أبناء مغلاها لا يحسون كثيرا بالمأساة التي يعيشونهاليس لمغلاها الآن من متاع الدنيا إلا هذا الكوخ المهترئ وهذا الخباء الأبيض الصغير الذي نالته صدقة من أحد المحسنين، بعد أن اعتدت عليها أسرة من جيرانها بأنواع شتى من الإهانة والظلم، كما تقول هي وبعض جاراتها.

فيما يقدم والد الأسرة المتهمة نفسه على "أنه شريف من قبيلة بني فلان، ويناشد الجميع تقوى الله تعالى .. وترك هذا الذي قسمته الدولة على حاله".

وفيما كان الرجل المسن يطالبنا بالتقوى كانت سيدة أخرى تخاطبه" اتق الله أنت ..عجوز ويجب أن تتقي الله في الظلم الذي تمارسه".

وأمام كوخ صغير نصبت مغلاها خباء صغيرا جدا في منطقة العمود 19 أو ما يعرف بمنطقة شرقي " بقالة الأسكندرية"، تأوي مغلاها إلى كوخها المهترئ، ويأوي جيرانها – الذين تتهمهم باغتصاب أرضها – إلى منزل حديث البناء، وساحة واسعة، تقول مغلاها إن أجزاء كبيرة من تلك الساحة، هي "أرضي المغصوبة".

تقول مغلاه إن جيرانها اعتدوا على أرضها وحصلوا مقابل ذلك على دعم من متنفذين في السلطة، رغم ما لديها من إفادات وأوصال بملكيتها للأرض من قبل الهيئة المكلفة بتأهيل القطع الأرضية.

تستعرض مغلاها عددا كبيرا من الأرواق والوثائق التي تثبت ملكيتها للأرض، حسب دعواها، قبل أن تسيل دموعها، وترفع الشكوى "أريد رفع الظلم...من الله تعالى ..ومن المسلمين ومن الرئيس وكل من يستطيع رفع الظلم عني".

علاج بدائي للطفلتقول مغلاها " إنها تعرضت للضرب المبرح على يد جيرانها، كما قام أحد أفراد تلك الأسرة بعضها في الأصابع، قبل أن يرمي ابنها الرضيع أرضا"، وعن  العلاج المدفوع الثمن تستعيض مغلاها بربط شريط قماشي على صدر ابنها لعل ذلك يساعد في بعض العلاج وإن كان ساذجا وبسيطا

ونقلت مغلاها ابنها إلى المستشفى، لكنها عادت به إلى المنزل بعد أن عجزت عن سداد ثمن " اسكانير" الذي طلب الطبيب إجراءه للطفل.

الطفل من جهته قصة ألم أخرى، فوالده فارق أمه قبل أن يخرج هذا الطفل إلى عالم الأحياء، وربما أيضا لم يٍسأل عنه منذ ذلك الحين.