والي ازويرات ..جنرال في مواجهة الجرنالية
الثلاثاء, 28 مايو 2013 18:20

الجنرال أحمدو بمب ولد بايلو كان الجنرال  أحمد ولد باي أتى مبكرا إلى مكتبه كما تقضي بذلك ضرورات الانضباط الإداري لكان قد نال نصيبه الأوفى من عمليات الفوضى والنهب التي طالت منبى الولاية، لكن لحسن حظ الرجل، كان مساعده الأول "صاحب المواجهة الأولى" مع الجرنالية الغاضبين.

استطاع الوالي المساعد ومقربوه الفرار إلى مقر قيادة الجيش أما "الجنرال ولد باي " فقد كان بعيدا رفقة عدد من زملائه الجنرالات ووزير الداخلية يتبادلون الخطب والأماني حول "الطيران العسكري" مقصوص الجناح، ذي الذكريات الأليمة بالسقوط والهبوط الاضطراي.

وصل ولد باي إلى رأس  الإدارة المحلية في تيرس الزمور قادما من الأمانة الدائمة للمجلس الأعلى للدولة، كان الرجل أحد أهم رجالات الثقة عند الجنرال محمد ولد عبد العزيز، حيث أسند إليه مهمة التسيير المالي والإداري للمؤسسة العسكرية الجديدة، تلك المؤسسة التي أريد منها التنسيق بين جزر المؤسسة العسكرية، حيث كل قائد دلفين محيط خاص، لا يمكن لغيره أن يقترب منه.

أدار ولد باي بعض الملفات المهمة بالنسبة لولد عبد العزيز وخصوصا الحوار مع "الأئمة الزنوج" بشأن ماضي الانتهاكات الإنسانية، وأعد الجنرال رفقة جنرال زنجي آخر "للصلاة والابتهالات" التي أداها ولد عبد العزيز في كيهيدي، كما فاوض ولد باي الجامعة العربية باسم المجلس الأعلى للدولة، حيث لان الموقف العربي بسرعة في يد الأمين الدائم.

وبعد اتفاق دكار انتهت الحلقة الأولى من اكتشاف شخصية ولد باي، وبالتالي تقرر " تمدينه" في مقابل ترفيع عدد كبير من زملائه العسكريين إلى رتب جنرال.... نال ولد باي رتبة جنرال متأخرا جدا بعد أن أربت لائحة الجنرالات على العشرين.. لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.

أما في ازويرات  فأن لا يأتي حضرة الوالي العسكري أصلا ..خير من أي يأتي متقدما أو متأخرا ,,كما يرى  عمال الجرنالية الذين قرروا اكتشاف الجانب من فوضى الاحتجاج فأحرقوا - في مشهد فظيع رافقته أعمال تلصص ونهب- مبنى الولاية والإذاعة التي طالما تجاهلتا قضيتهم المعمرة.

لا يبالي الجرنالية، " بنياشين الوالي" رغم أنه جنرال جديد العهد بالجنرالية، فالغضب الجرنالي بات أكثر وضوحا من قوة جنرال في ثياب مدنية.

أما الجرنالية، فهم قصة ألم قديمة، جدا سالت دماؤهم بغزارة في العام 1968،
"مات المصطفى" نجل الدمين ورفاقه، حينها فهم المختار ولد داداه رحمه الله "رسالة العجوز" ..أما الذين "تمختروا " بعد ولد داداه.. فقد واصلوا الصمم الأبدي قبل أن تندلع النار من جديد.. نسوا الذكر .. فعادت العجوز تذكر

فإذا رفضت إجابتي   ونسيت قولي كل حين

فالدهر سوف يجيبني   والشعب ليس بمستكين

يتقاضي عمال الجرنالية رواتب زهيدة جدا لا تتجاوز 30% في الغالب مما تحصل عليه الشركات الوسيطة التي تكتتب آلاف العمال لصالح شركة اسنيم، وفي نهاية كل شهر تمتص عرقهم لتدفع إليهم منه الثلث ..والثلث كثير ..

عاد الوالي في طائرة عسكرية رفقة وزير الداخلية محمد ولد ابيليل كانت السنوات والأحداث كفيلة بتغيير خطاب وزير الداخلية، بعد خطاب كيفة الشهير "الرجال اثنان ..أنا والجرافة"...الرجال في محيط الولاية كثر ..يحملون رؤوسا لم تعد تتحمل الانحناء ولا حتى التفكير في الانتظار يوما واحدا.

بأم عينيهما رأيا متأخرين وسمعا بعد تصامم كثير صوت الجرنالية ..ورأى ولد ابيليل أن الرجال كُثْر ..

خرج ولد ابيليل وولد باي من المطار في حراسة مشددة جدا، قبل أن يستدعيا ممثل العمال محمدو ولد الناه للتفاوض حول حقوق كان يراها الوالي قبل يوم ضربا من السياسة، ويرى المطالبين بها "لصوصا".

في ازويرات نصب الرجل مملكته الخاصة، حيث ظل محميا تمام الحماية من الإقالة أو المتابعة، رفقة والي نواذيبو، فالبزة العسكرية، وبزة القرابة العزيزية تحمي الرجلين من أي إقالة ومتابعة حتى ولو كان أكثر الإداريين إثارة للجدل وإخفاقا في أداء مهماتهم الإدارية والأمنية.

يقول العارفون بالشأن السياسي والأمني إن تعيين الرجل في أقصى منطقة في الشمال لم يأت من فراغ فالطبيعة العسكرية للمنطقة، ووقوعها على الحدود الموريتانية الصحراوية الجزائرية، تتناسب مع طبيعة الرجل وتكوينه العسكري، وللجمع بين إبعاد الرجل إلى تيرس، وضبط تيرس بوال عسكري.

أشرف ولد باي على تجنيس مئات الصحراويين ضمن فكرة العودة الجديدة، وبرعاية من السلطات الموريتانية، فتح الوالي عددا من البيوت والمؤسسات أمام الصحراويين ليكونوا مواطنين جددا في دولة حملوا ضدها السلاح قبل سنوات وأعلنوا كيانهم المستقل سياسيا وأمنيا المتداخل اجتماعيا وثقافيا مع ساكنة تيرس بل وساكنة الوطن الموريتاني كله.

في ازويرات، كان للوالي أسلوب خاص مع الأساتذة النقابيين، حيث أمر بإبعاد أكثر من 8 من خيرة أساتذة الولاية، رغم ما يعرفه الجميع من تفانيهم في أداء مهامهم وقدرتاهم العلمية، معتقدا أنه بذلك سدد ضربة قوية لخصم سياسي ليس أكثر من ذهن سيال بالمعرفة وطبشور ومسطرة.

وفي تيرس الزمور أيضا واجه الوالي احتجاجات المطالبين بالسكن بمزيد من الغطرسة، والتجاهل والتخوين.

يقول عمال اسنيم إن السيد الوالي كرة طيعة بيد مدير اسنيم إمبراطور المعادن والوالي الفعلي للشمال الموريتاني بشكل عام، ولذلك انحاز الرجل إلى رجال الأعمال وظلهم مدير اسنيم ولد وداعة.

ظل الوالي يتهم المطالبين بالحقوق بأنهم "سياسيون" في أحسن الأحوال، فلما اشتد الصيف وارتفعت موجة الحرارة، نزع الرجل قبعته العسكرية، وقال أنتم "لصوص" فاشتعل اللهيب.

كاد اللهيب أن يقضي على الوطن، وبدا أن غضب الجرنالية" غوغائي " في بعض مظاهره.. لكن غضب يوم بعد أعوام من النداء والنوم الرسمي ثقيل..ترى هل نام والي تيرس الزمور نومة أصحاب الكهف ثم لم يوقظه غير اللهيب ، و هل سيجد الرجل مكانا مناسبا في مقر "الولاية" بعد أن احترقت ؟ وقبلها احترقت سمعة الوالي وهيبة الدولة !. 

   والي ازويرات ..جنرال في مواجهة الجرنالية

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox