ولد عبدالعزيز :فى الضوء بأي ثمن |
الأحد, 28 نوفمبر 2010 00:51 |
الرجل الخمسيني الكتوم والهادي طيلة أكثر من ثلاثين سنة في الخدمة العسكرية تكشف عن عاصفة من المواقف والتصريحات واستطاع بقوة أن يحافظ طيلة العام 2009 على موقعه وسط دائرة الضوء. محمد ولد عبد العزيز الذي أكمل مع نهاية العام 2009 ثلاثا وخمسين سنه من مسيرته في الحياة وأكثر من سنة في الحكم عبر حقبة عسكرية مضطربة ومثيرة للجدل،وأخرى مدنية لاتقل إثارة عن سابقتها،لم تمنحه الشرعية حسب قادة المعارضة وأنصارهم ولم تغير من كونه عسكريا انقلب على رئيس مدني ثم انقلب على صناديق الاقتراع،أما بالنسبة للأغلبية الرئاسية وأحزاب أخرى معارضة أو مساندة،فقد حاز الرجل على ثقة الجماهير واستطاع هزيمة المعارضة. دخل ولد عبد العزيز العام 2009 قادما من صراع سياسي وأمني كبير بعد رفض المعارضة التسليم له بالأمر الواقع،وقبول الإطاحة بالرئيس ولد الشيخ عبد الله،لكنه استطاع بعد ذلك دخول العام عبر بوابة تجميد العلاقات مع الكيان الصهيوني عندما أعلن من الدوحة في 16/1/2009 عن موقف جديد باتجاه العلاقات مع الكيان الصهيوني قوبل بارتياح واسع من الشعب الموريتاني. واصل الرئيس ولد عبد العزيز الاستقرار في دائرة الضوء،وإثارة أضواء متعددة في كل الاتجاهات جعلت منه الشخصية المحورية داخل الفريق الحاكم،على الصعيد السياسي،مقصيا بخرجاته الإعلامية وتصريحاته النارية كل وجوه الأغلبية ورموزها. ولد عبد العزيز استطاع أيضا حجب الأضواء عن أفراد حكومته،وعن مساعديه العسكريين،وفي الحالات القليلة التي يظهر فيها هؤلاء فإن الأمر في الغالب يتعلق بتنفيذ ’’ وعد للرئيس’’ أو في حالة اتهام منه لقطاع أو مجموعة بالفساد. استطاع ولد عبد العزيز تحقيق بعض أهدافه السياسية خلال العام 2009،لكنه أيضا واجه مشكلات كثيرة،أغلبها مما كان ينقمه على الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله. يولي الرئيس ولد عبد العزيز اهتماما خاصا بالبنى التحتية وشق الطرق،كما يسعى بشكل جدي إلى إنهاء ’’مشكل التقري العشوائي’’ يسعى إلى إقامة مدن عصرية، سواء في نواكشوط أو في المدن الداخل،يؤكد للجميع أنه أمين ونزيه. يستقبل ولد عبد العزيز العام 2011 بسلسلة إنجازات كبيرة ومعتبرة،على عدة مستويات وبوعود دولية كبيرة بالحصول على تمويلات معتبرة، يستقبله كذلك بأزمة اجتماعية خانقة جدا،حيث بدأت نار الأسعار تحرق جيوب الآلاف من الفقراء،إضافة إلى مواجهة مفتوحة مع التنظيمات الجهادية المسلحة،رغم أن النظام لايزال يصر على نجاعة خطه الأمني والفكري في مواجهة الإرهاب والإرهابيين. ولد عبد العزيز لايولي اهتماما كبيرا بالحوار مع معارضيه،لكن يولي اهتماما أكثر لاستدراجهم وتمزيق وحدتهم الداخلية قبل كل شيء،ومن أجل ذلك يحاور كل حزب على حده. لا يزال ولد عبد العزيز الشخصية الأقوى داخل المؤسستين السياسية والعسكرية للنظام الحاكم،يولي اهتماما كبيرا لأمنه الخاص،ويستعين بزملائه السابقين وعدد كبير من أنصار العقيد معاوية ولد الطايع. يحارب الفساد بدون هوادة،ولكن خصومه يؤكدون أن تلك الحرب شكلية،وتستهدف الخصوم،وتفقد فاعليتها عندما تتعلق بمقربيه،كما أنه منح أقاربه ومحيطه الاجتماعي امتيازات غير محدودة،وعمل طوال السنتين الماضيتين على زرعهم بشكل تام في أغلب مفاصل الدولة. بحسب الإعلام الرسمي فإن التاريخ الموريتاني يتألف لحد الآن من فقرتين اثنتين هما ’’خطاب الاستقلال الذي ألقاه الأستاذ المختار ولد داداه،..ليغفو الزمان..إغفاءة طويلة قبل أن يستيقظ على وقع ’’التغيير البناء ’’ الذي قاده ولد عبد العزيز في 6/8/2008 ،لقد كان المختار ولد داداه بداية التاريخ السياسي لموريتاني ..فهل يكون الآخرون ’’نهاية التاريخ’’ |