أسرار 8 يونيو : هل سلم عنصر من افلام ولد حننا لولد الطائعح7 |
الاثنين, 24 يونيو 2013 12:10 |
ثم انسل بهدوء ولف رداء على رأسه، ثم دس يده في جيبه، لم تخرج بيضاء، تماما لكنها خرجت بألف أوقية لا أكثر.. توجه بعد ذلك إلى محطة هاتف عمومي، واتصل على بعض رفاقه في الخارج ليخبره بالوضع الجديد، بعد دقائق وجد رفاق الخارج من أهل الداخل من يتولى نقل الرجل إلى مأمنه. ووقف ولد حننا في مكان عام ..بل في أشهر مكان في لكصر عند كرفور ولد أماه، وكما تقول الخطط الأمنية، إن أقوى وسائل التمويه أقلها تعقيدا، وبعد دقائق قليلة وصلت سيارة يقودها أحد أكثر العناصر الشبابية المدنية ثقة وحصافة داخل تنظيم فرسان التغيير، وأقلت الرجل إلى حيث اختفى عدة أسابيع في نواكشوط.
أما في المعتقل فقد كانت سياط التعذيب المتواصل كفيلة بانتزاع اعترافات سريعة وكثيرة... اعترف ولد ميني بالصلة التي ظل ينكرها بينه وبين ولد احريمو، كما اعترف بوجود سيارة قريبة ستدخل نواكشوط محملة بالسلاح، إضافة إلى وجود منزل في توجنين يضم عددا مهما من الأسلحة، واعتقل سائق السيارة الذي أسقط في يديه عندما أخرج الجنود عشرات البنادق والكلاشنكوفات من عربة السيارة، قبل أن يتوجهوا إلى منزل آخر في توجنين حيث كشفوا بقية الشحنة، وساقوا حارس المنزل إلى سجن طويل المدة.
ولكي يرد الانقلابيون بالمثل قررت قيادة الفرسان توجيه رسالة خاصة إلى مدير الأمن السياسي دداهي ولد عبد الله وإلى الرئيس معاوية ولد الطايع من ورائه أن للانقلابيين أيضا ذراعا قوية في نواكشوط. أسندت قيادة الفرسان تنفيذ هذه العملية إلى شباب متعاونين من حركة ضمير ومقاومة في نواكشوط ينشط أحدهما الآن في الفريق السياسي المناصر للرئيس محمد ولد عبد العزيز وكانت المهمة تقتضي "إطلاق النار على سيارة أو منزل رئيس الاستخبارات العسكرية مع الحرص على تفادي قتله، وهو ما تم بالفعل استخدم الشابان سيارة أجرة – وفق محاضر الشرطة حينها – قبل أن يرغما سائقها السنغالي على النزول، تحت تهديد السلاح، وأطلقا النار على منزل مدير أمن الدولة الذي فهم الرسالة بسرعة.
قبل ذلك كان الأمن قد تتبع عددا مما يعتبره الخيوط الأساسية، لأنصار وعلاقات الفرسان، حيث ألقى القبض في سوق التجار بنواكشوط على تاجر بحوزته كميات معتبرة من هواتف الثريا والأبواق التحذيرية، أفرج عن التاجر بعد أيام قليلة.
في طريق الخروج
بعد 21 يوما من التخفي في منازل متعددة في توجنين وتنسويلم قرر ولد حننا وزملاؤه حزم الامتعة والسعي إلى الخروج من نواكشوط والعودة من حيث جاءوا، عبر مياه نهر السنغال. لم يكن اليوم كالأمس فقد ملئ النهر حرسا وشهبا وجيشا، وتحولت مياهه الزرقاء إلى عيون من الجواسيس، كما تعقدت إجراءات العبور على طول الطريق الرابط بين نواكشوط وروصو، فلم تعد ثلاث ساعات كافية لقطع 200 كلم، بفعل وحدات التفتيش التي بالغت ذات مرة وأطلقت النار علي مواطن لم يلتزم لإشاراتها التحذيرية. خرج ولد حننا من جديد خائفا يترقب، كانت سيارة أخرى تقوم بتأمين الطريق، وإخبار ولد حننا ورفاقه عبر الهاتف بمكان وحدات التفتيش، حيث يقوم ولد حننا بالترجل والسير على الأقدام لمسافة 2 كلم، من أجل تفادي الوحدات. واستمرت المسيرة شبه الراجلة، حتى دخل القوم إلى روصو، وإلى حي السطارة، حيث كان من المقرر أن تتولى حركة افلام الجزء الأخير من خطة إخراج ولد حننا من موريتانيا لكن ممثل الحركة المكلف قرر هو الآخر الدخول على خط الوشاية، وأبلغ السلطات الأمنية بمكان الرجل، وبعد دقائق قليلة كان المفوض انكوده ولد أكاه قد أحاط بالمنزل الصغير بالعشرات من أفراد الشرطة، وسياراتهم، واعتقل ولد حننا...ووضع انكوده القيود في يد الرجل، وأعادوه إلى نواكشوط... هنالك تنفس ولد الطايع الصعداء ...وبدأت مرحلة جديدة أخرى. ******* *************** ************** ينهي موقع "السراج "بهذه الحلقة المحور الأول من أسرار انقلاب 8 يونيو، ويسرنا أن نتلقى ردود القراء الكرام والأشخاص الذين واكبوا تلك الفترة ويملكون معلومات أو تصحيحات أو ملاحظات أو تفسيرا لبعض تلك الأحداث أو تحليلا لها، وسيتم نشر تلك المقالات والملاحظات فور ورودها بإذن الله تعالى.
|