ولد الغزواني : صديق الرئيس ورجل الجيش الأنيق (بورتريه) |
الخميس, 02 يناير 2014 14:40 |
الرجل الغامض..
يحيط الجنرال محمد ولد الغزواني نفسه بهالة من الغموض، بعيدا عن الأضواء، بعيداعن التصريحات رغم قوة موقعه السياسي والأمني في موريتانيا لكن جميع من يعرفون الرجل يتحدثون عن صفات أساسية أهمها: - أنه كتوم جدا، ومنزو وبعيد عن الأضواء وحريص على أن لا يزيد علاقاته وأن لا يوطدها مع الآخرين، ويقول بعض العارفين بالرجل أنه لا يملك علاقات نخبوية واسعة وإن كانت له علاقات نوعية مع عدد من النخب الفاعلة وفي ذات السياق لا يتمتع الرجل بعلاقات إيجابية داخل مجموعته القبلية وإن نظرت إليه الآن كرمز سياسي، إلا أنهم يعتبرون أنه رجل " لا يفيد كثيرا في الوساطات ولا يخدم عشيرته بالشكل الكافي". ورغم أن "ظروف الرجل تحسنت كثيرا جدا" وأصبح من ملاك العقار الكبار في نواكشوط إلا أن ذلك "التحسن "كغيره من "تحسنات الفريق" محاط "بالسرية، والغموض والهدوء". 2- منفتح اجتماعيا : حريص على الظهور دائما بشكل أنيق يوهم بأن الرجل شاب أربعيني حتى وإن كان يخطو بالفعل بخطوات متسارعة إلى عقده السادس. 3- متدين يطيل المكث أحيانا بعد بعض الصلوات في المسجد وهو إمام للتراوايح في منزله خلال شهر رمضان المسيرة العسكريةدخل الفريق محمد ولد الغزواني المؤسسة العسكرية ضمن موجة كبيرة لأنباءالولايات الشرقية بعد وصول قادة من الحوضين ولعصابة إلى سدة الحكم في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري في1978 وفي العام 1980 اجتاز ولد الغزواني مسابقة للملازمين والتحق بالجيش الوطني. وواصل الرجل صعوده في المؤسسة العسكرية كضابط صف قبل أن يحصل على منحة للتدريب العسكري في المغرب وفي نفس الكلية التي درس فيها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز. خدم ولد الغزواني في عدة مناطق قبل أن يحصل في نهاية الثمانينيات على منحة للتكوين العسكري في العراق لعدة سنوات، مكنته من أن يكون خارج موريتانيا أثناء أزمة 1989 التي راح ضحيتها عدد كبير من الضباط الزنوج في موريتانيا بسبب التصفيات العرقية التي قادها ولد الطايع، كما مكنته أيضا من النجاة من التصفيات التي قادها الرئيس ضد الضباط البعثيين والتي طرد بموجبها 500 جندي وضابط بعثي.
استطاع الجنرال ولد الغزواني وصديقه محمد ولد عبد العزيز إبعاد قادةالجيش الكبار ليخلو لهما الجو وهكذا أيضا حصلا من الرئيس سيدي محمد ولدالشيخ عبد الله على رتبة جنرال قيل حينها إنها مكافأة على دعمهما له في الانتخابات. في داخل المؤسسة العسكريةتعززت قدرات المؤسسة العسكرية منذ 2005 وأصبح الجيش ، مؤسسة كبيرة متوزعة على عدة ألوية وقطاعات أخرى، بل تحولت إلى عدة جيوش وألوية ومؤسسات للتدريب وأخرى للهندسة العسكرية والمنشآت.
اللعب على التوازن الجهوييمكن القول إن الجنرال محمد ولد الشيخ ولد الغزواني يعزز بين الحين والآخر حضوره القوي في المؤسسة العسكرية باعتباره الآن أبا تحديث المنظومة العسكرية لموريتانيا، وفي المقابل يحيط الرجل نفسه بمجموعات كبيرة من كبار قادة الجيش المحسوبين عليه مناطقيا على الأقل، وباسثتناء إدارة أمن الدولة فإن أهم القطاعات الأمنية والعسكرية في موريتانيا تحت قيادة عناصر قوية مما يمكن تسميته بحلف الحوضين ولعصابة، ورغم ذلك فإن مؤسستين من أهم مؤسسات الجيش الموريتاني لا تزال خارجتين عن سلطة ولد الغزواني وإن كانت تتبعان له إسميا ويتعلق الأمر بكتيبة الحرس الرئاسي التي تمثل (حارس السلطة الأساسي والبوابة الأسرع نحو مقعد الرئيس)، إضافة إلى قيادة الطيران العسكري بقيادة العقيد محمد ولد لحريطاني المقرب اجتماعيا من الرئيس. كان ولد الغزواني قد أنقذ ولد لحريطاني من غضب الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل فترة، عندما قرر رئيس الجمهورية إقالة ولد لحريطاني وإبعاده، لكنه تراجع عن قراره بوساطة من ولد الغزواني، يقول العارفون بالثلاثة إن ولد الغزواني كان يعرف أن غضب ولد عبد العزيز ورضاه ظرفيان يخضعان لظروف المناخ، ولهذا قرر إسداء يد إلى الرجل المسيطر على قيادة الطيران العسكري.
صديقكم العزيز..
ويقول العارفون بالرجلين إن ولد الغزواني يكن محبة خاصة تبلغ حد التصوف في شخص رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، فيما يملك الآخر ثقة كاملة في ولد الغزواني، وبين الثقة والمحبة يبقى الثنائي " عزيز – غزواني" أهم عنصرين في ثابت ومتغير السياسة في هذا المنكب البرزخي منذ أكثر من 8 سنين. |