ولد الغزواني : صديق الرئيس ورجل الجيش الأنيق (بورتريه) |
الخميس, 02 يناير 2014 14:40 |
في بومديد حيث ترسم الجبال والرمال المتداخلة الحدود بين لعصابة وتكانت وحيث غرس التصوف والمسالمة أقدامه منذ زمن طويل، أبصر الفريق محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني أنوار الحياة الأولى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي سليلا لواحدة من أهم الأسر الصوفية الأثيرة في منطقة لعصابة والحوضين، ربما لو سلك ولد الغزواني طريق التصوف لكان من المشايخ المرموقين في المنطقة بعيدا عن السلاح والنياشين، لكنه اختار ذات الشوكة، ليكون لاحقا أحد أهم الأسماء وأكثرها غموضا في المؤسسة العسكرية. الرجل الغامض..
يحيط الجنرال محمد ولد الغزواني نفسه بهالة من الغموض، بعيدا عن الأضواء، بعيداعن التصريحات رغم قوة موقعه السياسي والأمني في موريتانيا لكن جميع من يعرفون الرجل يتحدثون عن صفات أساسية أهمها: - أنه كتوم جدا، ومنزو وبعيد عن الأضواء وحريص على أن لا يزيد علاقاته وأن لا يوطدها مع الآخرين، ويقول بعض العارفين بالرجل أنه لا يملك علاقات نخبوية واسعة وإن كانت له علاقات نوعية مع عدد من النخب الفاعلة وفي ذات السياق لا يتمتع الرجل بعلاقات إيجابية داخل مجموعته القبلية وإن نظرت إليه الآن كرمز سياسي، إلا أنهم يعتبرون أنه رجل " لا يفيد كثيرا في الوساطات ولا يخدم عشيرته بالشكل الكافي". ورغم أن "ظروف الرجل تحسنت كثيرا جدا" وأصبح من ملاك العقار الكبار في نواكشوط إلا أن ذلك "التحسن "كغيره من "تحسنات الفريق" محاط "بالسرية، والغموض والهدوء". 2- منفتح اجتماعيا : حريص على الظهور دائما بشكل أنيق يوهم بأن الرجل شاب أربعيني حتى وإن كان يخطو بالفعل بخطوات متسارعة إلى عقده السادس. 3- متدين يطيل المكث أحيانا بعد بعض الصلوات في المسجد وهو إمام للتراوايح في منزله خلال شهر رمضان المسيرة العسكريةدخل الفريق محمد ولد الغزواني المؤسسة العسكرية ضمن موجة كبيرة لأنباءالولايات الشرقية بعد وصول قادة من الحوضين ولعصابة إلى سدة الحكم في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري في1978 وفي العام 1980 اجتاز ولد الغزواني مسابقة للملازمين والتحق بالجيش الوطني. وواصل الرجل صعوده في المؤسسة العسكرية كضابط صف قبل أن يحصل على منحة للتدريب العسكري في المغرب وفي نفس الكلية التي درس فيها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز. خدم ولد الغزواني في عدة مناطق قبل أن يحصل في نهاية الثمانينيات على منحة للتكوين العسكري في العراق لعدة سنوات، مكنته من أن يكون خارج موريتانيا أثناء أزمة 1989 التي راح ضحيتها عدد كبير من الضباط الزنوج في موريتانيا بسبب التصفيات العرقية التي قادها ولد الطايع، كما مكنته أيضا من النجاة من التصفيات التي قادها الرئيس ضد الضباط البعثيين والتي طرد بموجبها 500 جندي وضابط بعثي. بعد عودته إلى موريتانيا عمل ولد الغزواني مرافقا خاصا لرئيس الجمهورية، قبل أن يحول لاحقا إلى رئيس لكتيبة الدبابات في نواكشوط، وهنالك أيضا سينقذه القدر من أزمة ثانية، حيث حصل على منحة سنة 2002 إلى الأردن وخلفه العقيد سيدي أحمد ولد الطايع على الكتيبة التي خرج منها قادة المحاولة الانقلابية في 2003 حينها اتهم الرئيس ولد الطايع ابن عمه سيدي أحمد بالتقصير وسوء الإدارة،وعاد ولد الغزواني من الأردن ليتولى رئاسة المكتب الثاني في الجيش ومستشارا خاصا لرئيس الجمهورية مكلفا بالأمن قبل أن يكون أحد العناصر الأساسية في انقلاب 3/8/2005 الذي أطاح بالرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع حيث تولى بعد الانقلاب إدارة الأمن العام في موريتانيا. استطاع الجنرال ولد الغزواني وصديقه محمد ولد عبد العزيز إبعاد قادةالجيش الكبار ليخلو لهما الجو وهكذا أيضا حصلا من الرئيس سيدي محمد ولدالشيخ عبد الله على رتبة جنرال قيل حينها إنها مكافأة على دعمهما له في الانتخابات. في داخل المؤسسة العسكريةتعززت قدرات المؤسسة العسكرية منذ 2005 وأصبح الجيش ، مؤسسة كبيرة متوزعة على عدة ألوية وقطاعات أخرى، بل تحولت إلى عدة جيوش وألوية ومؤسسات للتدريب وأخرى للهندسة العسكرية والمنشآت.
اللعب على التوازن الجهوييمكن القول إن الجنرال محمد ولد الشيخ ولد الغزواني يعزز بين الحين والآخر حضوره القوي في المؤسسة العسكرية باعتباره الآن أبا تحديث المنظومة العسكرية لموريتانيا، وفي المقابل يحيط الرجل نفسه بمجموعات كبيرة من كبار قادة الجيش المحسوبين عليه مناطقيا على الأقل، وباسثتناء إدارة أمن الدولة فإن أهم القطاعات الأمنية والعسكرية في موريتانيا تحت قيادة عناصر قوية مما يمكن تسميته بحلف الحوضين ولعصابة، ورغم ذلك فإن مؤسستين من أهم مؤسسات الجيش الموريتاني لا تزال خارجتين عن سلطة ولد الغزواني وإن كانت تتبعان له إسميا ويتعلق الأمر بكتيبة الحرس الرئاسي التي تمثل (حارس السلطة الأساسي والبوابة الأسرع نحو مقعد الرئيس)، إضافة إلى قيادة الطيران العسكري بقيادة العقيد محمد ولد لحريطاني المقرب اجتماعيا من الرئيس. كان ولد الغزواني قد أنقذ ولد لحريطاني من غضب الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل فترة، عندما قرر رئيس الجمهورية إقالة ولد لحريطاني وإبعاده، لكنه تراجع عن قراره بوساطة من ولد الغزواني، يقول العارفون بالثلاثة إن ولد الغزواني كان يعرف أن غضب ولد عبد العزيز ورضاه ظرفيان يخضعان لظروف المناخ، ولهذا قرر إسداء يد إلى الرجل المسيطر على قيادة الطيران العسكري.
صديقكم العزيز..لكل ودائعكم الأمنية في موريتانيا ثلاثة رجال فقط هم "الجنرال ولد الغزواني، والمرحوم با امباري، ومولاي ولد محمد الأغظف" يقول بعض الظرفاء إن أمانة الثلاثة دفعتهم إلى الحفاظ على "وديعة القصر الرئاسي" لمدة أشهر حتى يعود الرئيس محمد ولد عبد العزيز من رحلة العلاج بعد الرصاصة ويستلم الرئاسة وقصرها. ويقول العارفون بالرجلين إن ولد الغزواني يكن محبة خاصة تبلغ حد التصوف في شخص رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، فيما يملك الآخر ثقة كاملة في ولد الغزواني، وبين الثقة والمحبة يبقى الثنائي " عزيز – غزواني" أهم عنصرين في ثابت ومتغير السياسة في هذا المنكب البرزخي منذ أكثر من 8 سنين. |