أحمد ولد داداه ..أشواق القصر وأشواك الفرصة الأخيرة |
الثلاثاء, 21 سبتمبر 2010 10:41 |
اعتبر الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله إن منافسه ولد داده يسعى بكل قوة إلى الإطاحة به حتى يتمكن من الوصول إلى الرئاسة نظرا لأن عامل الزمن يدق يحول بينه وبين ذلك إذا أكمل ولد الشيخ عبد الله مأمورية السنين الخمس. بحسب أنصار التكتل فقد فاز ولد داداه في انتخابات 1992 وبحسب معارضيه فقد حصل على نسبة معتبرة في تلك الانتخابات يصعب أن يحصل عليها مرة أخرى،وخصوصا هذه المرة التي قد تمكنه من الوصول إلى كرسي الرئاسة أو كرسي التقاعد السياسي. أحمد ولد محمدن ولد داداه،أحد الأسماء اللامعة في التاريخ السياسي المعاصر لموريتانيا،كما أن اسم ذلك الطفل الذي ولد رسميا في 7أوت1942 في إحدى ضواحي مدينة بوتلميت لم يكن اسما نكرة في بيئته فهو ابن الرجل الفاضل محمدن ولد داداه،وابن السيدة الصالحة حفصة بنت بابه ولد الشيخ سيديا،وسيكون بعد 18 سنة لاحقة الأخ غير الشقيق لأول رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية الأستاذ المرحوم المختار ولد داداه. وكأبناء الأسر الاستقراطية في مدينة بوتلميت الداخلة إلى عالم الحضارة والتمدن الجديد،درس ولد داداه القرآن الكريم وبعض ما لايمكن لفتى مثله إلا أن يدرسه قبل أن يلتحق بالمدرسة الفرنسية،ويواصل تعليمه الجامعي ليحصل على ليسانس في الاقتصاد من جامعة السوربون في باريس سنة 1967، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد جامعة دكار. مناصب ما قبل الرئاسة في ما قبل مناصب الرئاسة تقلد الأستاذ أحمد ولد داداه عدة وظائف هامة في داخل موريتانيا وخارجها من بينها مستشار اقتصادي ومالي للرئيس الموريتاني من 1967 إلى 1968. أمين تنفيذي لمنظمة استثمار نهر السنغال من 1968 إلى 1971. مدير عام شركة الاستيراد والتصدير (سونمكس) من 1971 إلى 1973. محافظ البنك المركزي الموريتاني للفترة من 1973 إلى 1978. وزير المالية والتجارة سنة 1978 قبل أن يطيح العسكر بحكومة أخيه المختار ولد داداه في يوليو/ تموز 1978. استشاري مستقل ما بين 1983 و1986. خبير في البنك الدولي، موفد كمستشار لحكومة وسط إفريقيا من سنة 1986 إلى أواخر سنة 1991. إضافة إلى عشرات المناصب المتعددة في مؤسسات اقتصادية عربية ودولية. وبدأ النضال استجاب النظام الطائعي مكرها لضغوطات المعارضة،ولكنه استجاب أكثر لاشتراطات الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بربط الدعم الاقتصادي بالديمقراطية،لكن ولد الطايع العسكري العتيد لم يكن ليقبل منافسة مرشح الجبهة آنذاك مسعود ولد بلخير الخارج قبل سنوات قليلة من حكومة ولد الطايع تلاحقه نقمة عارمة من قادة النظام العسكري وتهم بسوء التسيير،فكان ولد داداه المرشح الأوفر حظا بين القيادات المعارضة،بعد عودته من جمهورية إفريقيا الوسطى( يقول خصوم ولد داداه إن القيادين اليسارين ببها ولد أحمد يوره وموسى فال أقنعاه بالعودة إلى موريتانيا،ومنازلة ولد الطايع،قبل أن يلتحقا بالحزب الجمهوري بعد هزيمة ولد داداه في الانتخابات الرئاسية) خاض ولد داداه انتخابات غير متكافئة مع نظام ولد الطايع مكنته من حصد نتائج معتبرة بلغت 33% من صافي أصوات الموريتانيين،بينما يؤكد أنصاره أنه فاز بنسبة كبيرة على منافسه ولد الطايع الذي لجأ إلى التزوير. رحلة السجن والنضال لم يصمد العصيان المدني كثيرا وشيئا فشيئا بدأ الهدوء يعم موريتانيا،وعاد كل فريقه إلى خندقه الطبيعي،وأسست أحزاب المعارضة اتحاد القوى الديمقراطية،برئاسة أحمد ولد داداه رغم معارضة واسعة قادها جناح حركة الحر ممثلا في زعيمه التاريخي مسعود ولد بلخير وتيار الحركة الوطنية ممثلا بمحمد المصطفى ولد بدر الدين. ليبدأ مسلسل نزيف داخلي حاد في الحزب الذي يوصف بأنه أكبر أحزاب المعارضة،خرج اليساريون وأسسوا حزب اتحاد القوى الديمقراطية ب محتجين على ديكتاتورية ولد داداه كما يصفونها ومشككين في شرعية رئاسة للحزب،وظلت الداخلية الرسمية تتعامل مع حزبين يحملان نفس الاسم لحاجة في نفس ولد الطايع. لاحقا في سنة 1994 خرجت حركة الحر وزعيمها مسعود ولد بلخير ليؤسس حزب العمل من أجل التغيير،ولاحقا سنة 2003 خرج الإسلاميون،وبين هؤلاء وأولئك خرجت جماعات متعددة جدا من القوميين العرب والزنوج ومن الأطر والمستقلين،وفي المقابل ظل الحزب يستقطب أقطابا آخرين. بحسب ولد داداه شخصيا فإن المنسحبين جميعا استعجلوا قطف الثمار وذهبوا باتجاه السلطة،وبحسب المنسحبين جميعا،فإن ولد داداه يحكم الحزب بقبضة من حديد وبشخصية مزاجية بالغة الديكتاتورية. ترشح ولد داداه لاحقا للانتخابات الرئاسية سنة 2003 وحصل على نسبة ضئلة جدا لم تتجاوز 6.8 من أصوات الناخبي،وعاد ولد داداه سنة 2007 إلى واجهة الحراك السياسي بعد أن ظل لعدة أشهر بعد الإطاحة بولد الطايع المرشح الأكثر حظوظا في الرئاسة،قبل أن يبرز اسم سيدي ولد الشيخ عبد الله ويختطف الكرسي البراق،بتقدير جماهيري وصل نسبة 53% مقابل 74% لمنافسه ولد داداه. رغم أن ولد داداه حصل على دعم معتبر من عدد كبيرمن قوى المعارضة،فإن مشكلته الكبيرة حسب هؤلاء ’’ أنه فشلوا في تقديم ولد داداه على أنه الخير كله مقابل مرشح العسكر الذي ينتظر أن يمثل الشر كله،نتيجة لأن المواقف والأشخاص كانت متقاربة،حيث انتشر رموز الفساد والمطبعون في المعسكرين،وكان ولد داداه أقل حدة تجاه التطبيع من منافسه سيدي ولد الشيخ عبد الله.اعترف ولد داداه بالنتائج وهنأ منافسه وكرر اتهام العسكر بعدم الحياد أكثر من مرة،لكنه ظل يدعو بشكل متواصل رئيس الجمهورية ولد الشيخ عبد الله إلى الاستقالة. وجاء الانقلاب توطدت علاقة ولد داداه بمنافسه الحالي ظابط الاحيتاط محمد ولد عبد العزيز بعد الانقلاب العسكري،وبحسب ولد عبد العزيز فقد ,,كانت هذه الشخصية التي تسمى أحمد ولد داداه أحد أبرز المحرضين على الإطاحة بولد الشيخ عبد الله’’ ومقابل ذلك أطلق ولد داداه لقب ’’الحركة التصحيحية’’على ثورة قصر تائهة لم تستطع خلال أسبوعها الأول الدفاع عن دوافعها ومبرراتها. لكن العلاقة ما لبثت أن عادت إلى أسوء حالة ممكنة،والذنب الوحيد الذي ارتكبه ولد عبد العزيز حسب خصوم ولد داداه هو أنه صارح زعيم المعارضة أنه ’’ سيترشح للرئاسيات وسينافسه في الانتخابات الرئاسية’’ عاد ولد داداه إلى حظيرة المعارضة وحصل على حصة مكافئة للجبهة المناوئة للانقلاب،ودخل الانتخابات بدعم مالي كبير جدا جعله يطل على الجماهير من طائرة أجرها بعض رجال الأعمال الداعمين له،ولكن أيضا يطل ولد داداه بجمهور عريض يعتقد أنه سيوصله إلى كرسي الرئاسة. بدأت رحلة الصيف والشتاء تجاه ولد داداه،ورغم ذلك لايزال ولد عبد العزيز يصرعلى أنه سيهزم الثمانية بما فيهم ولد داداه في الشوط الأول. الأغرب بالنسبة لولد داداه أن يتهم بأنه ’’ مفسد وناهب للمال العام’’ وبخصوص إذا تعلق الأمر بمؤسسة المعارضة،ومع ذلك يصر ولد عبد العزيز على أنه يملك الوثائق الدامغة.
عرف ولد داداه السجن والإقامة الجبرية في وقت مبكر من 1978 بعد الإطاحة بالرئيس المختار ولد داداه إلى سنة 1982 وفي فترت متعددة أخرى حيث سجن في يناير سنة 1995 ليفرج عنه فبراير وليشكل جبهة أحزاب معارضة مع أحزاب أخرى قاطعت انتخابات 1997م ، ليعتقل في بومديد 1998 رفقة محمدن ولد باباه والمحامي محمذن ولد اشدو في موضوع نفايات إسرائيل حتى 17 يناير 1999، كما اعتقل في ابريل 2000 بتهمة الدعوة للعنف بعد مطالبته فتح تحقيق في الأحداث العرقية في الثمانينات والتسعينات، وتم حل حزبه اكتوبر سنة 2000 لينشئ حزبه الحالي وانتخب رئيسا له في يناير 2002 وظل يشغل رئاسته لحد الساعة. اعتقل ولد داداه لاحقا نسة 2004 عقب الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها بمفرده بعد أن انحازت أعلب القوى المعارضة إلى الرئيس السابق محمد خونه ولد هيداله،واتهم ولد داداه رفقة هيدالة وحابه ولد محمد فال والشيخ ولد حرمه بربط صلات مع تنظيم فرسان التغيير وزعيمه صالح ولد حنناوحكم عليه بخمس سنوات قبل أن تسقط عنه التهمة ويطلق سراحه على الصعيد الشخصي يوصف ولد داداه بالرجل الحافظ المواظب على الصلوات والشعائر الفردية،كثير التلاوة للقرآن الكريم،صبور جدا لكنه حاد أيضا كثير وعصبي يغضب أثناء المؤتمرات الصحفية ويسب الصحفيين،يصفه خصومه بالديكتاتور الذي لم يمارس الديمقراطية داخل حزبه ولا مع شركائه في المعارضة. يعصب التكهن بحظوظ أحمد ولد داداه ..هي كبيرة جدا لكنى حكم المنافسة أكبر وهامش المناورة بالنسبة له بات أكثر ضيقا لكن هامش العمر القانوني الذي يمنح فرصة لاحقة للترشح بات هو الآخر شبيها بهامش المناورة. أشواق القصر الرمادي بات رأي عين والأمور مقادير في كل حال وقديما قال أهل التصوف فرق كبير بين القاصد والمجذوب وليس الشأن أن تحب ولكن أن الشأن أن يكون له حظ فيما تحب
أحمد ولد داداه ,, ولد ازوايه’’ محترم يحفظ الشعر لكن كثيرين يؤكدون أن أكثر ما يمكن أن يتغنى به ولد داداه خصوصا أثنثاء الانتخابات ابيات رائعة ظل المتصوفة يديرون لها الرؤوس طربا ليس الله يعلم أن قلبي ... يحبك أيها البرق اليماني وأهوى أن أعيد إليك طرفي ... على عدواء من شغل وشان نظرت وناقتاي على تعاد ... مطاوعتا الأزمة ترحلان إلى ناريهما وهما قريب ... تشوقان المحب وتوقدان وهيجني بلحن ,,أعجمي,,... على غصنين من غرب وبان فكان البان أن بانت سليمى ... وفي الغرب اغتراب غير دان أليس الليل يجمع أم عمرو ... وإيانا فذاك بنا تدان بلى ونرى الهلال كما تراه ... ويعلوها النهار كما علاني فما بين التفرق غير سبع ... بقين من المحرم أو ثمان
|