الخليفة ولد محمدن..في انتظار العلاج أو الموت "صــــــــــور"
الأربعاء, 13 فبراير 2013 15:56

ولد محمدن..وهو مسجى داخل المستشفى الوطنيولد محمدن..وهو مسجى داخل المستشفى الوطني"اربط انعايلك واركب سيارتك تماشي.."، بهذه الكلمات البعيدة من الإنسانية والتي تنعدم فيها القيم الدينية والاخلاقية، خاطب"شياخ"رئيس قسم الجراحة بالمستشفى الوطني الشيخ المسن لخليفة ولد محمدن الذي يعاني من كسور بالغة في الرقبة، بعد أن تبين للأطباء فشل عمليته الجراحية التي أجريت له بالمستشفى المذكور في يوم سابق، في هذه الأسطر سنروي لكم قصة ولد محمدن وهو لا يزال على سرير المعاناة.

 


بداية المأساة


بطاقة خروج من المستشفىبطاقة خروج من المستشفىفي يوم الثلاثاء الموافق:22-01-2013 على الطريق الرابط بين نواكشوط وروصو وعلى بعد 25 كلم من نواكشوط جرى حادث سير مروع راح ضحيته مجموعة من المواطينين الموريتانيين، كان الشيخ المسن لخليفة ولد محمدن من بين ضحاياه.
لم تنتهي مأساة ولد محمدن على إصابته بكسور بالغة في الرقبة، بعد تعرض للحادث المذكور، بل امتدت مأساة الرجل إلى أن شملت زوجته خديجة بنت أحمدو التي لقيت حتفها وهي أحد الركاب الآخرين.
لقيت بنت أحمدو حتفها بعد أن وصلت المستشفى الوطني وأمضت5ساعات في الحالات المستعجلة دون أبسط عناية من الأطباء والجراحين.يقول ولد محمدن.
لو وجدت بنت أحمدو عناية من الأطباء وتداركوا الأمر وعالجوها لكان بإمكانها أن تعيش لحظات أكثر. لكن يد المنون كانت أسرع إلى بنت أحمد من الجراحين وأدواتهم التي قد تجدي نفعا. 

 

مرحلة علاج فاشلة

 

بعد الحادث قدم ولد محمدن إلى المستشفى الوطني بالعاصمة نواكشوط من أجل العلاج من الإصابة التي تعرض لها إثر الحادث الذي راح ضحيته أشخاص عدة، ما بين جريح وميت.

وفي يوم الخميس29-01-2013" قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لولد محمدن وهو ما تم بعد بالفعل بعد تكلف ولد محمدن في تلك العملية تكاليف باظهة بعضها يقدر وبعضها لا يحصى، ذالك أن العملية الجراحية تحتاج إلى شراء دسر"مسامين"بمبلغ120.000، بالإضافة إلى80.000 تدفع للمستشفى كي تتم العملية الجراحية.
تقدم ولد محمدن بكل ما يملك من أجل أن تتم العملية الجراحية ويوجد العلاج الشافي، إلا أنه فوجي صباح اليوم"الأربعاء13-03-2013" بتصريح"سوماري+شعيب+شياخ "له بفشل العملية الجراحية التي أجريت له، عندها طلب منهم ولد محمدن أن يوفروا له الرفع إلى الخارج وفضوا ذاك وقالي الطبيب شياخ بالحرف الواحد:"اربط انعايلك واركب سيارتك تماشي..".يقول ولد محمدن.

 

فقدان السلطة..وانعدام الإنسانية


بعد أن تقرر أن يذهب ولد محمدن عن المستشفى الوطني بالعاصمة نواكشوط، طلب ولد محمدن من أهل المستشفى أن يوفروا له سيارة إسعاف تنقله إلى السينغال من أجل محاولة إعادة العلاج، رفض المستشفى الطلب كسابقه، واشترط أن يدفع لهم مبلغ200.000 ، وقال ولد محمدن إنهم اتصلوا بمستشفى النور الطبي كي يوفر لهم سيارة إسعاف بمبلغ100.000 وهو ما تم يقول ولد محمدن.
سألت الشيخ ولد محمدن عن الكلمة الذي يريد توجيهها للدولة فقال ولد محمدن:"دولة يذهب مريض منها متوجها نحو أي دولة كانت من أجل العلاج لا تعتبر دولة، وليست لديها سلطة..فما دام الإنسان يشق ليل نهار كالحيوان ويطرد كغرئب الإبل..فهنا لا يمكن أن نقول إننا في دولة وتحكمنا سلطة". يقول ولد محمدن.

 

 


حقوق ومطالب

 

تقدم ولد محمدن وهو على سرير العلاج/الموت إلى السلطات الموريتانية بمجموعة من الطلبات كحقوق مشروعة له نوجزها في النقاط التالية:
1- تقدم بالشكوى من الأطباء الذين مارسوا عليه هذا الظلم والفعل المشين.
2- إعادة التكاليف التي دفعها من أجل العلاج الذي لم يتم وبدا أنه لا يتجاوز اللعب بالمواطن العادي.
3- تمكينه من فحوصاته التي أجريت له في المستشفى الوطني من أجل إمكانية مواصلة رحلة العلاج.
4- حمل الأطباء مسؤولية الكاملة في وفاة زوجته خديجة بنت أحمدو.


..وما خفى أعظم

 

في المستشفى الوطني بالعاصمة نواكشوط يعيش المواطنون الموريتانيون الأمرين نتيجة لسوء التسيير وضعف الرقابة وانعدامها في أحايين كثيرة..
..وفي مستشفانا الوطني تختفي تلال من المأساة الخانقة القاتلة التي تدمي الفؤاد وتذيب القلب..
..في مستشفانا الوطني ينام المريض على السرير طويلا دون عناية من الاطباء المورتانيين"في غالب الأحيان"..
..في مستشفانا الوطني تغيب الإنسانية وتنعدم المسؤولية..وهلم جرا..!!..وذلك في ظل دولة تعتبر هي المثال الحقيقي للسلطة الموريتانية على مر تاريخها الطويل، ولعل ذالك في قاموس غير المواطنين.
ولكن هل يمكن أن تستمر هذه الحال على طريقتها؟؟ هل يمكن أن يكون المواطن الموريتاني يعاني داخل وطنه وخارج وطنه..إلى متى يظل المواطن الموريتاني في حاجة إلى اللجوء إلى خارج وطنه من أجل العلاج..في انتظار الإجابة على هذه الأسئلة يبقى ولد محمدن مسجى على سريره في انتظار العلاج أو الموت!!.

                        *************
لخليفة ولد محمدن هو نموذج من آلاف النماذج"الحية"المأساوية داخل مستشفانا الوطني..هو كذلك نموذج بسيط من الحالات الإنسانية الموجودة على أسرة مستشفانا الوطني..وما خفي أعظم!!..

 

الخليفة ولد محمدن..في انتظار العلاج أو الموت

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox