سيدي الرئيس ,,, هذا رجائي
الخميس, 17 يناير 2013 18:22

بقلم /السّيد ولد الشريف محمد أحمد

altaltبسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النّبيّ الكريم وعلى اَله و صحبه بعد ..

أكتب لكم من باب "وتعاونوا على البر و التقوى" , وكذلك "من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته" ..
بداية أرجو أن يسعفكم الوقت و أن يتسع صدركم لقراءة هذا الرجاء .. حتى ولو من باب  ولابدّ من شكوى إلى ذي مودّة ... يُواسيك أو يُسليك أو يتوجّع

سيّدي , أنا المواطن السّيد ولد الشريف محمد أحمد .. كُتب عليّ (مثل أغلبيّة الموريتانيّين في الخارج) السّعي والمُكابدة لأتمكّن من الحصول على شهادة تؤمن لي العيش الكريم في وطني أو توفير مبلغ يساعدني على الوصول إلى مبتغاي , فكما تعلمون
بالعلم والمالِ يبني الناسُ مجدهمُ .. لا يُبتنى المجدُ في جهل و إقلالِ
المهم سيّدي , استقرّ بيَ النوى في جنوب افريقيا في جوهانيزبورغ , لديّ إقامة عمل و أنوي الحصول على فرصة لإكمال دراستي إن شاء اللّه .
في 11أغسطس من عام 2011 , قدّر اللّه أنّني تعرّضتُ لعمليّة احتيال خسِرتُ على إثرِها سيارة كانت عندي وفيها بعض المستندات المهمّة و من ضمنها جوازسفري .. ذهبت إلى الشرطة وفتحت محضرا واحتفظت بنسخة عندي .. بعدها تحدّثت مع أحد الأصدقاء الموريتانيّين لديه تعامل مباشر مع السفارة الموريتانية هنا ليُسَاعدني في الحصول على جواز بدل فاقد , وسلّمته صورة من الجواز وكذلك صورة من المحضر فوعدني خيرا ثمّ بعد مدّة أخبرني أنّه سلّم ْموظف السفاره تلك الأوراق مع صور شخصية كنتُ قد أرفقتها مع الملف . وطال بي الإنتظار والرّجل يعطي الموعد بعد الاَخر , إلَى أن صدر قانون الجوَازات الجديد وتأكّد لي أنّه لابدّ من الذهاب إلى السفارة وذلك بعد ستّة أشهر من الإنتظار..قُمتُ بكتابة طلب إلى السفير وأرفقت معه تقرير البصمات وصورة من جوازالسفر وكذلك صورة محضرالشرطه(تجدونها في الملفّات المرفقه) وذهبتُ إلى السفارة مُكره و ذلك لأنّي أعرفهم فقد خذلوني أكثر من مرّه , رغم أنّني لم أطلب أكثر من حقيّ . ولكن:
ليس الشّفيعُ الّذي يأتيك مُتّزرا .. مثل الشفيع الّذي يأتيك عريانا
أعرفُ أحد الموريتانيّين (استقرّ به المقام الاَن في أنغولا) استطاع استخراج ثلاث جوازَات , واحدا بعد الاَخر وفي مدّة لاتتخطّى السبعة أشهر , كلّ ذلك لأنّ زوجة السفير اَن ذك من القرية الّلتي يسكن فيها أهله , وكان يُمنّي النفس بمنصب القائم بالأعمال الموريتاني في بوتِسوانا وليس لديه من الشهادَات سوى شهادة زوجة السفير اَن ذك أنّه من قريتها . جئتهم يومها لأطلب سنة إضافيّة على الجواز حيث أنّ فترة التّمديد الثانية قد شارفت على الإنتهاء ( بناء على التسهيلات اللّتي كانت تُقدّمها لنا القنصلية في مدينة جدّه , نظرا لما كُنّا نعَانيه من تعنّت و تعقّد القوانين السعوديه تجاه الوافدين, حيث كانوا يتصيّدون الهفوات , فكانت القنصليّة تساعدنا ما أوتيت إلى ذلك سبيلا , فجزاهم اللّه خيرا ) فكان ظنّي أنّ ذلك هو ديدن بعثاتنا الدبلوماسيّة في الخارج , ولم أكن أعلم أنّ
محمودهم همُّه المال يجمعهُ .. ومحمودنا همُّه جمع المحاميدِ
قال لي المحاسب أنّ السّفارة لاتملك صلاحية التّمديد , فطلبتُ منه
وبحضور أحد الموظفين  ( والّذي لايزال في السفارة إلى الاَن) أن أقدّم طلب الحصول على جواز جديد عن طريق السّفاره . فردّ عليّ بعفويّة و قال : إن أرسلت ملفّك عن طريقنا فسيضيع , ثمّ أردف ; الأفضل أن تتّصل بأهلك في المدينة المنوّرة وتطلب منهم المساعده . . كان ذلك أوّل يوم وطئت قدماي فيه السّفارة , فلم أشأْ أن يكون الأخير . فلم أزد على أن شكرتهما وخرجت .. بعدها كنت أزور السفارة فقط لإحياء عيدالإستقلال لاغير .
ولكن بعد ذلك التّسيّب(الّذي أدخلني مدخلا عسى اللّه أن يجعل لي منه مخرجا) تحتّم عليّ الذهاب إليهم. دخلت على القنصل الجديد و كان في غاية اللباقة جزاه الله خيرا . اعتذر بلطف و اخبرني أنّ كل مايمكنه فعله هو تسريح سفر وإذا أحببت أن يرسل ملفي إلى انواكشوط فعلى الرحب و السّعه ولكن عليّ ان لاأتوقّع أي رد لأنّ الأمور الان في يد مصلحة أداريّة لا علاقة لها بوزارة الخارجيّه .. فعدت أدراجي .
المشكلة سيّدي , أنّني وُضعتُ بين خيارين أحلاهما مر , فإمّا أن أظلّ على حالة السهل الممتنع حيث لاأستطيع تحريك ساكن و كل شيء موصد أمام ناظريْ , لاأستطيع الحصول حتى على ورقة إثبات إقامة من البنك , ناهيك عن تغيير رخصة القيادة من دولية إلى محليّه أو التّنقل من مدينة إلى أخرى فضلا عن الذهاب إلى الدّول المجاوره أو محاولة التسجيل في الجامعه أو حتى السير بطمأنينة أثناء التجوال داخل المدينه.. وإمّا أن أعود إلي الوطن وأخفُّ ضرر قد يترتّب على ذلك هو أن أصرف ماقيمته 1200دولار أي مايعادل 360000أوقيّه هذا على التذكرة فقط وعلى أقل تقدير . إضافة إلى أنّي عند استصدار الجواز يجب عليّ مراجعة السّفارة الجنوب أفريقيّه في انواكشوط و احضار صورة من الجواز الذي يحتوي على الإقامة و رسالة من الشركة التي أُصدرت الإقامة بناء على العقد الذي أُبرم معها و يجب أن يكتب رقم الجواز الجديد في تلك الرّسالة مع صورة للجواز الجديد طبعا . ثمّ بعد ذلك يُرسل الملف عن طريق السّفارة إلى أن يصل إلى وزارة الدّاخلية حيث يتم التأكّد من المعلومات وبعدها تتم الموافقة على طبع معلومات الإقامة على الجواز الجديد. هذه العملية تتِمّ هنا(ونحن على مرمى حجر من وزارة الدّاخليّه) على الأقل في ثلاثة أشهر وهذا مع المراجعة الدّؤوبه فكيف بمن هو في موريتانيا و ينتظر . تُرى على من ستقع اللائمة في ضياع أربعة أو خمسة أشهر مع المصاريف والتذاكر , أم أنّه يحسبُ الممطورُ أنّ كلا قد مُطر .
على المسؤولين في الدّولة الموقّرة الجلوس في الظل و إصدار القرارات التي لا استثناءات ولا رحمة و لا إنسانيّة فيها , و على الشعب أن يركع لها ولو على الجمر . سبحان اللّه .
إذا كانت أركان الاسلام فيها رُخص , ليست سُنن أو مندوبات و إنّما أركان و مُنزّلة من ربّ العزّة و الجلال سبحانه , حيث نجد في الركن الاول (إلّا من أُكرهَ و قلبُهُ مطمئن بالإيمان) . وفي الركن الثّاني (ليس عليكم جُناح أن تقصروا من الصلات إن خفتم)الاَيه . وفي الركن الثالث (واَتوا حقّهُ يومَ حصاده) فلو تلف قبل ذلك اليوم فلا زكاة فيه . وفي الركن الرّابع (فمن كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيّام أُخر و على الذين يُطيقونه فدية طعامُ مسكين) أمّا الخامس ففيه قول اللّه تعالى(لِمن استطاع إليه سبيلا) . أفلا يكون هناك استثناءات في قرارت الحكومة الموقرة .
سيّدي , أرجو أن لا يكون الموريتانيّون في الخارج أشقى الناس بالقوانين الجديده, ثمّ قبل الخوض في القوانين تُرى مالماَثر التّي تُدلّ بها الدولة علينا ! ألأنّها بدأت بتنظيف الطرق , تريد أن تنتهيَ بتعبيد الناس . تُرى مالمبرر , نحن وان كنا على دين الرّوهنغيا , فالدّولة ليست على دين البوذية , حتى الروس و في عنفوان إلحادهم لم يفرضوا على مواطنيهم قطع أكباد البُخت لِيحصلوا جوازات سفر . و إذا كان الصوماليون وهم من هم في التّناحر , لهم في كل دولة (توجد فيها جالية صومالية) مكتب يستصدر الجوازات وباستخدام اَخر التقنيّات . هذا ودولتهم ليس فيها حكومة منذ أكثر من عقدين . فكيف بدولة تجاوزت النّصف قرن في التّكوين وتُعتبر الثانية في العالم في انتاج الحديد الخام بعد البرازيل , و صاحبة ثاني أكبر منجم ذهب في العالم بعد جنوب أفريقيا , إضافة إلى أنّ خبراء الإقتصاد ذكروا أنّه بحلول2013 ستكون موريتانيا ثاني أكبر مُصدّر للنفط في أفريقيا بعد نيجيريا وكلنا يعلم بعد المسافة بينا وبين الدول المذكورة وفي كل شيء رغم أن كل الارقام في صالحنا ولكن
                            فما ينفع الاصل من هاشم .. إذا كانت النفس من باهله
وأعني هنا الحالة وليس اصحابها.
هذا ولم نتحدث عن الثروة السمكيّة أو الحيوانيّة وغيرها الكثير من الثروات الطبيعيّة والتيّ لو أُنفق عُشر ريعها على بناء الوطن لأصبحنا بلد الثلاثة ملايين مليونير حتى ولو بالعملة الوطنيّة . فسبحان اللّه كل هذا الخير ونحن عمود الإرتكاز في قائمة الدول الأكثر فقرا في العالم وبصفة دائمة.
رغم كل هذا الخير المنهوب على مدار أكثر من نصف قرن , لم يُجرّم الشعب شخصا بعينه بل رفع المؤونة عن الدولة مااستطاع إلى ذلك سبيلا . فالمواطن بعد الله سبحانه و تعالى يعتمد على دخله و جهده الذاتي في توفير مستلزماته كلها , إذا لم يجد عمل ذهب إلى أيّ دولة (مجاورة كانت أم نائية) للبحث عن عمل عن طريق الأقارب أو الأصدقاء , حتى الدراسة أو العلاج أو أيّ مجال اَخر , والسبب أنّنا تربّينا على أن نتّخذ الدولة صاحبا من بعيد ونحاول ألّانعتمد عليه إلّا في الحقوق التّي أوجب اللّه لكل منا على الاَخر , كإجابة الدعوة و التشميت و العيادة إلى باقي الحقوق الستّه الّتي للمسلم على المسلم . فكذلك بالنسبة للدولة لانكره أنفسنا على طلب العون من جهاتها المختصّة , إلاّ في الواجبات الّتي تعتبر من المُسَلّمات مثل تسهيل الحصول على جواز السفر للمواطنين .. هذا بالنسبة للعالم كلّه تحصيل حاصل , ليس هناك دولة على وجه الأرض تفرض على مواطنيها العودة من أقاصي البسيطة فقط للحصول على جواز سفر و إلّا فما الفائدة من صرف الملايين على افتتاح السّفارات .. أليس من واجب السّفارات رعاية مصالح شعوبها أم أنّ هذه الأبجديّات ليست في قاموس الدولة الموريتانيّه . أين وزارة شؤون المغتربين أم أنّها رضِيت من المراكب بالتعليق . أليس المغتربون شريحة من شرائح المجتمع لها حقوق مثلما عليها واجبات . أليس لها نُوّاب في البرلمان أو ممثّلون في مجلس الشّيوخ أم أنّ الموريتاني لا حقّ له في التّمتع بالمواطنة مثل بقيّة شعوب الأرض. سبحان اللّه
أحرام على بلابلهِ الدّوحُ .. حلال على الطير من كلّ لون
كلّنا نحبّ موريتان و كلّنا يتمنى أن يحي فيها ويموت , وكلّنا يعرف في قرارةِ نفسهِ أنّه موريتاني , سواء كان مقيما أو مهاجرا . ولكنّ السؤال هو ماالذي سيعود على الدّولة عندما تُكلّفنا مالانطيق و مالفائدة من الإفساد و تضييع الوقت علينا ! وإذا كانت السّفارات ليست في عير مسؤوليّة إعادتنا إلى أرض الوطن و لا في نفير الإحصاء , فمن الخير إقفالها وتوفير النّفقات أو على الأقل يصدرون جوازات من النسخ القديمة لمن هم في مثل حالتي كحل وسط لأنّ مستودع الجوازات لازال غاصا بتلك الشكليات أو الجوازات أو يتحمّلون عنّا نفقات السفر. إن كانوا حقاً وطنيون وحريصون على المصلحة الوطنية العامّة والّتي لايمكن أن تتمّ إلاّ بإلغاء كل الجوازات السابقة و إجراء إحصاء شخصي و وجها لوجه حتى يتسنى للمواطنين الحصول على الجواز الإلكتروني الذي يخرج من الظلمات إلى النور , رغم أنِه يمكن للمواطنين من أفقر الدول الإفريقية كملاوي
حيث تباع الفئران المشوية عند تقاطعات الطرق و في الأسواق العامه (ومن أراد الإستزادة فعليه كتابة مهنة بيع الفئران في ملاوي في اليوتيوب youtube ليرى تقرير البي بي سيBBC العربية المُصور) الحصول على نفس الجواز طيّب الذكر من أي قنصلية أو مكتب تمثيل لدولتهم و بهدوء لا جلجلة فيه
. ختاما , أسأل الكريم سبحانه أن يدلّكم على فعل الخير و يجزل لكم الثواب فقديما قيل
من يفعل الخير لا يُعدم جَوازيَه .. لا يذهب العُرفُ بين اللّه و النّاسِ
فلو قدّر اللّه و نوقِشت هذه القضية (أعني قضيّة المغتربين العالقين أو المحصورين في الخارج وأذكر على سبيل المثال الجالية في كل من أمريكا وانغولا والسعوديه وقِس على ذلك .. رغم أنّ الجاليه هنا في جنوب أفريقيا باستثناء الحاصلين على جوازات جنوب أفريقيه وهم ثلاثه .. فالجالية هنا مجرد ثلاثة أشخاص و أحدهم قدّم طلباً للحصول على تأشيرة أنغولية ونسأل الله له سفراً ميمونا .. فالذي أعنيه أن سفارتنا هنا لديها من الإنشغالات والمهام والتي تنوء عن حملها الجبال , ماجعلها تعجز عن تلبية طلب واحد قُدّم إليها , والذي أُجزم أنه لم يقدّم لها غيره منذ أن تمّ افتتاحها إلى الآن .. فسبحان الله
     يُغمى على المرء في أيّامِ محنته .. حتى يرى حسناً ماليسَ بالحسنِ)
  فإذا نوقِشت هذه القضية في البرلمان أو على أيّ منبر يُعنى بهموم الشعب , سواء أكان منبرا إداريا أو إعلاميا , تكون الرسالة قد وصلت وبعدها يفعل اللّه سبحانه و تعالى ما يشاء
     على المرء أن يسعى إلى الخير جُهدهُ.. وليس عليه أن تتمّ المطالبُ
   .. ومن يفعل الخير يُجزَ به
    وإذا امرؤٌ أهدى إليكَ صنيعة .. من جاهه فكأنما من ماله
فجزاكم الله خيرا على النشر و جزاكم الله خيرا على هذه المساعدة النبيله .

سيدي الرئيس ,,, هذا رجائي

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox