اسلكو ولد ازيد بيه .. رياضي لصناعة الأزمات السياسية " ابروتريه " |
الأحد, 16 مارس 2014 13:59 |
يستعيد السياسي المقرب جدا من رئيس الجمهورية إسلكو ولد أحمد ازيد بيه شيئا من ألقه بعد وصوله إلى رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ومسح الطاولة بالرئيس السابق محمد محمود ولد الأمين وجماعته "الملتحية"، إضافة إلى ترشيحه لإدارة مصنع السكر الموريتاني السوداني وهو المنصب الذي رشح له ولد محمد الأمين قبل أن تأمره السلطة بحزم الحقائب استعدادا للعمل سفيرا لموريتانيا في السعودية. لكن مصنع السكر ليس أهم شيئ في حقيبة حياة ولد إسلكو لحد الآن، فلم تكن سنواته التي تتعثر في عقدها الخامس سكرا دائما، كما لم يكن أداؤه في المؤسسات التي أدراها أو زارها سكرا ولا عسلا، كانت شيئا من كذل لك ..سمكا لبنا تمرا هنديا .أزمات ..جراحا، ومؤامرات ...وثقة مطلقة من رئيس الجمهورية. قبل هذا وذاك كان إسلكو قد التقط صور الحياة الأولى في أقصى مناطق الشرق الموريتاني، ابنا لأسرة مهاجرة من ولاية إنشيري ومسارب تيرس. التحق إسلكو ولد أحمد إزيد بيه بالمدرسة الابتدائية في مقاطعة آمرج وذلك بمبادرة من أحد الجيران والوجهاء في حيه بعد ما لاحظ مستوى الذكاء عند الطفل ولد أحمد إزيد بيه. ختم ولد إزيد بيه الفترة الابتدائية متوفقا، لكن بعض الوجهاء في آمرج حاولوا منعه من الرتبة الأولى قبل أن يتدخل السيد الشيخ ولد بيبه الذي أصر على إنصاف ولد ازيد بيه، وقد كافأ الرجل مكرمة ولد بيب حيث منحه تأشرة للحج بعد وصوله إلى منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية. بين الإبتدائية في آمرج وإدارة ديوان رئيس الجمهورية سنوات كثيرة وأحوال متعددة، صرفن إلى الشراء والابتياع. عبقري الرياضيات يحمل الدكتور إسلكو ولد ازيد بيه شهادة الدكتوراه في الرياضيات، وقد درسها في موريتانيا والإمارات بعد أن درسها في فرنسا، كما حصل على جائزة شنقيط عن كتاب له في علم الرياضيات وفي غربته من أجل الرياضيات ربطت ولد أحمد إزيد بيه علاقة حب بشابة إيطالية سرعان ما ترقى الأمر إلى زواج، زارت السيدة الإيطالية موريتانيا قبل أن تعود إلى بلادها مع طفليها ذوي الجنسية الإيطالية الآن، وتركت الدكتور .يغني "طار الحمام ..طار الحمام" وفي ذات الغربة ربط ولد إزيد بيه علاقات قوية مع الطبعة الأكثر تطرفا من اليسار الموريتاني وهي حركة "ضمير ومقاومة"، ومع نهاية الحقبة الطائعية عاد ولد إزيد بيه إلى موريتانيا ليلتحق بآخر حلقات الحزب الجمهوري والأحزاب القريبة منه. بدأ مساره السياسي بالتقرب إلى رئيسة حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والوحدة الناها بنت مكناس، المكلفة حينها بمهمة في رئاسة الجمهورية، قبل أن تقطع الأقدار حبل التقارب مع حزب بنت مكناس بسبب الانقلاب، ليمم – شأن كثير من السياسيين – وجهه إلى تكتل القوى الديمقراطية، لينشط في حملته السياسية في آمرج، وهنالك استطاع الرجل أيضا تجنيد عدد من الشباب والشابات في ولاء سياسي انتقل لاحقا ليأخذ أبعادا أمنية واستخباراتية. استطاع ولد إزيد بيه الوصول إلى رئاسة الجامعة بعد أن فاز على منافسه ولد حوبه تحت رعاية لجنة برئاسة المدير الحالي للديوان أحمد ولد باهية، وسرعان ما كافأ ولد إزيد بيه زميله ولد باهية، بتعيينه مستشارا له. وخلال إدارته لرئاسة الجامعة، ظل ولد إزيد بيه في صراع مفتوح مع الوزيرة السابقة للتعليم السيدة نبغوها بنت حابه، التي كثيرا ما شكت من التقارير والشكايات التي يكتبها ولد إزيد بيه من النقابات الطلابية وحتى من الأساتذة. على رأس المساندين تنفس ولد إزيد بيه الصعداء بعد الإطاحة بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، فلم يعد ملزما بمراجعة بنت حابة في كل شيئ،ليخرج لاحقا في مسيرة طلابية شارك فيها عدد من ممثلي النقابات الطلابية، ليؤدوا التحية والمساندة للقادة العسكريين الجدد في البلد. وبسرعة وطد ولد إزيد بيه علاقاته مع الجهاز العسكري الجديد ورئيسه محمد ولد عبد العزيز، حيث كان ولد إزيد بيه هو من اقترح تعيين أحمد ولد باهية وزيرا للتعليم لاحقا. رجل لصناعة الأزمات حمل ولد إزيد بيه في إدارته للجامعة على طرفين، أولهما المحسوبون على سلفه محمد ولد سيديا ولد خباز، والثانية كانت مع الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا المحسوب على التيار الإسلامي. أخذ ولد إزيد بيه على عاتقه إبعاد كل الذين جاء بهم ولد خباز وخصوصا المنتمين أصلا إلى قطاعات غير التعليم الجامعي، فيما بدأ حربه مع الاتحاد الوطني بإنشاء واحتضان مؤسسات نقابية أخرى، واعتماد أجنحة طلابية كان من أبرز ها حينئذ كل من طارق ولد نوح، ومحمد ولد الشيخ ولد امخيطير المعتقل حاليا بسبب الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم. لينفجر الأمر لاحقا بعد زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لجامعة والاستقبال "الخاص" الذي حظي به فخامته على يد الطلاب الغاضبين المناوئين للانقلاب. قبل الزيارة عمل ولد إزيد بيه خلال اجتماع عقده مع قادة عدد النقابات الطلابية دعاهم إلى أن يرفضوا حديث الأمين العام للاتحاد الوطني حينها الطالب محمد محمود ولد عبد الله. لاحقا أخذ ولد إزيد بيه على نفسه العهد بالانتقام ليوم إهانته وإهانة رئيس الجمهورية، لتتوجه إليه لاحقا اتهامات عديدة بتدبير الأزمة العنصرية التي كادت تعصف بالأمن الاجتماعي. بدأت الأزمة بوضع لائحتين انتخابيتين في أحد مكاتب التصويت في كلية التقنيات، تتناقضان بعض الشيئ، لتندلع أزمة ـ بدا أنها كانت أقرب إلى التدبيرـ وتغرق الجامعة في أزمة غير مسبوقة، سالت فيها دماء كثيرة، وانتهت بحل أغاظ ولد إزيد بيه كثيرا. لاحقا كافأ ولد إزيد بيه اثنين من الطلاب الزنوج الناشطين حينها في تلك الأحداث بمنحة لأحدهما إلى تونس وتعيين الثاني ملحقا إعلاميا برئاسة الجمهورية. رئيس الخلية أدار ولد إزيد بيه بجدارة الخلية الإعلامية لرئاسة الجمهورية والتي ضمت عددا من الكتاب الصحفيين تم ترحيل عدد منهم لاحقا إلى وزارة الإعلام، وقد دخلت الخلية في سجالات قوية مع بعض الصحفيين الموريتانيين، كما ظلت لفترة طويلة توزع الشتائم والسباب في مقالات موقعة بأسماء مستعارة على عدد من السياسيين ورموز المجتمع الموريتاني. في آخر حلقات تألقه السياسي يصل ولد إزيد بيه إلى رأس الحزب الحاكم ليحل محل محمد محمود ولد محمد الأمين المحسوب على الجنرال الغزواني، ماهو مؤكد أن الحزب سيكون في ظل رئيسه الجديد على موعد مع خطوات "غير محسوبة". |