منظر من القرية - خاص السراجالسراج / روصو (خاص)على بعد 54 كلم من مدينة روصو وعلى الطريق الرابط بينها وبين بوغى تقع قرية "انتيكان" بمحاذاة أحد أنهار منطقة شمامة الخصبة، تتبع "انتيكان" لمقاطعة اركيز و تضم 25 ألف نسمة حسب السكان، كما يتبع لها أكثر من خمس قرى صغيرة في ضواحيها.
تعتبر "انتيكان"إحدى أبرز المدن في المنطقة من حيث التأثير، فهي مسقط رأس الإمام عبد العزيز سي رحمه الله، كما أنها من أوائل القرى التي خرجت عدة وزراء وكوادر في الدولة منذ تأسيسها. القوارب التقيدية يستخدمها السكان للصيد و كانت هي الرابط الوحيد للقرية مع العالم الخارج
لؤلؤة الضفة
تشكل المدينة من الناحية الجغرافية شبه جزيرة بفضل النهر الذي يفصلها عن الطريق العام ببضع كلومترات، والذي كان يعزل القرية عن نظيراتها قبل إنشاء جسر يربط بين الطريق ومدخل القرية منذ سنوات.
تتميز "انتيكان" بمنارات مسجديها التي تلوح للقادم من بعيد لتبوح له بطابعها الإسلامي الأصيل، أما أزقتها الضيقة وأبنيتها الطينية الأخرى العصرية فتضفي على المشهد لمسة خاصة.
من كل هذا التنوع تشكل "انتيكان" لوحة فنية تتعانق فيها عتاقة الأبنية الطينية والأخرى الحديثة والمنارات الشاهقة الشاهدة على تجذر الدين الإسلامي في المنطقة، وعلى قدوم تيار العصرنة الجارف للمدينة.
تتمركز نشاطات سكان القرية أساسا على زراعة الأرز والخضروات حيث يوفرون ما يحتاجونه من هذه المواد ثم يبيعون باقي المحصول في بعض المواسم.
تتوفر القرية على 90 ألف هكتار صالح للزراعة تم استصلاح 11 ألف هكتار فقط منها حتى الآن، وتعمل فيها عشرات التعاونيات. يطالب السكان السلطات بزيادة الهكتارات المستصلحة و التي لا تتجاوز 11 ألف من أصل 90 ألفا.
كما يشكون من ندرة بنك للحبوب، و نقص كبير في المعدات؛ فالطرق التي يستخدمونها طرق بدائية وتقليدية، رغم المقدرات الهائلة من الأراضي الخصبة التي تتوفر عليها المنطقة. الزراعة من أبرز النشاطات التي يعيش عليها السكان - السراجشكاوى على ضفاف النهر
تعاني "انتيكان" من العديد من المشاكل وعلى جميع الأصعدة ـ شأنها كباقي المدن و القرى في المنطقةـ فغياب الإدارة و القطاعات الخدمية من تعليم وصحة ومعضل الأحصاء، إضافة للآفات الزراعية من أبرز المشاكل المتداولة وسط السكان.
وتعتبر"انتيكان" مركزا إداريا تابعا لمقاطعة الركيز التي تبعد عنها حوالي 80 كلم، لكن السكان يشتكون من غياب الإدارة والدولة عموماعن حياة المواطن اليومية رغم توفر القرية على مراكز إدارية كمقر لمكتب رئيس المركز ومفوضية للشرطة.
كما لا يخفي السكان تضايقهم من الساسة و المنتخبين الذين يعتبرون ضرهم أكثر من نفعهم؛ حيث لا يشاهدونهم إلا في الحملات الانتخابية من أجل كسب الأصوات مقابل تهميشهم، حسب أحد السكان.
يضيف آخر أن قريتهم تستحق أن تتحول إلى مقاطعة بدل أن يتم الإتجار بها في الانتخابات من أجل مصالح آخرين حيث يكون سكانها في النهاية هم الضحية الأولى. السكان يمراسون الصيد التقليدي في القوارب الصغيرةعلى مستوى التعليم تتوفر القرية على مدرسة ابتدائية يعود تأسيسها إلى أيام المستعمر الفرنسي، بالإضافة إلى إعدادية ومنذ فترة كانت بها ثانوية قبل قرار وزيرة التعليم السابقة مركزة التعليم الثانوي في عواصم الولايات.
السكان في انتيكان لا يكفون عن الشكوى فالاكتظاظ في الفصول الدراسة وقلة عدد المعلمين و الأساتذة أبرز الشكاوى، حيث يبلغ عدد التلاميذ أكثر من 3 آلاف.
المتحدث باسم آباء التلاميذ قال لـ "السراج" إن الفصل الواحد يتكون من أكثر من مئة تلميذ، ويرجع هذا الاحتكتظاظ لقلة المعلمين والأساتذة.
أما الصحة فتلك معاناة أخرى؛ فالمركز الإدراي لا يتوفر إلا على مستوصف صغير و طبيب واحد، يقول السكان إن المستوصف لا يمكنه التكفل بالحالات الصعبة، لذا يلجأون للتنقل إلى مستشفى روصو. المحاظر قي انتيكانمن أكبر ما يميز انتيكان عن باقي القرى و المدن المجاورة كثرة المحاظر ومدارس القرآن التقليدية، فدراسة القرآن و علومه داخل المحظرة محطة لابد لأبناء انتيكان أن يمروا بها في طريقهم إلى حياة الرجولة و الكدح.
يحوي التيكان عشرات المحاظر داخل المدينة و القرى المجاورة لها أبرزها وأكبرها محظرة الإمام الراحل عبد العزيز سي رحمه الله.
الوجه الآخر للتيكان...تتربع محظرة ومسجد الشيخ عبد العزيز سي بأبنيتها الطينية المتواضعة وسط المدينة بماحاذاة النهر وتضم المحظرة مئات الطلاب و الطالبات الذين لا يزالون يواصلون دراستهم على يد الشيخ ابراهيم سي.
إبراهيم سي قال إن الشيخ عبد العزيز سي رحمه الله كان يأمل أن يبني محظرة جديدة للطلاب قبل وفاته، فالطلاب يدرسون في ابنية طينية قديمة.
وأضاف سي أن المحظرة تضم مئات الطلاب القادمين من قرى مختلفة ويعانون مشاكل في الكفالة و المعيشة، فهم يعيشون على صدقات أهل القرية. "انتيكان" مثال حي على القرى و التجمعات السكنية في المنطقة التي تعاني من ضعف كبير في القطاعات الخدمية إضافة للمشاكل المرتبطة بالزراعة ، رغم وجود العديد من النشاطات و الإنجازات التي انعكست بشكل إيجابي على السكان خاصة الطريق الرابط بين روصو وبوغى.
|