الخميس, 06 ديسمبر 2012 16:16 |
الطفلة فاطمةلم تكن فاطمة تدري - وهي تخرج للوجود- أن هناك مرضا سيرافقها ويجعلها حبيسة الفراش والمنزل برهة من الزمن، ولم يضع والداها في الحسبان وهما يستعدان لاستقبال مولود جديد تملأ ضحكاته أرجاء منزلهما المتواضع أن فرحتهما ستبقى مؤجلة إلى أجل غير مسمى.
فاطمة ذات الأعوام الثلاثة لم تمهلها إصابتها بمرض تضخم الجمجمة وقتا لتجد طعما للحياة، فعلى الرغم من أن الطفلة ـ كما تروي لنا أمها "بنتو"ـ مرت بأشهر الحمل وفترة الولادة دون أن تشعر بأي أعراض أو مضاعفات إلا أن الأشهر الأولى بعد الولادة كانت كفيلة بأن تبرز أعراض المرض المتمثلة في تضخم رأس الطفلة تضخما تدريجيا، وصاحب ذلك التضخم حمى و آلام حادة ونوبات بكاء هيستيرية.
بادرنا المستشفى ـ يضيف والد الطفلة ـ محمدن ولد عبد الرحمن- وأجرينا الفحوصات التي أظهرت أن المرض هو عبارة عن اختلالات هرمونية نتج عنها تجمع كثيف للسوائل داخل الجمجمة، وكانت العملية هي زرع لأنبوب داخل الجمجمة من أجل تصريف السوائل في باقي الجسم.
أجريت العملية بمعونة بعض المحسنين غير أن استجابة الطفلة للعلاج بطيئة جدا وهو ما فسره بعض الأطباء في داكار ـ في زيارة قامت بها الأم لمستشفى في داكار ـ بأنه ناتج عن تأخر في احتواء المرض قبل تفاقمه لأن المرض كان بالإمكان علاجه بسهولة لو أنه بودر بالعلاج، أما والحال هذه فإن إجراء عملية أخرى تكملة للعلاج ستكون باهظة الثمن.
نصحها الأطباء وبعض الأخصائيين باتباع نظام غذائي دقيق من أجل مساعدة باقي الجسم في النمو ليتمكن من امتصاص منسوب السوائل في وحتى يتقارب حجمه مع حجم الرأس، أصبحت الآن تزور المركز الوطني لتغذية الأطفال في دار النعيم وتيارت باعتباره الوجه الوحيدة التي توفر هذه الخدمة.
فاطمة الآن هي حبيسة الفراش في منزل بالحي الساكن لا تستطيع الجلوس إلا على كرسيها المتحرك، وهو فرصتها الوحيدة في رؤية العالم وما يحيط بها من أشياء رؤية أفقية، وبالرغم من ذلك لا تبخل فاطمة بابتسامة لا تفارق محياها عند رؤية كل قادم غير آبهة بحالتها الصحية التي أقعدتها.
تأمل والدتها في وجود منظمة دولية أو هيئة خيرية تتكفل بعلاج ابنتها في إحدى الدول ذات الوسائل الطبية المتطورة، لأن الأطباء الموريتانيين قد استنفدوا جميع محاولاتهم في علاج ابنتها شاكرة في الآن ذاته كل الذين ساعدوها في السابق وواسوها في محنتها. 22449989
|