح ولد حننا قبل أن يدعم الجميع مرشح تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه،الذي لم يحالفه الحظ في الوصول إلى كرسي الرئاسة في. الشوط الثاني.

وبدأ مسار آخر وتأزمت الأوضاع السياسية، وتعقدت العلاقة بين الرئيس الكتوم سيدي ولد الشيخ عبد الله والعسكر، فاستنجد الرئيس بحزبي اتحاد قوى التقدم وتواصل، فلبيا النداء سريعا قبل أن يسرحهما بدون إحسان ولا لباقة، وابتلع التواصليون تلك الخيبة، قبل أن يدخل البلد في دوامة الصراع السياسي بعد الانقلاب.

هل علينا أن نعيد التذكير بكل خطوات الرجل السياسية، فبعض الأحداث لا يزال قريبا جدا، دون شك كان الرجل أحد أهم رجال الجبهة الوطنية، وكبقية زملائه كان شريكا أساسيا في النجاحات والإخفاقات التي حصدتها جبهة المعارضة.

يتذكر الجميع انتقال تواصل من المعارضة الناصحة إلى المشاركة الناقدة إلى المعارضة "الناطحة" ومنها إلى المطالبة بالرحيل، ويصر التواصليون على أن الأمر لا يتعلق بتلاعب بالألفاظ بقدر ما كان التوصيف المناسب لقراراتهم تجاه المراحل المختلفة خلال سبع سنوات مضطربة.

لا يتهم ولد منصور لحد الآن بإساءة استغلال المال العام،ورغم سعي خصومه المتواصل لإدانته إلا أنهم لم يوجهوا له تهمة من هذا القبيل  لحد الآن.

لكن أداءه السياسي لا يزال محل انتقاد كثير ليس فقط من خصومه السياسيين الذين يشنون بين الحين والآخر حملات بالغة القوة ضده بشكل شخصي، وإنما داخل بعض أطر الإسلاميين، يعتقد البعض أن الرجل لم ينجح في إدارة الحزب بشكل كبير وأنه شهد تراجعا ملحوظا خلال سنواته الأربع، ويقول بعض المؤمنين بالخلفية الاجتماعية أن الرجل غير قابل للتسويق في مناطق جهوية وقطاعات محددة، وأن يمينه الأخيرة كان في مندوحة عنها، ويرد مناصروه أن منتسبي تواصل انتقلوا من 25 ألف منتسب في المؤتمر الأول إلى 71 ألف مؤتمر في المؤتمر الثاني وبين الرقمين فرق كبير.

ويردون أن موقف السلطة الحالي من حزب تواصل وحربه المفتوحة عليها ومكافأتها لكل المنسحبين منه بالتعيين الكبير يعطي صورة واضحة عن حجم " الإحراج " الذي يسببه الحزب و"جميله" لولد عبد العزيز.

باحث سرقته السياسة

 

في منزله في دار النعيم خصص ولد منصور إحدى الغرف الكبيرة لمكتبته، هنالك تتزدحم الرفوف وتتمدد الكتب والدوريات والأشرطة، ويحاول ولد منصور بشكل دائم الوفاء لهوايته المفضلة وهي " تلخيص الكتب".

ذات مرة في زنزانة بإدارة أمن الدولة، تمكن ولد منصور من تلخيص " الأصول القيادة من كتاب " المسار" للمفكر الإسلامي الأثير محمد أحمد الراشد ولا يزال ولد منصور يحتفظ بالكراس المخطوط لذلك التلخيص.

كتب ولد منصور دراسة مهمة جدا عن الرق بين الشريعة والسياسة، وكان ولد منصور أحد أكثر المعارضين " لشرعية الرق " في موريتانيا" في مواجهة ذهنية دينية واجتماعية ترى في طرق تلك المواضيع " تصريفا لبضاعة الكفر" وفق تعبير أحد الفقهاء ذات مرة.

كتب ولد منصور أيضا عن "المرأة المسلمة والتحديات السياسية" رغم تحسس بعض الإسلاميات حينها من الجمع بين قضيتهن وقضية الرقيق، كان ولد منصور يرد بأن الظلم يظل ظلما بغض النظر عن مصدره أو من يسلط عليه.

لخص ولد منصور سلسلة الشيخ القرضاوي عن " حتمية الحل الإسلامي" في دراسة قيمة قدمها خلال عقد الستعينات في أربع محاضرات أثيرة عند الإسلاميين يعتقدون أنها قربت النائي من فكر القرضاوي وهذبت المشوش من فهوم الإسلاميين.

يتمتع ولد منصور بقلم سيال، وقدرة متميزة في الكتابة، ويمكن القول إن علاقته الوطيدة مع أسفار " في "ظلال القرآن" لسيد قطب طبعت أسلوبه وخطابه، بنكهة خاصة.

محاور شموس

بحسب خصومه وأنصاره على حد سواء فإن ولد منصور محاور جيد، يستمع كثيرا ويتمتع بعارضة قوية في الحجاج والمنافحة، وهو عكس – العديد من قادة حزبه – هادئ لا يغضب بسرعة، لكن فورة الغضب عنده قد تصل حد" العنف" كما حصل قبل مرة في البرلمان، وبحسب العارفين فإن الرجل يتمتع بلياقة بدنية متميزة، وبفتوى من أحد مشايخ الإسلاميين تمكن ولد منصور من إتقان " رياضة الدفاع عن النفس " الكاراتيه"، بعد أن تعرض لاعتداء من بعض الخصوم الإيديولوجيين ذات مرة إثر نقاش حاد في إحدى ثانويات نواكشوط.

قد يكون ولد منصور راغبا في الحصول على عطلة سياسية تمكنه من "إكمال دراسته العليا" والتفرغ لشيئ من البحث، وقد يرى معارضوه أن على أهل تواصل أن "يحققوا له سريعا هذه الأمنية حتى يتخلصوا من "إخفاقاته السياسية"، ويرى مناصروه أنه جدير جدا بالتجديد لفترة لاحقة غير قابلة للتجديد.

ويبقى من الأكيد أن إعادة انتخاب ولد منصور لن تكون رسالة إيجابية تجاه النظام الحاكم يقول مراقبون للشأن السياسي في البلد.

ترى هل وفق ابن منصور في رحلته السياسية والفكرية، وكيف حفر لنفسه عرينا  في أجمة لا مكان فيها للأرانب  وأية نهاية ستكون لمسيرة لرحلة لم تكن مفروشة في أغلب الأحيان بالورود.

 

شخصيات 2012 : ولد منصور : رحلة بين أشواك السياسة والفكر

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox